وزيرة الثقافة الأردنية ونظيرها الفلسطيني: أهمية التنسيق لمواجهة المخططات الإسرائيلية.. وإيقاف إبادة غزة

حسين دعسة
مدار الساعة ـ نشر في 2024/01/07 الساعة 00:17

لأن الثقافة هي سردية الحياة وتراث البشرية وموطن اعتزازها الحضاري والوطني القومي، عدا عن قيمتها في الفكر الإنساني، شكل اللقاء المشترك الذي عقد في العاصمة الأردنية عمان، جاء تأكيد وزيرة الثقافة الاردنية هيفاء النجار ووزير الثقافة الفلسطيني الدكتور عاطف أبو سيف، حول أهمية التنسيق الأردني - الفلسطيني المستمر في مواجهة مخططات الاحتلال الاسرائيلي في عدوانه-المتوحش- على غزة والمتمثل بتهجير الفلسطينيين من أراضيهم في قطاع غزة خصوصا والضفة الغربية والقدس بشكل عام.

السياسات الثقافية الأردنية الفلسطينية تتوحد مع شقيقاتها في البلاد العربية والإسلامية والعالم، وهذا ما عزز المؤتمر الذي عقد مساء السبت في قاعة المؤتمرات بالمركز الثقافي الملكي بعمان على أثر زيارة الوزير الفلسطيني الى عمان والذي كان عالقا في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول الماضي حيث تحدث عن معاناة الاهل في القطاع وحجم الدمار الذي خلفه القصف اليومي لجيش الاحتلال الاسرائيلي على مدن ومناطق القطاع ومؤسساته.
الرؤى الثقافية حملت، بكل الألم والمواجهة قصة تلاحم الشعبين الأردني والفلسطيني في مواجهة مختلف المخططات الاسرائيلية، الصهيونية التي يقود جيش الحرب الإسرائيلي الكابنيت، اشرس الحروب والمجازر والإبادة الجماعية ضد سكان غزة، وجاءت لمسة
إنسانية موحدة بالوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء الفلسطينيين في غزة وسائر الاراضي الفلسطينية.
الوزيرة الأردنية هيفاء النجار بينت إن الملك عبدالله الثاني هو أول ما أعلن بوضوح أن ما يجري في غزة إبادة جماعية وينافي كل المواثيق والاعراف الدولية والانسانية.
وتوقف الوزيرة عند مفاصل مهمة من حدث الحرب على غزة ولفتت إلى:
*أولا:
أن الموقف الأردني فيما يتصل بالقضية الفلسطينية واضح ولا يقبل التأويل، لافتة إلى خطاب العرش لجلالته، في افتتاح دورة مجلس الامة، والذي أكد جلالته فيه أن بوصلة الاردن هي فلسطين كما كان يؤكد دوما في مختلف المحافل الدولية ومنها أخيرا منبر الأمم المتحدة.
*ثانيا:
إن مخطط اليمين الاسرائيلي لم ينجح بتحقيق أهدافه، منوهة ببطولات الأهل الصامدين في غزة، واصفة إياه بأنه "يعد مدرسة" للشباب العربي.
*ثالثا:
أن الأردن لم يتخل أبدا عن دوره في دعم صمود الأشقاء في فلسطين، مشيرة إلى تواجد المستشفيات الميدانية في الضفة الغربية وقطاع غزة والتي لم تتوقف عن القيام بأداء واجبها ودورها في توفير خدمات الرعاية الصحية والطبية للفلسطينيين في الضفة والقطاع خصوصا في الظروف الحالية، مؤكدة اعتزاز الأردن بهذا التشابك الأردني الفلسطيني.
*رابعا:
موقف الأردن ينطلق من توجيهات الملك عبدالله الثاني، مشيرة إلى ما اقترفه الاحتلال الاسرائيلي في عدوانه على غزة من تدمير ممنهج للتراث الثقافي المادي وغير المادي.
*خامسا:
استهجنت النجار سكوت العالم عما يجري في قطاع غزة؛ قائلة: إن هذا يستوجب ضرورة إعادة تشكيل وبناء الوعي".
