السياحة.. إنقاذ ما يمكن انقاذه
مدار الساعة ـ نشر في 2023/12/26 الساعة 07:22
من القطاعات الأكثر تاثرا بتداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة هو السياحة.
قبل يومين أعلنت فنادق في البترا إغلاق أبوابها لوقف نزيف الخسائر وسيكون هناك المزيد، ولن تنجو فنادق مماثلة في العقبة.تقع هذه الفنادق وكثير من المؤسسات السياحية مثل المطاعم بين مطرقة تراجع السياحة الأجنبية في عز موسمها وسندان التكاليف وضغوط الالتزام بسداد الديون.الوضع يشبه ما حصل في موسم كورونا لكن الفرق كان في تحديد حركة السياح قصرا في الاولى بينما في الثانية خيارات السياح الخائفين من زيادة التوترات في المنطقة.كنا حثثنا على تسويق الاردن مثل بيت هادئ في حي مضطرب لكن ذلك كان يحتاج الى جهود مضاعفة وفيما يبدو أن المؤسسات المعنية بالترويج لم تعثر على المفتاح فهل كان التسويق خاطئا ام ان الانفاق عليه كان باهتا؟.في تقرير جديد حذر البنك الدولي من أن اتساع نطاق الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة واستمرارها ينطوي على آثار اقتصادية محتملة على الاقتصاد الأردني لا سيما تأثيرها على النشاط السياحي وما يترتب عليها من آثار على إيرادات السياحة والحسابات الخارجية.تقرير البنك الدولي الاقتصادي الجديد، قال أن الحرب تشكل «تهديد» للنشاط السياحي وإيراداته خاصة في بداية مواسم الذروة، بعد التعافي القوي للقطاع السياحي من أزمة كورونا.وبين التقرير أن التعافي السياحي للعام الحالي في الأردن كان واسع النطاق عبر فئات السفر والبلدان من المنشأ، حيث سجّلت فئة السيّاح ليوم واحد ارتفاعا ملحوظا بنسبة 76%، حيث يُعتقد أن هذه الفئة من السياح عادة ما تزور الأردن كجزء من جولات سياحية تشمل أيضا أراضٍ تحتلها إسرائيل، وأن هذه الفئة تمثل قرابة 17% من إجمالي الوافدين في العام 2023 وقد تكون «الأكثر تأثرا» بشكل مباشر بالحرب.نسبة إشغال الفنادق والحجوزات تراجعت بنسبة 50 إلى 75% خلال شهرين على بدء العدوان، لا سيما في المواقع السياحية الأكثر شهرة البترا ووادي رم والعقبة.صناعة الطيران–التي كانت تتعافى لتوها من خسائرها المرتبطة بأزمة كورونا – ليست بعيدة عن مرمى الخسائر وقد تتكبد تكاليف تشغيلية أعلى لأنها تتخذ مسارات أطول لتجنب التحليق فوق مناطق الحرب، وقد تنشأ تكاليف إضافية أيضا في حالة ارتفاع أسعار الوقود، مما قد ينعكس على سعر المستهلك النهائي ويؤثر بشكل أكبر على السياحة.هذا ما حذر ورصده البنك الدولي في تقريره لكن الاوضاع تبدو أسوأ وربما سيتطلب الامر إطلاق حزم إنقاذ اسوة بتلك التي اطلقت في ازمة كورونا للحفاظ على العمالة ودعم صمود القطاع كي تبقى الفنادق والمطاعم واقفة.سيحتاج الأمر إلى سرعة في ردات الفعل لمواجهة النزيف الحديد، وربما يتعين على الضمان الاجتماعي توجيه مبادرات مثل استدامة لدعم بقاء العاملين في القطاع ويحتاج الأمر إلى نظرة جادة من البنك المركزي والمؤسسات المصرفية لتعامل مرن مع القروض.23 رحلة طيران عارض، و26 رحلة بواخر إلى العقبة أُلغيت منذ بدء الحرب، لكن ما هو البديل؟.تعتاش مناطق سياحية مثل شرم الشيخ والغردقة وغيرها على السياحة الروسية التي لم تتوقف، وكبديل تقليدي سيحتاج الأردن الى إطلاق برامج لجذب هذه السوق المهمة مثل طيران عارض منخفض التكاليف أسوة بتلك الرحلات التي نجحت في جذب سياحة اوروبية.قطاع السياحة لا يعمل وحيدا فهو مرتبط بعشرات القطاعات الاخرى مثل المواد الغذائية وتجارة الجملة والتجزئة، والنقل، والبناء. كلما تأخرت الاجراءات كلما زاد الوضع سوءا وتشكلت على هامشه عقدا كثيرة يصعب فكها.
