غارات إسرائيلية مكثفة على جنوب غزة وبلينكن لا يرى تصعيدا إقليميا

مدار الساعة ـ نشر في 2024/01/11 الساعة 21:31
مدار الساعة - واصل جيش الاحتلال إسرائيل الخميس القصف العنيف على جنوب قطاع غزة، بينما خلُصَ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في ختام جولة في المنطقة، الى أن مختلف الأطراف غير راغبين بتوسيع الحرب الى نزاع إقليمي. وقال بلينكن بعد لقائه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "لا أعتقد أن النزاع يتصاعد... إسرائيل لا تريد ذلك. لبنان لا يريد ذلك. ولا أعتقد أن حزب الله حتى يريد ذلك". وأثارت حرب غزة مخاوف من تحوّلها الى نزاع إقليمي خصوصا في ظل تبادل القصف اليومي عبر الحدود بين حزب الله اللبناني وإسرائيل، إضافة الى هجمات الحوثيين اليمنيين على سفن تجارية في البحر الأحمر، وهجمات ضد قواعد تضم قوات أميركية في العراق وسوريا. وحضّ المبعوث الأميركي أموس هوكستين من بيروت على "إيجاد حل دبلوماسي" ينهي التصعيد الحدودي. وقال "علينا أن نجد حلاً دبلوماسياً يسمح للمواطنين اللبنانيين بالعودة الى منازلهم في جنوب لبنان" ويمكّن الاسرائيليين "من العودة الى منازلهم" في الشمال. وتزامن ذلك مع اعلان حزب الله مقتل مسعفَين إثنين في قصف إسرائيلي طال مركزاً للهيئة الصحية الإسلامية التابعة له. وأكد في المقابل استهداف مواقع إسرائيلية حدودية، وإطلاق "عشرات الصواريخ" على مدينة كريات شمونة رداً على "الاعتداء" على مركز الاسعاف. من جهته، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي رصد "عشر عمليات إطلاق من لبنان"، مشيراً إلى أنه استهدف بدوره مواقع عسكرية و"بنية تحتية" للحزب في جنوب لبنان. - مواجهة قضائية في لاهاي - وبدأت الخميس جلسات محاكمة تتواجه خلالها إسرائيل وجنوب إفريقيا أمام أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة. واتهمت بريتوريا الدولة العبرية بارتكاب "أعمال إبادة"، في ما وصفته إسرائيل بأنه "تشهير دامٍ". وفي شكوى تقع في 84 صفحة رفعت إلى المحكمة، حضت جنوب إفريقيا القضاة على إصدار أمر عاجل لإسرائيل بـ"تعليق فوري لعملياتها العسكرية" في القطاع. واتهمت بريتوريا إسرائيل بانتهاك اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها. وقال وزير العدل الجنوب إفريقي رونالد لامولا "لا يمكن لأي هجوم مسلّح على أراضي دولة مهما كانت خطورته (...) أن يقدّم أي تبرير لانتهاكات الاتفاقية". ووجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو انتقادا شديدا الى جنوب إفريقيا، مؤكدا أن الدولة العبرية "هي التي تحارب الإبادة الجماعية". وقال "العالم مقلوب رأسًا على عقب، حيث يتم اتهام دولة إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في حين أنها تحارب الإبادة الجماعية". وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية اعتبرت أن جنوب إفريقيا هي "الذراع القانونية لمنظمة حماس الإرهابية"، بينما رأى الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ أنه "ليس هناك ما هو أكثر فظاعة وسخافة من إعلان" بريتوريا. ولفت إلى أن الجيش الإسرائيلي "يفعل كلّ ما في وسعه في ظروف معقدة جدًا في الميدان لضمان عدم حدوث أي عواقب غير مقصودة أو خسائر في صفوف المدنيين". - رهائن في الأنفاق - وتوعدت إسرائيل بـ"القضاء" على حماس بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنّته الحركة على جنوب الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر. وأدى الهجوم الى مقتل نحو 1140 شخصا غالبيتهم من المدنيين، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند الى أرقام رسمية إسرائيلية. كما اقتيد نحو 250 رهينة خلال الهجوم، لا يزال 132 منهم محتجزين في القطاع، بحسب الجيش الإسرائيلي. وتردّ إسرائيل بقصف جوي ومدفعي عنيف، وعمليات برية اعتبارا من 27 تشرين الأول/أكتوبر، في قطاع غزة المحاصر ما أدى الى مقتل 23469 شخصًا غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس. وكان مكتب