الرزاز على الخط الصحراوي

مدار الساعة ـ نشر في 2018/07/27 الساعة 01:06
في الفضاء الإعلامي المحلي والعالمي عشرات القصص والأخبار، وفي الشأن المحلي من القضايا والمواضيع ما يمكن أن يشغل القراء والكتاب لأسابيع. الخبر الذي حرك في نفسي الكثير من المشاعر وأخذني بعيدا في التفكير هو الذي تحدث عن زيارة الرئيس للخط الصحراوي وتوقفه للحديث مع المتعهدين والورش العاملة على تنفيذ الصيانة والتوسعة وغيرها من الأعمال. مثل هذا الخبر ليس جديدا، فقد مر على الطريق الصحراوي معظم رؤساء الوزارات السابقين وتحدث الكثير منهم عن خطورة الطريق وضرورة إصلاحه. بعضهم اكتفى بالوعود وآخرون أمروا بترقيع الحفر، وقبل عام باشرت الحكومة السابقة أعمال إعادة البناء والترميم للطريق الذي مر على افتتاحه قرابة نصف قرن. توقف الرزاز عند هذا المشروع يعني أن الرجل يدرك أوجاع الناس ويحس بها، فلكل أسرة جنوبية ثأر مع الطريق التي كانت سببا في خسارة الآلاف من الرجال والأطفال والصبايا والشيوخ. لا يوجد نائب جنوبي لا تتضمن قائمة إنجازاته مقتطفات من الخطب التي طالب فيها الحكومات بإصلاح الخط الصحراوي ولا أعرف رئيس بلدية ومختارا ورئيس وفد شعبيا قابل جلالة الملك أو مسؤولا حكوميا من دون أن يذكر مشكلات الخط الصحراوي وضرورة إيجاد حل للحفر والمطبات والتقاطعات والتصدع ورداءة السطح وتزاحم الشاحنات ووجود العوائق وغيرها من التحديات التي تجعل السير مغامرة مجهولة العواقب. بالرغم من أن دولته كان في طريقه الى معان، إلا أن توقفه عند مفاصل الطريق يحمل عشرات الرسائل السياسية والإعلامية والاجتماعية والإنسانية، فمن ناحية يقول لنا الرزاز إننا لن نمر مرور الكرام على القضايا كما فعل أسلافنا، بل لا بد أن نتوقف عندها ونتعرف على طبيعتها ونرفع كل العوائق والعقبات التي تعترض السير نحو الأهداف المعلنة. ومن الناحية الإعلامية يريد أن يقول لنا إن الخبر ليس في زار واستمع، ففي كل زيارة وحدث هناك تفاصيل ترتبط بحياة الناس وأوجاعهم وهمومهم، فهم ينتظرون معالجتها أكثر من انتظار استماع المسؤول الى إيجاز أو متابعة صورة وهو يصافح مستقبلينه ويودعهم. لا شيء يجعل المسؤول في مربع الناس وبينهم أكثر من الصدق والعفوية والمصارحة والإحساس بما يشغلهم ويقض مضاجعهم. في رحلة الرزاز نحو الجنوب التي وضع فيها حجر الأساس لمستشفى معان العسكري والإعلان عن ميناء معان البري الذي قد يولد فرص عمل تحتاجها المحافظة الكثير من التحول في ديناميكية العلاقة بين الدولة والمجتمع. الدكتور الرزاز اليوم أقرب الى الناس من أي رئيس آخر، وفي كل يوم يقترب الرجل أكثر فأكثر، كل ذلك بسبب صدقه في التعامل مع المواجع والهموم التي تشغل الناس وتقلقهم، وهو بذلك يجسد الانطباع الذي لمسه الكثيرون في قراراته السابقة كعلاج مرضى السرطان المجاني وإلغاء تقاعد الوزراء ممن لم يكملوا سبع سنوات في العمل الحكومي، إضافة الى التصدي لقضايا الفساد من دون تلكؤ أو تردد وبشفافية تبعث على الارتياح. الزيارة التي أجراها الرئيس لإحدى المحافظات الأردنية برزمة من المشاريع والكثير من التفهم للمشاكل والمعاناة خطوة جادة ومهمة على طريق إعادة بناء الثقة. فالوقوف على خط صحراوي في يوم تلامس حرارته حاجز الأربعين درجة مئوية ليست خطوة عابرة لمسافر أو سياسي عابر، بل وقفة مهمة برمزية عالية تحتاج منا الى الكثير من القراءة والتدقيق. الغد
  • أخبار
  • رئيس
  • أعمال
  • يعني
  • قائمة
  • لب
  • الملك
  • معان
  • صورة
  • تقبل
  • علان
  • الأردن
  • عالية
مدار الساعة ـ نشر في 2018/07/27 الساعة 01:06