قبل يومين أعلنت فنادق في البترا إغلاق أبوابها لوقف نزيف الخسائر وسيكون هناك المزيد، ولن تنجو فنادق مماثلة في العقبة.تقع هذه الفنادق وكثير من المؤسسات السياحية مثل المطاعم بين مطرقة تراجع السياحة الأجنبية في عز موسمها وسندان التكاليف وضغوط الالتزام بسداد الديون.الوضع يشبه ما حصل في موسم كورونا لكن الفرق كان في تحديد حركة السياح قصرا في الاولى بينما في الثانية خيارات السياح الخائفين من زيادة التوترات في المنطقة.كنا حثثنا على تسويق الاردن مثل بيت هادئ في حي مضطرب لكن ذلك كان يحتاج الى جهود مضاعفة وفيما يبدو أن المؤسسات المعنية بالترويج لم تعثر على المفتاح فهل كان التسويق خاطئا ام ان الانفاق عليه كان باهتا؟.في تقرير جديد حذر البنك الدولي من أن اتساع نطاق الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة واستمرارها ينطوي على آثار اقتصادية محتملة على الاقتصاد الأردني لا سيما تأثيرها على النشاط السياحي وما يترتب عليها من آثار على إيرادات السياحة والحسابات الخارجية.تقرير البنك الدولي الاقتصادي الجديد، قال أن الحرب تشكل «تهديد» للنشاط السياحي وإيراداته خاصة في بداية مواسم الذروة، بعد التعافي القوي للقطاع السياحي من أزمة كورونا.وبين التقرير أن التعافي السياحي للعام الحالي في الأردن كان واسع النطاق عبر فئات السفر والبلدان من المنشأ، حيث سجّلت فئة السيّاح ليوم واحد ارتفاعا ملحوظا بنسبة 76%، حيث يُعتقد أن هذه الفئة من السياح عادة ما تزور الأردن كجزء من جولات سياحية تشمل أيضا أراضٍ تحتلها إسرائيل، وأن هذه الفئة تمثل قرابة 17% من إجمالي الوافدين في العام 2023 وقد تكون «الأكثر تأثرا» بشكل مباشر بالحرب.نسبة إشغال الفنادق والحجوزات تراجعت بنسبة 50 إلى 75% خلال شهرين على بدء العدوان، لا سيما في المواقع السياحية الأكثر شهرة البترا ووادي رم والعقبة.صناعة الطيران–التي كانت تتعافى لتوها من خسائرها المرتبطة بأزمة كورونا – ليست بعيدة عن مرمى الخسائر وقد تتكبد تكاليف تشغيلية أعلى لأنها تتخذ مسارات أطول لتجنب التحليق فوق مناطق الحرب، وقد تنشأ تكاليف إضافية أيضا في حالة ارتفاع أسعار الوقود، مما قد ينعكس على سعر المستهلك النهائي ويؤثر بشكل أكبر على السياحة.هذا ما حذر ورصده البنك الدولي في تقريره لكن الاوضاع تبدو أسوأ وربما سيتطلب الامر إطلاق حزم إنقاذ اسوة بتلك التي اطلقت في ازمة كورونا للحفاظ على العمالة ودعم صمود القطاع كي تبقى الفنادق والمطاعم واقفة.سيحتاج الأمر إلى سرعة في ردات الفعل لمواجهة النزيف الحديد، وربما يتعين على الضمان الاجتماعي توجيه مبادرات مثل استدامة لدعم بقاء العاملين في القطاع ويحتاج الأمر إلى نظرة جادة من البنك المركزي والمؤسسات المصرفية لتعامل مرن مع القروض.23 رحلة طيران عارض، و26 رحلة بواخر إلى العقبة أُلغيت منذ بدء الحرب، لكن ما هو البديل؟.تعتاش مناطق سياحية مثل شرم الشيخ والغردقة وغيرها على السياحة الروسية التي لم تتوقف، وكبديل تقليدي سيحتاج الأردن الى إطلاق برامج لجذب هذه السوق المهمة مثل طيران عارض منخفض التكاليف أسوة بتلك الرحلات التي نجحت في جذب سياحة اوروبية.قطاع السياحة لا يعمل وحيدا فهو مرتبط بعشرات القطاعات الاخرى مثل المواد الغذائية وتجارة الجملة والتجزئة، والنقل، والبناء. كلما تأخرت الاجراءات كلما زاد الوضع سوءا وتشكلت على هامشه عقدا كثيرة يصعب فكها.
مدار الساعة ـ نشر في 2023/12/26 الساعة 07:22