الشوبكي يكتب: غزة بعد الحرب ؛ بين الاحتلال والمقاومة
مدار الساعة ـ نشر في 2024/01/05 الساعة 20:21
منذ بدء العدوان الاسرائيلي على غزة، تعرض الشعب الفلسطيني لمجازر وانتهاكات لا توصف؛ بينما تتواصل الحرب دون اي حل سياسي او انساني في الأفق،وفي هذه الأثناء تتسرب سيناريوهات حول الحلول بعد الحرب، وما هو الدور الذي ستلعبه الولايات المتحدة واسرائيل وبعض دول المنطقة في تحديد مصير الشعب الفلسطيني؟.هل تعكس هذه السيناريوهات حقيقة الوضع على الارض، ام انها مجرد محاولات لتبرير الاحتلال والقتل؟ وما هي ردة فعل الفلسطينيين على هذه السيناريوهات؟ وما هي البدائل ليحقق الشعب الفلسطيني الحرية؟ .في هذه المقالة، ساحاول تحليل بعض هذه السيناريوهات المطروحة، ومدى مصداقيتها وملاءمتها للواقع الفلسطيني، وسأقدم بعض الملاحظات عليها، وتقديم رؤية لما يجب أن يكون عليه الحلّ العادل والشامل للقضية الفلسطينية.التسريبات حول سيناريوهات اليوم التالي بعد الحرب على غزة ، لا تؤكد قرب انتهاء عمليات القتل والابادة للفلسطينيين في غزة، ومن غير المستبعد ان تكون هذه التسريبات في اطار تبادل الادوار بين اسرائيل والولايات المتحدة لكسب مزيد من الوقت واحتواء اية انتقادات دولية لاستمرار الحرب، بدليل الدعم الامريكي الشامل لاسرائيل.هناك توافق واضح بين اسرائيل والولايات المتحدة، حول اهمية وجود دور اقليمي ودولي في هذه المرحلة، وتحديدا الدور العربي لجهة اعمار غزة والمساعدة بحفظ الأمن فيها ، ويترافق ذلك مع ضغوط امريكية واسرائيلية على الدول العربية لإعلان إدانات واضحة لحركة حماس وانها حركة ارهابية .التقديرات الاسرائيلية بان الحرب على غزة قد تستمر حتى ايلول /٢٠٢٤ ، الامر الذي دفع الولايات المتحدة للتدخل، لاعتبارات تتعلق بازدياد شعبية حماس في الضفة الغربية وقطاع غزة، وانضمام الشباب لها، وكذلك احتمال توسيع رقعة الصراع اقليميا، ويذكر ان الحكومة الإسرائيلية تمتلك تفويضا واضحا من مختلف فئات الداخل لديها لاستمرار الحرب، وصياغة استراتيجية ردع اسرائيلية تعتمد على القتل والتهجير.أبرز الملاحظات على هذه السيناريوهات المطروحة:- [ ] الولايات المتحدة وإسرائيل تقرران مصير الفلسطينيين بدون موافقتهم، ومحاولة الحصول على شرعية إقليمية فقط.- [ ] الفصل بين مستقبل غزة ومستقبل الضفة الغربية، بالرغم ان ماكينة الحرب الإسرائيلية مستمرة بقتل الفلسطينيين سواء بالضفة أو غزة ، وتزايد الاستيطان.- [ ] الخطط الإسرائيلية بالتهجير القسري او الاختياري من قطاع غزة ، ما زالت قائمة ، والاخطر توجهات اسرائيل لانهاء عمل الاونروا في غزة وبالتالي انهاء خيار حق العودة.- [ ] لم تشر إلى أي انسحاب عسكري اسرائيلي من غزة ، وكذلك مصير الاسرى الفلسطينيين الذين أسرتهم إسرائيل في غزة.- [ ] ميدانيا لا زالت حماس والفصائل في غزة مستمرة بالقتال ضد اسرائيل، وهناك خسائر يومية في صفوف الجيش الاسرائيلي ، بما يشبه حرب الاستنزاف، التي ستؤثر سلبا على اسرائيل.الشعب الفلسطيني هو الوحيد الذي يمتلك قراره ، وحقه بإقامة دولته وتقرير مصيره وضمان حق العودة ،والاهم خارطة طريق ببرنامج زمني محدد يفضي لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة .كخلاصة ، فإن هذه السيناريوهات المطروحة، لا تعبر عن ارادة الشعب الفلسطيني وحقوقه بل تقدم مصالح اسرائيل، وتسعى إلى انهاء الصراع على حساب حقوق الفلسطينيين والدول العربية المجاورة، والحل الوحيد الذي يمكن ان يضمن السلام والاستقرار في المنطقة، هو حل يعترف بحقوق الفلسطينيين وينهي الاحتلال والاستيطان، ويمكن الفلسطينيين من اقامة دولتهم ويضمن حق العودة للاجئين.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/01/05 الساعة 20:21