التل يكتب: لا أحد يخوض حربك
مدار الساعة ـ نشر في 2024/01/22 الساعة 21:54
دعوت في المقال السابق إلى أن يظل الأردن قويا مستقرا متماسكا ، واستعرضت بعض الأسباب لهذه الدعوة، وفي هذا المقال اتناول سببا اخر يؤكد ضرورة ان يظل الأردن قويا متماسكا ، ذلك ان من الحقائق البارزة التي اكدتها بوضوح معركة طوفان الأقصى وارتدادتها، ان لا أحدا يخوض حربك مهما كان قريبا منك. وان اقصى مايقدمه لك الأخوة والأصدقاء هو التضامن و التعاطف اللفظيين ، وصولا إلى الدعم اللوجستي في أحسن الأحوال هو دعم اقصد اللوجستي في مضمونه الإنساني قد لايصلك، كما نراه يوميا يحدث يوميا بالنسبة لقطاع غزه، حيث يتكدس الدعم من الغذاء والدواء في الشاحنات حتى يفسد، ولا يصل إلى المحاصرين في غزة وخاصة الأطفال والنساء والشيوخ، لذلك فعليك بناء قوتك الذاتية للدفاع عن نفسك، ولدفع العدوان عن ذاتك ولاسترداد حقوقك. واول وأهم درجات الاعداد هو الأعداد العقدي والنفسي لأبناء وطنك، لأنه بدون هذا الاعداد لن تفيدك كل ألاسلحة مهما توفرت بين يديك، واية مقارنة بسيطة بين الجندي الاسرائيلي المدجج بأحدث انواع الأسلحة الفتاكة، المحصن بالدبابات و المدرعات، والجدران، وبين المجاهد القسامي بسلاحة البسيط، وكيف ينهزم أمامه الجندي الاسرائيلي، توكد لنا أهمية الاعداد العقدي والنفسي لصمود المجتمعات و الأوطان، وهنا تبرز أهمية المناهج الدراسية، والموعظة الدينية، والخطاب الثقافي، والأداء الاعلامي، فيجب ان يكون ذلك كله موظف في بناء قوة وطننا واستقراره وتماسكه.
بعد الاعداد العقدي والنفسي، لابد من تطهير المجتمع من المتخاذلين والعملاء، فهؤلأ أخطر على الوطن من عدوه لأنهم يطعنونه في ظهره، ومن حيث لايحتسب.وهنا تبرز أهمية ان ننتبه إلى خطر الإشاعات، وقول السؤ اللذين تضج بهما وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها.مما يؤكد أهمية أن يكون لنا إعلام وطني اهم ميزاته ان يكون وطنيا مستقلا، فمن أبرز مااكدته معركة طوفان الأقصى ان مواقف كل مؤسسة من مؤسسات الإعلام منها ارتبط بشكل كامل بموقف من يمولها، ومثلما يجب علينا أن نظمن أن يكون إعلامنا وطنيا مستقلا، علينا أن نظمن ان يكون مهنيا محترفا، لأن الإعلام ليس مجرد وظيفة يؤدها كل من هب، لكنها مهنة لها شروطها.
ثم لابد من الإنتباه والحذر من العدو، بأن لا نأمن جانبه، فقد اثبت العدو الاسرائيلي انه لايؤمن جانبه، وانه لايحترم عهدا ولاميثاقا، ولذلك يجب أن لا نعطية الفرصة ليضغط علينا بشئ، فقد رأيناه كيف منع الماء والغذاء والدواء والوقود عن أهلنا في غزة لتركيعهم، خاب فئله.وهاهو يهددنا تارة بالتعطيش وأخرى بالتهجير وثالثة بالحرب العسكرية.مما يفرض علينا أن نكون في غاية الحذر، وفي أعلى درجات الجهوزية.
كما قدمت معركة طوفان الأقصى برهانا جديدا شديد الوضوح، يؤكد ان اعتى الجيوش وأكثرها عدة وعتاد لا تستطيع الصمود أمام المقاومة الشعبية مهما قل عتادها، رأينا ذلك في الجزائر وفيتنام وأفغانستان والعراق، حيث انهزمت جيوش أمريكا والاتحاد السوفيتي السابق وبريطانيا وفرنسا، أمام المقاومة الشعبية، وهاهي غزة تقدم الدليل الدامغ على هذه الحقيقة، مما يؤكد ضرورة عودة الجيش الشعبي الأردني، ليكون رديفا لقواتنا المسلحة واجهزتنا الأمنية، وأحد مكونات قوة الأردن المنيع التماسك.
ولأن أحدا لايخوض حربك، وحتى لايجوعك احد، فعلينا ان نهتم ببناء امننا الغذائي، من خلال الاهتمام بالزراعة، واحداث ثورة زراعية في بلدنا، وكذلك والحال في مجال المياه، وكذلك الدواء ومن حسن الحظ ان لدينا صناعية دوائية يعتد بها، علينا أن نرعاها وندعمها، لنجدها عند الشدة، التي قد نخوض بها حربنا لوحدنا.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/01/22 الساعة 21:54