'الوقفات' اذ تتحول من نصرة لفتنة

علاء القرالة
مدار الساعة ـ نشر في 2024/01/03 الساعة 01:59
مازلت اجهل سبب استمرار الوقفات التضامنية مع غزة وبمنطقة الرابية تحديدا، فالسفارة اغلقت والسفير تم طرده والاتفاقيات اوقفت، واستغرب ايضا تحول بعض الوقفات لهتافات هجومية وتشكيك بمواقفنا الرسمية والشعبية باسلوب مرفوض يدعو للفتنة، واستغرب ايضا اصرار احزاب بعينها على الاعتصام أمام البعثات الدبلوماسية بشكل يومي وبهتفات بالية، فلماذا هذه المزاودة ولمصلحة من؟.
الغريب ان هذه الوقفات تتضامن وتناصر اهلنا في غزة، فتتحول بدون مقدمات لهجوم على الحكومة والدولة بهتافات تسيء لكل اردني وتعكس صورة مغايرة لموقفنا الرسمي والشعبي والجهود التي تبذل لوقف العدوان فيهاجمون رجال الامن مرة والحكومة مرة ويلمحون للتخوين، وبحناجر نشاز وحاقدة على الوطن ومتناسية انها تنعم بامانه وامنه وتصان كرامتهم وحريتهم فيه.للاسف تلك الوقفات اصبحت في مجملها استعراضية ومزاودة وعلى نظرية صورني واشهروني وشيروا كل كلامي وبالعامية «شوفيني يابنت الخال» غير انها اصبحت تتجاوز الحدود ويتم تناقلها عبر منصات التواصل بالصوت والصورة ويلتقطها الحاقدون بالخارج ويبدأون اشاعتها على انها موقف الاردن مما يحدث بغزة وبان المملكة تشهد اضطرابات داخلية، فمن منا يقبل ان ننعت بما ليس فينا.البعض بدأ يعتلي الاكتاف ويتسلح المايكات والسماعات بهتافات تتناقض مع مواقفنا وتحاول التسلل عليها واقتناص الفرصة والحرية التي تتيحها الدولة للمعتصمين والمتظاهرين المناصرين لغزة، لا بل اصبحوا في كل مرة يصعدون الهتاف وبشكل يثير الفضول ويخلق حالة من التشكيك الرامية الى خلق الفتن والبحث عن التأجيج واقتناص الفرصة للانقضاض على رجال الامن العام الذين يوجدون لحمايتهم.منذ اربعة شهور وهذه الوقفات لم تتوقف وحضيت بدعم رسمي رغم ان بعضها عمد الى اثارة الشغب وفي مختلف مناطق المملكة، فتحمل رجال الامن العام حر الصيف وبرد الشتاء متضافرين مع المعتصمين وسط اجواء ايجابية يبدو انها لم ترق للكثيرين،لتطل علينا اصوات منفرة ونشاز نرفضها جميعا وندعو لمحاسبتها وبالقانون ايضا.لا احد ينكر ان للحروب والتعاطف تجارا ينتهزون الفرص للانقضاض على المواقف، غير ان الجميع بات يعلم اهدافهم ومن هم وماذا يريدون، فالاردن وسمعته ومواقفه عند الاردنيين خط احمر تغيب من فوقه كل الحريات التي تستغل من تجار المواقف، فلا رأي يحترم لمن يشتم امه واباه بحجة الدفاع عن ابن عمه امام الجميع.خلاصة القول، ان تلك الاعتصامات وما تثيره من حالة عدم استقرار في المملكة وتضر في اقتصاده وامنه مصانة بالقانون وبحماية القانون، غير ان تتحول الى منصات تهاجم الوطن ومواقفه وبشكل مستفز يقود الى احداث شرخ بالنسيج الوطني فتصبح مرفوضة ايضا وبالقانون، ولهذا كفوا عن هذا العبث والشعبويات المملة وما يرافقها من مزاودات على حساب سمعة الوطن امام الاشقاء والاجيال المقبلة، فمن لا يغار على وطنه كيف يريدنا ان نصدق غيرته على فلسطين.. الوطن هو الاسمى والابقى للجميع.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/01/03 الساعة 01:59