لماذا الأردن القوي؟

بلال حسن التل
مدار الساعة ـ نشر في 2024/01/20 الساعة 23:46
من الحقائق التي اكدتها معركة طوفان الأقصى انه متوهم كل من لا يعتقد اعتقادا راسخا، بان الأردن القوي المستقر التماسك هو مصلحة قومية على وجه العموم، ومصلحة وطنية فلسطينية على وجه الخصوص، مثلما هو مصلحة اردنية، وهي في الوقت نفسه حقيقة مخيفة بالنسبة للعدو الصهيوني.فعدونا قارئ جيد لتاريخ هذه المنطقة ليفهمها فيطيل من عمره، وهو يفهم جيدا ان الأردن كان على الدوام معسكر الامة للعبور إلى فلسطين لتحريرها كلما وقعت في براثن محتل، كما أنه يعي خطوة أن الأردن يمتلك أطول حدود برية مع كيان الاحتلال، كما يعي معنى و خطورة ان يحتضن الاردن أعلى نسبة من أبناء فلسطين في الشتات والراغبين بالعودة إلى وطنهم، كما أن الأردن يشكل المانع القوي أمام التهجير القسري لأبناء فلسطين من أرضهم، كما يطمح ويخطط لذلك هذا الكيان الغاصب، كذلك فان الاردن يشكل حاجز الصد عن الخليج العربي، أمام الكثير من التهديدات، واخرها عصابات تهريب المخدرات والأسلحة، التي من المؤكد انها تستهدف دول الخليج، ومع تهديد المخدرات والأسلحة يأتي التهديد بالصراعات المذهبية في دول الخليج العربي. كل ماسبق وغيره يؤكد أهمية ان يكون الاردن دولة قوية مستقرة ومتماسمة وقادرة، علما بان الأصل في الوطن ان يكون قويا منيعا على قلب رجل واحد. وهو ماتعود الأردني ان يرى وطنه عليه ، قبل أن تظلنا سنوات خداعات، علينا أن نعترف انه اصاب خلالها بعض جوانب مسيرة وطننا مظاهر وهن،لأن هذا الاعتراف هو مدخلنا الرئيس للتغلب على مظاهر الوهن هذه. ان من حسن حظنا ان مظاهر الوهن لم تصب مكونات قوتنا الأساسية، خاصة قواتنا المسلحة واجهزتنا الأمنية التي لاتزال تتصدر موقع الصدارة في استحواذها على ثقة الاردنيين في كل استطلاعات الرأي العام، وفي أحاديث الاردنيين بمضافاتهم ومنتدياتهم حيث يكونون على سجيتهم وعفويتهم.وهذا يستدعي العمل على المزيد لقواتنا المسلحة واجهزتنا من حيث العديد العتاد وتأكيد العقيدة القتالية.ومثل قواتنا المسلحة واجهزتنا الأمنية، كذلك نجت دبلوماسيتنا الخارجية من مظاهر الوهن، مما حافظ على حضورنا العالمي بشكل مؤثر، برز بصورة واضحة أثناء العدوان الاسرائيلي الهمجي على قطاع غزة، وهو التأثير الذي اغاظ العدو الاسرائيلي، فصار يتهدد ويتواعد، حتى وصل إلى مرحلة ارسال الرسائل بالنار، كما تم من خلال عدوانه الغاشم على المستشفى الميداني الأردني الخاص ٢، في جنوب خان يونس بقطاع غزة، وهي رسالة علينا أن نتعامل معها بجدية،وبالاستعداد لما هو اسؤ، بأن نعالج كل مظاهر وهننا حتى لا تكون مدخلا للعدو علينا. اول مداخل علاج بعض مظاهر الوهن، هي أن ننتبه إلى أن مفاصلنا الأساسية التي حافظت على قوتها وحيويتها، هي التي يقودها ويشرف عليها ويوجهها بصورة مباشرة قائد الوطن. ومن ثم على جميع سلطات الدولة الدستورية ان ترتفع إلى مستوى توجيهات قيادة الوطن في حسن الإلتزام وحسن التنفيذ، وحسن الإختيار لعناصرها على اساس الكفاءة، بعيدا عن الشللية التي صارت احد اهم مداخل الوهن إلى الكثير من مؤسساتنا، وهنا نجدد الدعوة إلى ضرورة ان تعتمد مؤسساتنا الحكومية في عملها نفس أسس العمل في قواتنا المسلحة و اجهزتنا الأمنية، وهي الكفاءة والمهنية والقدرة على الانجاز والقيام بالواجب،وتفعيل مبدء الثواب والعقاب القائم على المحاسبة النزيهة والحازمة، وعلى حضور المسؤل في الميدان، فلم يعد مقبولا من اي مسؤول الصمت أو التواري عن الانظار وقت الازمة، اي أزمة! .لذلك فان من المهم أن يكون في مواقع المسؤولية رجال اشداء يحملون العبء عن قائد الوطن ولايكونون عبئا عليه، وأن يكونوا في المواجهة لا ان يختبؤوا خلف قيادة الوطن. ان من أهم مداخل معالجة الوهن في مسيرتنا الوطنية، هي مصارحة الاردنيين بكل حقائق اوضاعهم، من خلال خطاب دولة متماسك مقنع، تحمله وسائل اعلام مهنية ملتزمة، حتى يتحمل الجميع مسؤوليته في بقاء الأردن قويا منيعا.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/01/20 الساعة 23:46