الصقر يكتب: إطلاق العيارات النارية العشوائية.. إلى متى؟

مدار الساعة ـ نشر في 2018/07/26 الساعة 19:42
مع حلول فصل الصيف من كل عام تكثر المناسبات الاجتماعية مثل الزواج ونتائج التوجيهي والتخرج من الجامعات وقدوم المغتربين، وغالبا ما يصاحب هذه المناسبات إطلاق العيارات والألعاب والمفرقعات النارية بشكل عشوائي كوسيلة للتعبير عن ذروة الفرح والابتهاج.. كما تزداد الاختناقات المرورية وإغلاقات الطرق بمواكب الخريجين وفاردات الأعراس ما يشكل خطورة على مستخدمي الطرق والخريجين أنفسهم الأمر قد يحول هذا الفرح الى مأتم بسبب طلقة طائشة تؤدي الى وفاة إنسان بريء ربما لا يكون له علاقة بتلك المناسبة من قريب أو بعيد. وقد يكون الأردن البلد الوحيد الذي يتم فيه إطلاق المفرقعات والعيارات النارية بشكل عشوائي وكثيف في المناسبات الاجتماعية.. ونسمع كثيرا تأكيدات الجهات الرسمية لمحاربة هذه الظاهرة السلبية وغير الحضارية ولكننا على أرض الواقع لا نكاد نلاحظ التغيير المطلوب على هذه السلوكيات المشينة التي تبعث الرعب والهلع في نفوس الاهالي وخاصة النساء والاطفال إضافة الى أنها قد تتسبب في إزهاق أرواح أشخاص أبرياء أو إصابتهم باعاقات وعاهات دائمة وفي نهاية المطاف تنتهي المشكلة بفنجان من القهوة العربية السادة. فما هو الحل يا سادة يا كرام؟ فتصريحات المسؤولين بالامن العام والحكام الاداريين تؤكد على مبدأ إنفاذ القانون ومعاقبة المخالفين ولكنها مغايرة لما نلمسه على أرض الواقع، وهنا أريد التحدث عن مناسبة اجتماعية حدثت العام الماضي في منطقة الحي الشرقي بإربد وتخللها اطلاق نار كثيف أثار الهلع والرعب وعرض حياة الناس للخطر وكنت حاضرا في ذلك المشهد ولم أرى أي تدخل أمني كالقاء القبض على مطلق النار أو احتجاز والد العريس مثلا تماما على عكس ما كنت أتوقع. من حق أهل العروسين وأقاربهما وأصدقائهما أن يعبروا عن فرحتهم وابتهاجهم كما هو الحال بالنسبة للخريجين ولكن ليس بهذه الطريقة فالاولى أن يسألوا الله العلي القدير للعروسين التوفيق والنجاح في حياتهما المقبلة بدلا من ترويع الآمنين وتعريض حياتهم للخطر وأما بالنسبة للخريجين فقبل أن نغلق الطرق بمواكب السيارات علينا أن نفكر بسبل توفير فرص العمل لهم والتي هي شحيحة جدا وتكاد تكون معدومة والفرحة الكبرى تكون عندما يحصل الخريج على وظيفة وبعدها يبدأ رحلة الاستقرار الاجتماعي والبحث عن شريكة الحياة لتكوين الأسرة الصالحة في المجتمع. أرى أنه يتوجب على وزارة الداخلية أن تضع خارطة طريق تشكل من خلالها لجنة خاصة للتعامل مع هذا الواقع تضم وزارات الداخلية والاوقاف والاعلام والامن العام ومؤسسات المجتمع المدني والوجهاء والفعاليات الشعبية والنقابية والحزبية، للخروج بتصور يحدد الدور المطلوب من كل جهة فالمواطن يريد أن يلمس الجدية وعدم التساهل أو التهاون في تطبيق القانون على مطلقي العيارات النارية في المناسبات الاجتماعية وليس أن يتم التغاضي وغض الطرف عن بعض الاشخاص بحكم علاقاتهم مع هذا المسؤول المتنفذ أو ذاك. وسيكون مطلوب من كل جهة مهام محددة فالاوقاف يجب أن تفعل دور الوعظ والارشاد والتوجيه الديني المغيب في الوقت الحاضر على أهميته القصوى مع الاشارة الى أن بعض الخطباء والوعاظ يتحدث عن هذه الظاهرة بشكل فردي وغير مستدام وعليها أن توعز لخطباء المساجد لتكثيف دروس الوعظ والارشاد والخطب الدينية على مدار العام حول سبل مكافحة هذا الظاهرة السلبية التي تتنافى مع جميع القيم والسلوكيات الحضارية. كما يجب على وزارة الاعلام أن تفعل دور وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي من خلال أذرعها المختلفة في الاعلام الرسمي المرئي والمسموع والمقروء والالكتروني والأهلي بالتركيز على عقد الندوات الحوارية والمقابلات الشخصية مع الفعاليات الشعبية والنقابية وذوي ضحايا الأعيرة النارية. وأما عن دور وزارة الداخلية فهو من خلال تأكيد الحكام الاداريين والأمن العام وبشكل متواصل، على مفهوم سيادة القانون ومعاقبة المخالفين بما يحفظ الأمن والسلم المجتمعي، بمعنى أن المواطن يريد أن يلمس أنه تم معاقبة المخالفين حقيقة ملموسة على أرض الواقع. ويجب على الحكومة أن تدعم مؤسسات المجتمع المدني بما يمكنها من عقد الندوات الحوارية الهادفة للفعاليات الشعبية والأهلية والوجهاء يحاضر فيها علماء دين وعلماء إجتماع ورجال الأمن العام حول ضرورة مكافحة ظاهرة الاعيرة والمفرقعات النارية التي تتنافي مع جميع القيم والمفاهيم الانسانية. وفي هذا الاطار يجب أن تجتمع اللجنة بشكل دوري لتقييم ما أنجزته كل جهة وخطة العمل للمرحلة المقبلة، فمن الواضح أن هناك حلقة مفقودة في هذا الشأن فالتنسيق وتضافر الجهود يكاد يكون معدوما في الوقت الحاضر وأية جهود تبذل في هذا الاطار تكاد تكون فردية ومعزولة. أنا على يقين تام أنه لو تم تطبيق هذه الخطة بدقة وعناية بالتركيز على تحديد الأدوار فإنه سيتم في نهاية المطاف التخلص من هذا الموروث غير الحضاري والمنافي للسلوكيات والقيم الانسانية، إذ أنه من غير المعقول أو الممكن التخلص من عادات توارثتها الاجيال على مر عشرات السنين، بين عشية وضحاها لكن بالتدريج سيتم توعية الاهالي بمخاطر إطلاق العيارات النارية والمفرقعات والاضرار الجسدية والنفسية والاجتماعية التي تسببها ونشر ثقافة التخلص من هذا الموروث المغلوط وغير الحضاري من المجتمع الأردني، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل. Awadsaud55@yahoo.com
  • مناسبات
  • نتائج
  • التوجيهي
  • المفرق
  • وفاة
  • الأردن
  • نساء
  • عربية
  • الامن العام
  • قانون
  • مقبلة
  • الدين
  • سموع
  • ثقافة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/07/26 الساعة 19:42