الأردن: القلق مشروع والحذر واجب
مدار الساعة ـ نشر في 2024/01/25 الساعة 00:37
أين نضع أقدامنا في هذه المرحلة، وهل لدينا أوراق سياسية قابلة للاستخدام، ومؤثرة في المرحلة القادمة؟
استدعاء السؤالين -بالنسبة للأردنيين - في هذا التوقيت «الحربي» مهم، والإجابة عنهما أهم؛ لاحظ أن الأرضية التي نقف عليها، ومعنا المنطقة كلها، تعرضت لزلزال كبير لم يتوقف بعد، وسنشهد المزيد من ارتداداته خلال السنوات القادمة، لاحظ، أيضا، أن بلدنا يعاني من حصار غير مسبوق، ويفتقد للحليف أو الظهير السياسي، ويواجه أزمات داخلية متراكمة، لاحظ، ثالثا، أن أوراقنا التي أشرت إليها تتوزع بين خيارات أصبحت ضامرة ومحدودة، وبين اضطرارات تراكمت وتوسعت، كما أن التحولات التي فرضتها الحرب ربما تضعنا أمام مرحلة «تسديد الفواتير «، وعليه فإن القلق مشروع، والحذر واجب.لكي نقف على أرض صلبة، نحتاج إلى مراجعة حقيقية تستهدف إعادة تعريف حدود مصالحنا، وأمننا الوطني، و الأدوار التي يمكن أن نقوم بها، نحتاج، أيضا، إلى قراءة دقيقة لخريطة التحولات التي جرت في الإقليم وفي العالم، ثم انعكاساتها على بلدنا في المديين القريب والبعيد، نحتاج، ثالثا، إلى تحديد المساحات التي نتحرك فيها سياسيا، والبحث عن قنوات للتحالف تضمن لنا عمقا إستراتيجيا في محيطنا العربي، وظهيرا سياسيا في الفضاء الإقليمي والدولي، كما نحتاج، رابعا، إلى خطوات سريعة ومدروسة لإعادة «العافية» لإدارات الدولة والجبهة الداخلية، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وإعلاميا، هذا العنوان هو المبتدأ لأي خبر، سواء تعلق بالبحث عن دور، أو إقامة تحالف وتعاون، أو تجنب تهديد وفرض أجندة من أي طرف.أعرف، لا نستطيع -بحكم موقعنا الجيوسياسي، بما يفرضه من اعتبارات واضطرارات - أن ننكفئ على أنفسنا، أو أن نعتمد «النأي بالنفس»، أعرف، ثانيا، لا يمكن أن يشكل بلدنا وحده «رأس حربة» لمناطحة ما يتم تمريره من مشروعات لتغيير وجه المنطقة، خاصة في ظل انهدام النظام العربي الرسمي، وغياب الوزن السياسي العربي، أو اختفائه في سياق البحث عن النجاة، أو اقتناص الدور، أعرف، ثالثا، أننا لا نستطيع، في كبسة زر، وفي ظل تحالف أطلسي يريد أن يفرض اجندته على المنطقة كلها، أن نغير تحالفاتنا القائمة، مهما كانت غير مقبولة ولا مريحة ولا مأمونة، لكن لا بأس أن نفكر بتجديد أوراقنا السياسية، والاستثمار فيها، ثم بناء أرضية لاستدارات ممكنة، تخفف عنا جزءا من الضغوطات، أو ربما التهديدات المتوقعة من جهة حلفائنا التقليديين، حال انقلاب التحالف، أو تصادم المصالح والخيارات.ما يهم الأردنيين في هذه المرحلة بالذات، هو أن يقتنعوا ويطمئنوا بأن إدارات دولتهم، وقيادات مجتمعهم، تفكر بهدوء واتزان وعقلانية، وتتحرك بالاتجاه الصحيح، وتضع في حساباتها المصالح العليا للدولة الأردنية، هذا يحتاج -في تقديري - إلى مصارحات ونقاشات تفرز توافقات وطنية، ترفع همة الناس ومعنوياتهم، وتؤسس لمناعة داخلية، تكسر حواجز الخوف من الانقسام، واليأس وتبادل المظلوميات، والانطواء على الذات، هذه المهمة لا تقبل التأجيل، وتشكل أصلب أرضية، وأهم أوراق القوة التي يجب أن نفكر بها وننجزها، إذا أردنا أن نضمن مقعداً آمناً في قطار الأحداث الراهنة والقادمة الذي انطلق، وربما لن يعود إلى محطته الأولى.
