الولايات المتحدة و إسرائيل : هل تنجح استراتيجية الردع في غزة؟
مدار الساعة ـ نشر في 2024/01/11 الساعة 12:16
في ظل حرب الابادة على غزة ، تقف الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل حليفها الاستراتيجي الوحيد في المنطقة ، وتسعى لتطبيق استراتيجية الردع لمنع تمدد الحرب على غزة ، لكن هل تنجح في تحقيق أهدافها ؟ وما هي العوامل التي تؤثر على نجاح الاستراتيجية أو فشلها ؟ وما هي السيناريوهات المحتملة في حال حدوث تصعيد أو تهدئة ؟ سيتم استعراض المحاور الرئيسية للاستراتيجية ، والتحديات التي تواجهها ._ اتخذت الولايات المتحدة موقفا معلنا ، بدعم الكيان اللامحدود في حرب الابادة على غزة ، باعتبار أن إسرائيل الحليف والشريك الاستراتيجي الوحيد في المنطقة ، ويذكر هنا أن احدى أهم القضايا المشتركة بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي في امريكا هو دعم إسرائيل بشكل مطلق وتنافسي بينهما._ سخرت امريكا كامل قدراتها المختلفة لدعم الكيان ، وتبنت استراتيجية ردع لضمان امن واستقرار اسرائيل ، ضمن المحاور التالية:- [ ] نشاط دبلوماسي مكثف شمل مختلف دول العالم لنقل وجهة النظر الاسرائيلية والمطالبة بدعمها ، واستخدام حق النقض ( الفيتو) اكثر من مرة لصالح إسرائيل ، وكذلك توجيه رسائل ردع سرية لبعض الدول المحتملة المعنية بالتصعيد كايران مثلا .- [ ] فتح جسر جوي وبحري لإمداد إسرائيل بمختلف أنواع الأسلحة والذخائر المتطورة لرفع قدرات الجيش الاسرائيلي واستمراره بالحرب على غزة ، يضاف لذلك تقديم خدمات لوجيستية عسكرية واستخباراتية لدعم الجانب العملياتي .- [ ] ارسال حاملات طائرات وقطع بحرية إلى البحر الابيض المتوسط ، وتشكيل تحالف دولي في البحر الأحمر لمواجهة تهديدات الحوثيين ضد السفن المتوجهة إلى الكيان ._ هناك عدة عوامل تؤثر على استراتيجية الردع الامريكية ، منها استمرار الوضع الانساني والكارثي وحرب الابادة الشاملة في غزة ومدى تأثيرها على الرأي العام العالمي ، اضافة إلى مدى القدرة العسكرية والاستخباراتية الامريكية لمواجهة اية هجمات محتملة ، وكذلك الاولويات الامريكية في المنطقة وتوافقها مع مصالح حلفائها مثل عملية السلام وحل الدولتين وهو ما ترفضه إسرائيل ، واخيرا استعداد ايران للتفاوض او التصعيد استجابة للضغوط الامريكية ._ نجاح استراتيجية الردع ( منع تمدد الحرب خارج حدود غزة وإبقاء الحرب داخلها ، منع الهجمات على القواعد الامريكية في العراق وسوريا ، منع الهجمات على الكيان ) فشلت ، لكونها لم تتمكن من وقف هجمات المقاومة في غزة ، وكذلك هجمات حزب الله والمليشيات العراقية والحوثيين ، واستمرار قضية النازحين داخل اسرائيل القادمين من المستوطنات مع الحدود اللبنانية او غلاف غزة ._ بالمجمل ، فإن هذه الاستراتيجية تركز على التعامل حاليا مع عمليات محدودة مع ضمان عدم التصعيد ، ولكن في ضوء عدم قدرة امريكا على توقع ردود فعل اي تنظيم، فانه تبرز عدة تساؤلات منها ؛ ماذا لو تمت مهاجمة الاسطول الامريكي في البحر الأحمر والأبيض او القواعد الامريكية او وصول صواريخ للمدن الاسرائيلية ، وإيقاع خسائر كبيرة في صفوف الامريكيين والاسرائيليين ، كيف سيكون الرد الامريكي ؟ ._ في ضوء ما سبق ، يمكن القول ان الاستراتيجية لم تحقق النتائج المرجوة ، وتواجه تحديات ومخاطر كبيرة في حال استمرار الحرب او تصعيدها ، ويبدو ان الولايات المتحدة لا تزال تتبع سياسة متحيزة لصالح اسرائيل ، وتتجاهل الحقوق والمطالب الشرعية للشعب الفلسطيني ، وهذا لا يخدم المصالح الامريكية ولا الاستقرار في المنطقة ، وقد يزيد من التوتر والعنف والتطرف .
مدار الساعة ـ نشر في 2024/01/11 الساعة 12:16