التل يكتب: استنفار اسرائيلي ضد مطعم كركي

بلال حسن التل
مدار الساعة ـ نشر في 2024/01/27 الساعة 21:38

هل استذكر العدو الاسرائيلي تاريخه مع الكرك، وكيف سحق ملك الكرك ميشع اجداده، فخاف أن يتكرر معه المشهد، فكان

هذا الاستنفار السياسي والاعلامي الاسرائيلي ضد الاردن، وتهديده لمجرد ان يسمى مطعم في الكرك بتاريخ اندلاع معركة طوفان الأقصى،فهل تسمية مطعم تحتاج إلى استنفار زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد ليكتب “يجب أن يتوقف التمجيد المشين لـ7 أكتوبر. إن التحريض والكراهية ضد إسرائيل يولد الإرهاب والتطرف الذي أدى إلى المجزرة الوحشية التي وقعت يوم 7 أكتوبر. ونتوقع من الحكومة الأردنية أن تدين هذا الأمر علنا”. فهل نسي لابيد كلمات مايسمونه النشيد الوطني الذي يدعو إلى احتلال الأردن، وهل نسي زعيم المعارضة الإسرائيلية ان المناهج التعليمية في كيانه الغاصب تعلم كل اسرائيلي منذ نعومة اظفارة كراهية العرب وضرورة قتلهم حتى وهم اطفالا، ولماذا يتجاهل لابيد الدعوات اليومية في كيانه الصهيوني لابادة غزة عن بكرة ابيها، الا يغرس ذلك كله الكراهية، ويفعله اسم مطعم في الكرك؟. وهو المطعم الذي انظمت وسائل الإعلام الإسرائيلية
لتكمل من بعد زعيم المعارضة الإسرائيلية معزوفة التهديد للاردن. فهاهي صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية تقول" مطعم “7 أكتوبر” في بلد بيننا وبينه اتفاق سلام هو دليل آخر على تدهور العلاقات مع الأردن" .فبماذا تسمي الصحيفة الإسرائيلية الانتهاكات الإسرائيلية لحرمات المقدسات الإسلامية و المسيحية في القدس، بالرغم من الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات، اليس في ذلك انتهاكا للاتفاقية التي تتذرع بها الصحيفة المذكورة؟! .
أما صحيفة “معاريف”فقد اعتبرت افتتاح المطعم الكركي بانه ( خطوة أخرى على معاداة السامية) .متناسية عشرات الممارسات الصهيونية التي يقوم بها المستوطنون يوميا، وكلها تغذي الحقد والكراهية؟!.
ردة فعل الكيان الصهيوني على اسم المطعم الكركي ، لها دلالات كثيرة منها: انه كيان مهزوم مرعوب تهزه مجرد لافته تحمل تاريخ اندلاع معركة طوفان الأقصى، لأنها المعركة التي بددت الكثير من الأوهام عن قدرات العدو الاسرائيلي العسكرية و الاستخبارية والسياسية، فظهر على حقيقته كيانا هزيلا غير قادر على الاستمرار الا بدعم الغرب، وجسوره الجوية التي تمد هذا الكيان بأسباب الصمود المؤقت.
الدلالة الثانية من دلالات هذا الاستنفار الاسرائيلي ضد اسم المطعم الكركي، انهم يراقبون كل شاردة واردة في بلدنا، ويريدون منعنا حتى من التعبير عن عواطفنا ومشاعرنا، حتى لو جاء هذا التعبير ترحيبا باسم مطعم يذكرنا بقدرة شباب أمتنا على الاقتحام والانتصار، كما حدث في السبع من أكتوبر عندما اندلعت معركة طوفان الأقصى.
مراقبة العدو الاسرائيلي لكل مايجري في بلدنا، يفرض علينا أن نظل في أعلى درجات التأهب والحذر، لأن مراقبة العدو لنا تعني خوفه منا، واستعداده لارتكاب حماقة ضدنا في اي لحظة، فقد كثرت تهديداته لنا، منها ما قالته هيئة البث الاسرائيلي من ان إسرائيل تدرس عدم تجديد اتفاقية المياه مع الأردن بعد تصريحات اردنية ضد الدولة الإسرائيلية، ومنها الفيديوهات التي يتحدث فيها حاخامات وجنود اسرائيليون عن احتلال شرق الأردن، ومنها الدعوات الصريحةالتي يطلقها بصورة دائمة قادة صهاينة لاحتلال الأردن كان آخرهم وزير الدفاع الأسبق ليبرمان.
كل هذه المواقف و التصريحات والدعوات الإسرائيلية المشحونة بالعداء للأردن، تؤكد ان الكيان الصهيوني
كيان لا يؤمن جانبه، وانه لا يحترم عهدا ولا اتفاقية، والأدلة على ذلك أكثر من ان تحصى، فانظروا ماذا كانت نتيجة اتفاقية أوسلو واي سلطة فلسطينية أنشأت؟.
كل ما سبق وغيره يحتم علينا في الأردن ان لايغيب عن بالنا احتمالية ان المعركة مع العدو الاسرائيلي قادمة،وقد يكون من أسبابها توتر العدو الاسرائيلي، وسعبه لتصدير ازمته.
لكل ما سبق علينا أن نكون في غاية الجهوزية للدفاع عن ارضنا كمدخل لتحرير مقدساتنا.

مدار الساعة ـ نشر في 2024/01/27 الساعة 21:38