الإبادة تتواصَل: الحِلف الصهيوــ غربي 'يزّدري'.. العدل الدولية؟
مدار الساعة ـ نشر في 2024/01/15 الساعة 01:19
استكمالاً لمقالة أمس/الأحد بعد مرور 100 يوم على حرب الإبادة الجماعية التي يشنها تحالف الشر الصهيوأميركي/الغربي على أهالي قطاع غزة الفلسطيني (والمُرشحة للانتقال إلى الضفة الغربية المحتلة, في إطار مُخطط "التهجير" الذي تبنّاه مجرم الحرب نتنياهو, ووجد "تفهّماً" من إدارة بايدن) نقول: في خضم ذلك كله ومع تصاعد التوتر في المنطقة على ضوء العربدة الانجلوساكسونية, التي طالت اليمن الشقيق واستمرار الغارات الأميركية على مدن ومطارات وموانئ ومواقع عسكرية لأنصار الله الحوثيين. ما يعكس إصراراً أميركياً على توسيع الحرب الدائرة الآن, وما يؤكد من بين أمور أخرى نفاق الدبلوماسية الاميركية التي يقودها أنتوني بلينكن, الداعي كذباً كما رئيسه إلى عدم توسيع دائرة الحرب.. يمكن القول أن تداعيات ما تم تقديمه من "دفوعات" أمام محكمة العدل الدولية, والأصداء التي خلفتها مرافعة دولة جنوب أفريقيا من فضح لجرائم العدو الصهيوني, ونيته الواضحة إرتكاب إبادة جماعية, وما يقارفه من جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في قطاع غزة, ضد المدنيين والمشافي والمدارس والمساجد والكنائس والبنى التحتية, قد أربكت صناع القرار في الدول الاستعمارية الخمس (أميركا، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، وإيطاليا), التي دعمت مجتمعة وعلناً وفي "حجيج" قادتها لتقديم أوراق اعتمادهم للدولة الصهيونية العنصرية الاستعمارية, على ما فعل بايدن وسوناك وماكرون وشولتس, وخصوصاً رئيسة الحكومة الإيطالية/جورجا ميلوني، أضف إليهم بالطبع رئيسة الاتحاد الأوروبي الألمانية أورسولا فون دير لاين الأكثر حماسة لإشعال الحروب وعسكرة العلاقات الدولية, والمرشحة "الدائمة" لموقع أمين عام حلف/الناتو, بعدما أشغلت منصب وزيرة الدفاع لست سنوات 2013-2019 في "حكومات" ميركل).
الدول الاستعمارية الخمس أعلنت صراحة وعلناً وفي لغة تفوح منها رائحة الإزدراء للعدالة الدولية التي تمثلها محكمة العدل العليا, لأن المتهمة بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية هي الدولة الصهيونية العنصرية. إذ أعلنت إدارة بايدن على لسان أكثر من مسؤول فيها أن "لا أساس لهذه التهمة من الصحة" كما قال متحدث مجلس الأمن القومي الأميركي/كيربي, ولم يتردد/كيربي في القول: إن دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل "تؤدي إلى نتائج عكسية", معتبراً انه "لا توجد مؤشرات (على الإطلاق) بارتكاب إسرائيل جريمة إبادة جماعية في غزة", لافتاً في استذكاء مفضوح بأن رئيس المكتب السياسي لحماس في غزة/يحيى السنوار هو "مَن بدأ الحرب, داعياً الفلسطينيين إلى تحميله المسؤولية".
أما رئيس الدبلوماسية الاميركية بائع الاوهام وناسج الروايات المضللة/بلينكن, فقد برّأ دولة النازيين الصهاينة (التي ذهبَ إليها كيهودي وليس كأميركي) قائلاً: نعتقد أن تقديم دعوى ضد إسرائيل إلى محكمة العدل العليا "يصرِف انتباه العالم عن كل الجهود المهمة" لمعالجة (الازمة الإنسانية ومنع توسّع الحرب), وعلاوة على ذلك –أضافَ- فإن "تُهمة الإبادة الجماعية ضد إسرائيل لا أساس لها". مكرراً العبارة الخبيثة الغريبة التي واظبت إدارة بايدن شريكة نتنياهو في حربها الإجرامية على قطاع غزة, على قولها وهي وفق بلينكن أن قضية الإبادة الجماعية ضد إسرائيل "مُزعجة بشكل خاص", بالنظر إلى أن حماس وجماعات أخرى تواصل الدعوة علناً إلى "إبادة إسرائيل والقتل الجماعي لليهود". يا لصلفه وغطرسته ووقاحته.
باقي جوقة المستعمرين في لندن وباريس وبرلين, لم يخرجوا عن الإطار الصهيوأميركي قيد أنملة إذ قال اللورد/ ديفيد كاميرون (أحد مهندسَيّْ تدمير ليبيا مع الفرنسي/ساركوزي, بمشاركة من حلف الناتو), نحن "لا نتفق مع ما تفعله جنوب أفريقيا". لكن المثير واللافت (وغير المُفاجئ كما يجب التنويه) هو الموقف الذي اتخذته حكومة المستشار الألماني/شولتس, بإعلانها "دعم ألمانيا لإسرائيل", في اليوم نفسه (الجمعة 11 الجاري) الذي اختتمت فيه محكمة العدل العليا جلسات الاستماع. إذ قال متحدث الحكومة الألمانية/هيبستريث: إن إسرائيل "تُدافع عن نفسها" واصفاً "المزاعم" ضد إسرائيل بأنها "لا أساس لها من الصحة على الإطلاق". لم تقف حكومة شولتس عند هذا الحد من الانحياز المفضوح والأكثر نفاقاً, بل أعلنت أنها تعتزم "التدخل" في القضية نيابة عن إسرائيل".
وقد سارع مجرم الحرب نتنياهو إلى "شُكر" شولتز قائِلاً له: "موقفك وموقف ألمانيا إلى جانب (الحقيقة) يُحرّك جميع مواطني إسرائيل". مُضيفاً: "لا ينبغي السماح لـِ(فرية الدم المليئة بالنفاق والحقد) أن تسود.. (على المبادئ الأخلاقية) المُشترَكة بين بلدينا والعالم المُتحضّر برمّته".
هل سالتم عن موقف الاتحاد الأوروبي؟
اكتفى التكتل الاوروبي الذي يضم "27" دولة بالقول: إن للدول حقّ رفع قضايا إلى محكمة الأمم المتحدة.. وكم كان لافتاً "امتناع" معظم الدول الأعضاء فيه عن اتخاذ موقف.
صمت استعماري مُريب بلا "رطانته المعهودة" عن حقوق الإنسان وعدم الإفلات من العقاب وحق تقرير المصير للشعوب. فيما يواصل نتنياهو تحدّيه للعدالة الدولية قائلاً بغطرسة واستعلاء: سنواصِل الحرب في غزة حتى تحقيق أهدافنا.. و"لن تُوقفنا لاهاي, ولن يُوقفنا محور الشر".
مدار الساعة ـ نشر في 2024/01/15 الساعة 01:19