*سادسا:
إن وزارة الثقافة الأردنية تقدم مشروعها الثقافي في سياق عربي وأنه آن الأوان أن يتوقف العالم عن الحديث في موضوعات حقوق الإنسان والطفل والمرأة فيما هو يقف مكتوف الأيدي في ما يحدث من عدوان الاحتلال الاسرائيلي على غزة وأهلها المدنيين ومعابدها ومستشفياتها ومدارسها وجامعاتها ومبانيها التراثية والثقافية.
*سابعا:
دعوة الشباب الأردني الى أهمية الوحدة الوطنية والحذر وعدم الالتفات الى الأصوات التي تحاول أن تنال من الموقف الأردني الرسمي والشعبي فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والعدوان الإسرائيلي على غزة.
*ثامنا:
ضرورة دعم التنسيق الأردني-المصري في الحيلولة دون تحقيق الاحتلال الإسرائيلي ومخططاته في تهجير الفلسطينيين من غزة.
*تاسعا:
تعزيز التعاون بين وزارتي الثقافة في الأردن وفلسطين، لاسيما في ملفات مشروعات حماية التراث الثقافي المادي وغير المادي.
وزير الثقافة الفلسطيني عاطف أبو سيف، تحدث عن أهمية مواقف الملك عبدالله الثاني، ودعمه ونصرته الدائمة للقضية الفلسطينية والقدس في مختلف المحافل الدولية، وأهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس.
وتحدث الوزير الفلسطيني، مثمنا موقف الأردن متمثلا بجلالة الملك، والحكومة الأردنية، الذي يستمر دوما بدعم القضية الفلسطينية، ذلك انه "موقف مشرف" يرفض مخططات الاحتلال الاسرائيلي بتهجير الفلسطينيين من غزة، وأوضح جهود الملك عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس في إفشال مخططات التهجير، مؤكدا أهمية الوصاية الهاشمية ودورها في مواجهة مخططات الاحتلال الاسرائيلي في التهويد وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وفي هذا المجال، حدد الوزير الفلسطيني مجموعة من الحقائق، التي جاء تبينها وفق ضروريات ما يحدث من حرب شرسة ومجازر إبادة لها أبعادها الاستعمارية العدوانية وقال *1.:
ضرورة وحدة الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر والذي أسهم باحباط المخططات الاسرائيلية.
*2.:
كان مقررا الاحتفال بيوم التراث الفلسطيني في غزة يوم السابع من تشرين الأول الماضي والذي يصادف في ذات التاريخ، وان الاحتفال كان سينطلق من متحف القرارة في خان يونس والذي يضم مئات القطع الأثرية وشاهد على تاريخ فلسطين.
*3.:
إن هذه حرب بشعة وخلفت عددا كبيرا من الشهداء والمفقودين والجرحى ومنهم الشاعر سليم النفار الذي مازال تحت الانقاض.
*4.:
ان عدد ضحايا العدوان الاسرائيلي على غزة لم يشهد مثله في التاريخ وتعد أكبر نسبة من الابادة الجماعية.
وفي هذا الإطار أشار الى أن الحرب العالمية الثانية شهدت سقوط 64 صحافيا بينما في الحرب على غزة استشهد 185 صحافيا.
*5.:
"إن "النكبة" جريمة مستمرة حتى اللحظة ودائما هناك مذابح وان الاستهداف بحق الشعب الفلسطيني يهدف الى اخراج شعبنا من ارضه، الا أن الموقف الأردني والمصري المشترك، برفضهم مخططات التهجير حالا دون ذلك"، الموقف الاردني والمصري الصلبين الرافضين للتهجير والداعمين للصمود الفلسطيني.
*6.:
وحدة الشعب الفلسطيني هي الأساس في إفشال كل المخططات الاسرائيلية والحرب على غزة التي استهدفت كل مقومات الشعب الفلسطيني.
