العتوم يكتب: عبيدات والرد السريع

مدار الساعة ـ نشر في 2024/01/09 الساعة 08:47
مدار الساعة - كتب: الدكتور انور العتوم - فاجئنا معالي الدكتور نذير عبيدات رئيس الجامعة الاردنية بإسلوب جديد في الأدارة والسلطة ، لطالما بحثنا عنه منذ زمن بعيد ، وتطلعنا لأن يكون الأسلوب الرادع لكل من تخول له نفسه العبث بالوطن وهويته ومقدراته .انا شخصيا كإبن دوله كنت اتطلع دائما ان يكون العقاب على الخطأ سريعا ومباشرا ، خاصة اذا ما كان الخطأ واضحا كعين الشمس ، وان لا يضيع عقاب المخطئ وتمييع قضايا الفساد بتأجيل اصدار الحكم عليها لزمن طويل ينسي الناس القضية ويمر مرتكبوا الأخطاء دون حساب او عقاب .في هذا الشأن كان الرئيس عبيدات حازما في اتخاذ قرار الردع ، حينما اتخذ قراره المباشر والسريع والناجع بحق الذين تجرؤا وحاولوا تمييع هويتنا الاردنية وعاداتنا وقيمنا العربية الأصيلة والمساس بها من خلال وضع اسئلة مخزية ومنافية للأخلاق والقيم في امتحان الفاينل لمادة الثقافة الوطنية ليس موضوعها ورادا اصلا في المادة التي يتم تدريسها للطلاب .وفي واقع الحال فإن الرئيس عبيدات رجل دولة محنك يدرك محتوى مادة الثقافية الوطنية مثلما يدرك بأن هذه المادة تحتوي على فصل يتحدث عن التحديات التي تواجه الهوية الوطنية الاردنية ، ومنها التحديات الثقافية ، وابرزها تحدي العولمة الثقافية ، حيث ان هناك تناقضا كبيرا بين هذا الفصل في المادة الذي يتحدث عن العولمة الثقافية وتحدياتها ومخاطرها وبين الأسئلة التي تم وضعها .لقد كان عبيدات شجاعا في اتخاذ القرار السريع تجاه كل من خولت لهم انفسهم بمحاولة التسلل الى عقول الطلبة ، وتطعيم ادمغتهم وسلوكياتهم بما هو مناف للأخلاق والقيم الاردنية التي نعتز بها ونفتخر ، من خلال ايقافهم عن تولي المسؤولية عن هذه المادة وتشكيل لجنة للتحقيق العاجل بهذا الأمر .وقد تجلت شجاعة عبيدات في شفافيته وتصريحاته غير المعهودة لنا من قبل المسؤولين ، حينما عبر وبشجاعة عما حصل بأنه ( فوضى ) ، وهذا الكلام لم نعهده من اي مسؤول اردني في وصف اي حالة فساد وتجاوز في دائرته .اهنئ الدكتور عبيدات على جرأته هذه ، وان دل هذا على شي ، فإنما يدل على انتمائه لهذا البلد الطيب ، وادراكه لمخاطر الأمور ، كما اهنئه على اختياره لعطوفة الدكتوره ناهد عميش نائبا له للشؤون الانسانية ، وهي مثال للمسؤول الذي مزج العلم والثقافة والسلاسة والانتماء مع الاخلاق الرفيعة ، وهي التي تعمل ومعالي الدكتور عبيدات على النهوض بالجامعة الى مصاف الجامعات ، فجزاهم الله كل الخير .وفي النهاية ، فإنني اتطلع الى اليوم الذي يتخذ فيه معالي الرئيس قراره الحاسم ايضا ضد الشلليات المتعنجهة في بعض اقسام وكليات الجامعة التي كثر شاكيها ، والتي تصول وتجول في تنسيبات تعيين الاساتذة في الجامعة على طريقة ( انا ربكم الأعلى ، روح إعمل اللي بدك اياه وانا مو سائل عنك ، و احنا لا نعين على الكفائة وروح اشتكي وين ما بدك و…… الخ ) ، متمنيا لجامعتنا مواصلة التقدم والازدهار في ظل قيادة سيد البلاد جلالة الملك عبدالله بن الحسين المعظم .
مدار الساعة ـ نشر في 2024/01/09 الساعة 08:47