الإعلام الحكومي التابع للحركة أفاد عن مقتل 62 شخصا جراء قصف إسرائيلي ليلا على القطاع. وكثّف سلاح الجو قصف خان يونس، كبرى مدن جنوب قطاع غزة والتي باتت منذ أسابيع مركز أساسيا للقتال والمعارك، وفق ما أفاد شهود الخميس. وأعلن الجيش كشف شبكة من الأنفاق في المدينة، مشيرا الى أن بعض أقسامها "مرّ عبرها رهائن إسرائيليون". في غضون ذلك، تجمّع أقارب الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في القطاع في كيبوتس نيريم قرب الحدود مع القطاع، ورددوا أسماءهم عبر مكبرات الصوت، وفق فيديو لوكالة فرانس برس. - شح في المساعدات - على الجانب الآخر من الحدود، يواجه سكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة أزمة إنسانية متعاظمة خصوصا في ظل البرد والشتاء. وتحذّر المنظمات الدولية من كارثة صحية في القطاع حيث نزح 85% من السكان، وسط بطء وصول المساعدات. وأطبقت إسرائيل حصارها على القطاع بعيد اندلاع الحرب. وتشكو المنظمات من شحّ المساعدات على رغم قرار لمجلس الأمن الدولي دعا لزيادتها، وتؤكد أنها تبقى ما دون حاجة السكان. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في تقرير إنه "في الفترة الواقعة بين 1 و10 كانون الثاني/يناير، لم يتم تنفيذ سوى 14 بالمئة (3 من أصل 21) من المساعدات التي كانت مقرّرة لإيصال المواد الغذائية والأدوية والمياه وغيرها من الإمدادات المنقذة للحياة إلى شمال وادي غزة". وأضاف "اضطر الشركاء في مجال العمل الإنساني إلى إلغاء أو تأخير المهمات في حالتين بسبب التأخيرات المفرطة عند نقاط التفتيش الإسرائيلية أو لأن الطرق المتفق عليها كانت غير سالكة". وحذّر من أن "هذا الرفض والقيود الشديدة المفروضة على الوصول (يؤدي) إلى شل قدرة الشركاء في مجال العمل الإنساني على تقديم الاستجابة بشكل مجدٍ ومتسق وعلى نطاق واسع". وانعكست الحرب بشكل كارثي على القطاع الصحي. وبحسب ما نقل أوتشا عن منظمة الصحة العالمية، يزاول 15 مستشفى من أصل 36 في القطاع عملها بشكل جزئي، منها تسعة في الجنوب وستة في الشمال. وكان المدير العام لمنظمة الصحة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس حذّر هذا الأسبوع من أن الوضع الإنساني في غزة "مستعصٍ" وتوزيع المساعدات يواجه عقبات "من شبه المستحيل تجاوزها". في مدينة رفح، في أقصى جنوب قطاع غزة التي لجأ إليها مئات الآلاف هربا من المعارك، حوّل الطبيب المتقاعد زكي شاهين متجرا إلى نقطة للإسعافات الأولية لمعالجة الجرحى الفلسطينيين. وأوضح شاهين لوكالة فرانس برس "نخدم المرضى بلا ثمن على أمل أن تنتهي الحرب قريبا. نبقى أحيانا حتى الساعة الحادية عشرة ليلا أو الثانية عشرة، لأن كلّ شيء مقفل. لا يمكن ركوب السيارة والانتقال إلى المستشفى". وأضاف "نقوم بالاسعافات الأولية على أن ينقلوا في اليوم التالي إلى المستشفيات. نعالج 30 إلى 40 حالة في اليوم". - هجمات في البحر الأحمر - ولم تنجح الجهود الدبلوماسية الحثيثة حتى الآن في رسم أفق لنهاية الحرب التي دخلت شهرها الرابع. وإضافة الى المخاوف على الجبهة بين لبنان وإسرائيل، تثير هجمات الحوثيين على السفن قلقا لدى الدول الغربية. ومنذ منتصف تشرين الثاني/نوفمبر، شنّ الحوثيون 26 هجوما في البحر الأحمر وفق الجيش الأميركي، ما أدى إلى تراجع حركة حاملات الحاويات في المنطقة بنسبة 70% تقريبا، بحسب أمي دانيال، مؤسس ومدير شركة "ويندوارد" للاستشارات في مجال النقل البحري. ودعا مجلس الأمن الدولي في قرار إلى وقف "فوري" لهجمات الحوثيين التي قال بلينكن إنه ستكون لها "عواقب". وحذّر زعيم المتمردين في اليمن عبد الملك الحوثي الخميس أن الرد على أي هجوم أميركي "لن يكون فقط بمستوى العملية التي نفذت أخيراً"، غداة تبنّيهم هجوماً بأكثر من 20 طائرة مسيرة وصاروخًا فوق البحر الأحمر. ويرى خبراء أن خيارات الغرب للردّ على هجمات الحوثيين في البحر الأحمر محدودة، وأن أي خيار عسكري قد لا يُفضي إلى النتائج المرجوّة. بور-غل/غ ر-كام/ب ق
مدار الساعة ـ نشر في 2024/01/11 الساعة 21:31