.. ومن موقعه وزير للثقافة الفلسطينية، كشف عن ويلات وخسائر القطاع الثقافي في قطاع غزة على اثر العدوان الاسرائيلي عليها، مؤكدا أن اسرائيل تقوم باستهداف ممنهج للتراث الثقافي المادي وغير المادي، وفي مواجهة مهمة قدم الوزير، حيثيات العديد من صور الدمار والتخريب والإبادة الثقافية لمعالم الحياة الثقافية والحضارية، منها:
.
*اولا:
تدمير مسرح رشاد الشوا، ومكتبة بلدية غزة التي تضم "كنوزا" ثقافية وتراثية قيمة ومنها صحف فلسطينية قديمة ومراجع ومصادر ومخطوطات.
*ثانيا:
الاحتلال الاسرائيلي عمد الى استهداف جميع المؤسسات الثقافية في غزة لا سيما مناطق شمال القطاع التي شهدت تدميرا كبيرا.
*ثالثا:
نتيجة للعدوان الاسرائيلي في حربه على غزة في اليوم 92 استشهد ما يزيد على 47 كاتبا وفنانا فلسطينيا علاوة على أن معظم التشكيليين الفلسطينيين خسروا لوحاتهم وأعمالهم الفنية القيمة وتدمير مراسمهم الشخصية والمكتبات الكبرى.
*رابعا:
تم تدمير 200 مبنى تاريخي في غزة ومنها متحف رفح الذي ضم ألفي قطعة من الموروث الفلسطيني في فنون التطريز.
*خامسا:
خسائر القطاع الثقافي كبيرة في غزة ومنها أرشيف بلدية غزة علاوة على الأعمال الفنية من نصب ومنحوتات ومنها نصب الجندي المجهول والعنقاء.
*سادسا:
قطاع التعليم شهد نتائج كارثية وتدميرا كبيرا بسبب عدوان الاحتلال الاسرائيلي حيث تم تدمير جزئي لنحو 19 جامعة، وبشكل جزئي أو كامل لنحو 32 مدرسة في غزة.
*سابعا:
أن المشروع الاستعماري الاحتلالي الاسرائيلي هو مشروع يتمثل بمحو الذاكرة والهوية لدى الفلسطينيين.
*ثامنا:
استهجان وإدانة صمت العالم والمنظمات الدولية، ولاسيما اليونسكو عما يحدث في غزة من استهداف لمواقع تمثل جزءا من التراث الإنساني ومنها ميناء البلاخية أو ميناء الأنثيدون الأثري هو موقع أثري يقع شمالي غرب مدينة غزة القديمة، ووصفته اليونسكو ضمن المواقع الأثرية، لا سيما وأن بناءه يعود إلى 800 عام قبل الميلاد، لافتا الى أن ما يقوم به الاحتلال الاسرائيلي هو استهداف التراث الإنساني.
*تاسعا:
دعوة المجتمع الدولي والضغط على المنظمات الدولية للحيلولة دون استمرار العدوان الاسرائيلي في تدمير المباني والمواقع التراثية والآثار التي تعد جزءا من التراث العالمي.
*عاشرا:
"إن "النكبة" جريمة مستمرة حتى اللحظة ودائما هناك مذابح وان الاستهداف بحق الشعب الفلسطيني يهدف الى اخراج شعبنا من ارضه، الا أن الموقفين الأردني والمصري برفضهم مخططات التهجير حالا دون ذلك".
.. في لحظة من هذا الزمان، جاءت الثقافة لتكون ذلك النبض الحضاري الإنساني الذي يقفزمع المحبة والسلام ضد كل أشكال الحرب والإبادة الجماعية والتدمير، فما يحدث ومازال قائما يجعل من ثقافتنا الإنسانية.. هويتنا لمواجهة الحرب العدوانية على قطاع غزة، وكل فلسطين المحتلة، ومن منابر العمل الثقافي، على الصوت أردنيا وفلسطينيا، للمزيد من تحرك المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن ومنظمات العالم الثقافية والإنسانية للعمل ضد استمرار الحرب على غزة.

مدار الساعة ـ نشر في 2024/01/07 الساعة 00:17