استدعاء السؤالين -بالنسبة للأردنيين - في هذا التوقيت «الحربي» مهم، والإجابة عنهما أهم؛ لاحظ أن الأرضية التي نقف عليها، ومعنا المنطقة كلها، تعرضت لزلزال كبير لم يتوقف بعد، وسنشهد المزيد من ارتداداته خلال السنوات القادمة، لاحظ، أيضا، أن بلدنا يعاني من حصار غير مسبوق، ويفتقد للحليف أو الظهير السياسي، ويواجه أزمات داخلية متراكمة، لاحظ، ثالثا، أن أوراقنا التي أشرت إليها تتوزع بين خيارات أصبحت ضامرة ومحدودة، وبين اضطرارات تراكمت وتوسعت، كما أن التحولات التي فرضتها الحرب ربما تضعنا أمام مرحلة «تسديد الفواتير «، وعليه فإن القلق مشروع، والحذر واجب.لكي نقف على أرض صلبة، نحتاج إلى مراجعة حقيقية تستهدف إعادة تعريف حدود مصالحنا، وأمننا الوطني، و الأدوار التي يمكن أن نقوم بها، نحتاج، أيضا، إلى قراءة دقيقة لخريطة التحولات التي جرت في الإقليم وفي العالم، ثم انعكاساتها على بلدنا في المديين القريب والبعيد، نحتاج، ثالثا، إلى تحديد المساحات التي نتحرك فيها سياسيا، والبحث عن قنوات للتحالف تضمن لنا عمقا إستراتيجيا في محيطنا العربي، وظهيرا سياسيا في الفضاء الإقليمي والدولي، كما نحتاج، رابعا، إلى خطوات سريعة ومدروسة لإعادة «العافية» لإدارات الدولة والجبهة الداخلية، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وإعلاميا، هذا العنوان هو المبتدأ لأي خبر، سواء تعلق بالبحث عن دور، أو إقامة تحالف وتعاون، أو تجنب تهديد وفرض أجندة من أي طرف.أعرف، لا نستطيع -بحكم موقعنا الجيوسياسي، بما يفرضه من اعتبارات واضطرارات - أن ننكفئ على أنفسنا، أو أن نعتمد «النأي بالنفس»، أعرف، ثانيا، لا يمكن أن يشكل بلدنا وحده «رأس حربة» لمناطحة ما يتم تمريره من مشروعات لتغيير وجه المنطقة، خاصة في ظل انهدام النظام العربي الرسمي، وغياب الوزن السياسي العربي، أو اختفائه في سياق البحث عن النجاة، أو اقتناص الدور، أعرف، ثالثا، أننا لا نستطيع، في كبسة زر، وفي ظل تحالف أطلسي يريد أن يفرض اجندته على المنطقة كلها، أن نغير تحالفاتنا القائمة، مهما كانت غير مقبولة ولا مريحة ولا مأمونة، لكن لا بأس أن نفكر بتجديد أوراقنا السياسية، والاستثمار فيها، ثم بناء أرضية لاستدارات ممكنة، تخفف عنا جزءا من الضغوطات، أو ربما التهديدات المتوقعة من جهة حلفائنا التقليديين، حال انقلاب التحالف، أو تصادم المصالح والخيارات.ما يهم الأردنيين في هذه المرحلة بالذات، هو أن يقتنعوا ويطمئنوا بأن إدارات دولتهم، وقيادات مجتمعهم، تفكر بهدوء واتزان وعقلانية، وتتحرك بالاتجاه الصحيح، وتضع في حساباتها المصالح العليا للدولة الأردنية، هذا يحتاج -في تقديري - إلى مصارحات ونقاشات تفرز توافقات وطنية، ترفع همة الناس ومعنوياتهم، وتؤسس لمناعة داخلية، تكسر حواجز الخوف من الانقسام، واليأس وتبادل المظلوميات، والانطواء على الذات، هذه المهمة لا تقبل التأجيل، وتشكل أصلب أرضية، وأهم أوراق القوة التي يجب أن نفكر بها وننجزها، إذا أردنا أن نضمن مقعداً آمناً في قطار الأحداث الراهنة والقادمة الذي انطلق، وربما لن يعود إلى محطته الأولى.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/01/25 الساعة 00:37