ملكاوي يكتب: فائض مالي وفعل غير مسبوق
مدار الساعة ـ نشر في 2024/01/04 الساعة 14:46
إعلان نادي الحسين إربد عن الفائض المالي هوأمر يبعث السعادة ويدعو للفخر ويؤكد أنه مهما كان الواقع مؤلم أو الماضي حزين ومهما كانت الصعوبات فإنه ممكن التغيير بالعمل الجاد والبذل بسخاء والعطاء باتتماء والسلوك الراقي والفكر الخلاق والتكاثف نستطيع التطور والتحديث والوصول ابعد والظهور افضل
وعودة إلى الإعلان الذي تم بمجرد انتهاء السنه حيث نشرت الأرقام المالية لعام ٢٠٢٣ في صحفة النادي وهو فعل اعتقد أنه غير مسبوق في الرياضة الأردنية ليس فقط في كرة القدم أو على صعيد الأندية بل على مستوى الأنشطة الرياضية الأخرى والاتحادات والكثير من المؤسسات ذات الشأن والعلاقة
ولا تكمن السعادة بمجرد ذلك الفعل والاعلان بل يمضون ومعاني ما نشر
فان ترى نادي يقول البعض أنه يبالغ بالدفع والانفاق يعلن فائض مالي حوالي ٣٠٠ ألف دينار و هو رقم قد يعادل تكلفة فريق كامل بالموسم
وليس ذلك وحسب بل أيضا أن الفائض موجود في ظل ان الهدف المرسوم هو تحصيل لقب الدوري الذي يتصدره النادي منذ أول أسبوع لا وزيادة من الشعر بيت أن النادي لديه فائض وهو يقوم بأعمال كثيرة تتطلب مصروفات مثل معسكر الفريق في تركيا قبل الموسم علما منذ سنوات لم تتمكن الأندية من إقامة معسكرات خارجية استعدادا للدوري وأيضا وجود الفائض المالي في وقت على سبيل المثال لا الحصر يتم فيه شراء حافلة مثلا للنادي بمواصفات عالية لذا أقول أن ما حدث هو أمر في غاية الأهمية ومن المفيد أن يتم تناول تلك الحالة ودراستها وأعتقد أن تلك الحالة قد تشكل تغيير في خارطة كرة القدم المحلية لا بل قد تكون بداية إلى التواجد في مصاف الأندية المتقدمة خارجيا وبالتالي التأثير في التصنيف وأمور كثيرة ليس الان وقت ومجال ذكرها ولكن اركز على الرسالة والعبرة المستفادة و أن تلك الحالة يجب أن تدرس وتكون مثال وشاهد حي على اننا نستطيع الكثير وان تصل الغيرة بمعناها الإيجابي إلى الكثير من أصحاب رؤوس الأموال في تبني اندية ودعمها لانه لا يخفى على أحد أن ما وصل آلية نادي الحسين إربد أكيد كان بعمل جماعي وتعاون وتكاثف جهود لكنه ماليا حقيقة ارتبط كثيرا وبنسبة عالية جدا بالدعم المالي الشخصي من رئيسه الفاضل عامر ابو عبيد
ومن هنا وبعيدا عما يقال أو يتم توجيه من سؤال حول السبب والمصدر والطريقة والية الانفاق فانا شخصيا اقول ان هناك جهات مسؤولة واجبها مراقبة ذلك وتصحيح اي خطأ وان اي شخص ذو علاقة له المطالبة بالتصحيح وذلك أمر حضاري وحق قانوني اما لماذا كل هذا الدعم ولماذا تبنى النادي فهو نفسه أعلن ان السبب هو عشقه للوطن والكيان ومحبته للنادي والمحافظة ومع ذلك لا زال البعض يشكك في ذلك والأصل ان اي شيء خلاف ما أعلنه الشخص الفاضل هو يدخل في علم الغيب وما تحمله القلوب التي لا يعلم ما بها الا الله وحده سبحانه وتعالى وهو عالم الغيب اما البشر لهم الظاهر والحاضر
ما فعله شخص الرئيس من دعم مالي هو أمر يجب أن يقدر ويذكر ويشكر وان متعة العرفان والتقدير تكمن بالشكر والاعتراف وليس المحاربة وتوجية التهم وأن وقمة النكران والجحود هو مخالفة ذلك وقمة السلبية والإساءة هي محاربة الخير سواء كفعل أو استهداف صحابه متناسين أن الخروج عن الأدب ليس مهاره ولا دليل فهم أو حضارة بل مؤشر انعدام الثقافة والأصل أن القلق لا يكون برد الإساءة بل القلق الأكبر والواجب المفروض هو كيف يتم رد وتقدير المعروف ويجب ان نؤمن أن الحكم على الأداء يكون بالمجمل وليس بتعظيم السلبية و الوقوف والتوقف عند خطأ ما وتناسي الايجابيات أو عدم العمل لتعظيمها بالتزامن مع تعديل السلبية وتصحيحها .
ما سبق لا يعني أنني أتفق مع كل الطريقة والاجراءات بالإدارة والعمل ولكنني أؤكد أن ذلك الدعم المالي وذاك العمل هو أمر ايجابي وأحدث أثر ورأينا النتائج وساهم في نقلة نوعية ووصول الى حد السبق في الكثير من الأمور واتمنى فعلا أن تكون الخطوة القادمة هي إيجاد مورد مالي ثابت يعتمد على مشاريع قائمة وتدر دخل بحيث لا يبقى الأمر المالي معتمدا على شخص بعينه وحتى لا نحمله فوق طاقاته أو نكون طامعين بالشخص بشكل أكثر من اللازم لذا فانني اعتقد ان ذلك المشروع هو مسؤولية جميع المحبين والعاشقين للنادي حيث أن الاستقرار المالي الثابت هو مشروع ولقب الدوري هو هدف وبنفس الوقت فإنني أتمنى أن يكون ذلك ليس فقط في نادي الحسين بل بجميع الأندية الأردنية وأن نرى مبادرات من أصحاب روؤس الأموال والشركات الكبرى والبنوك في تبني الرياضة والأندية وقبلهم جميعا القرار الحكومي بالدعم والإيمان أن دعم الرياضة ليس ترفا وهذا ما كان عنوان مقال سابق تشرفت بنشره منذ سنوات ومن أهم مضامينه انهيجب أن نؤمن بأهمية الرياضة وأنها أصبحت صناعة وذات تأثير إيجابي اقتصاديا وسياحيا واجتماعيا....الخ
وحتى نصل إلى ذلك و كما اشرت في مقالات سابقة فانه يتوجب ضرورة مراجعة للتشريعات الناظمة والتحديث المنسجم والمرتبط بضرورة التغيير الذي يعتمد على الإرادة والقرار وينفذ بالتعديلات والتحديثات والإدارة والتكاثف والتعاون والرغبة والإيمان بوجود العائد مما يوفر المصدر المالي ويذلل الصعوبات ويحول التحديات إلى فرص نجاح
وبالختام فإن إنجاز نادي الحسين بما سبق يفوق إنجاز تحصيل لقب فالاستمرارية لما سبق تجعل الألقاب نتيجة حتمية وأمر مفروغ منه وأكرر اللقب هدف ولكن الاكتفاء ووجود الفائض والدخل الثابت والصناعة بالرياضة هي مشروع يحقق ذلك الهدفوإن كان بالعمر بقية يكون لحديثنا بقية
مدار الساعة ـ نشر في 2024/01/04 الساعة 14:46