الناصر يكتب: الأردن القوي عنوان لصمود فلسطين وحماية شباب الأمة

د. طارق زياد الناصر
مدار الساعة ـ نشر في 2023/12/26 الساعة 00:25
هجمة تواصل اجتماعي شرسة مصدرها معروف، تسارع في وتيرة التهديدات والتهريب والتجاوزات على الحدود يواجه بقوة ردع نوعية من قواتنا المسلحة، استهداف إعلامي مباشر للنيل من الأردن ومواقفه، وغير ذلك من عوامل هي في مجملها دلالات واضحة على أن قوة الأردن ودوره في المنظومة الدولية تزعج الكثيرين، بالإضافة إلى كونها محاولة لثني الأردن عن ممارسة دوره التاريخيّ تجاه فلسطين والمنطقة.هذا الدور التاريخي الذي تشكله مجموعة من العوامل ليس أولها على الإطلاق رسالة البيت الهاشمي تجاه الأمة والمقدسات، ولن يكون آخرها أن أجدادنا من بناة الدولة الأردنية الحديثة اختاروا النهضة العربية نهجا لهم ولدولتهم، والجيش العربي حصنا منيعا لوطنهم وأمتهم، وبين هذا وذاك أسرة واحدة تمتد جذورها جنوبا وشمالا شرق النهر وغربه،بل تتجاوز ذلك إلى أمة نؤمن جميعا بأن الانتماء إليها يفرض فيما يفرض واجبات قومية يقوم بها الأردن حبا وكرامة.الأردن اليوم قوي كما كان وسيظل، ولن يحيد عن رسالته رغم كل المحاولات، إلا أننا فعلا بحاجة لكل جهد وطني على المستوى الشعبي ومن مختلف المؤسسات الوطنية العامة والخاصة، للحفاظ على جبهتنا الداخلية موحدة قوية، وعلى اقتصادنا نوعيا يمضي واثق الخطى نحو التنمية المستدامة، وقد امتلكنا اليوم كل عوامل النجاح والتميز برؤية قيادتنا وإيمان أبناء الوطن المخلصين.على المستوى الشخصي أرى أن أولى هذه الخطوات هي الثبات في خندق الوطن ومصالحه العليا خلف قيادتنا الهاشمية، والإيمان المطلق بجيشنا المصطفوي، والثقة بأجهزتنا الأمنية اليقظة وهم يذودون بأرواحهم عن الوطن والأمة ويحمون شبابها من كل خطر يستهدفهم، ويصنعون البطولات التي سيخلدها التاريخ الوطني، وذاكرة الأبناء التي تستهدفها رسائل الأعداء، فبقاء هذا الوطن قويا منيعا والحفاظ على أبنائه هو أول طريقين؛ إقامة الدولة الفلسطينية، ونهضة اجتماعية واقتصادية عربية.أما إقامة دولة فلسطين وعلى الرغم من كون البعض يراها شأنا داخليا فلسطينيا في جوهرها، إلا أن الأردن بذل ويبذل كل ما بوسعه دوليا لتحقيق هذا الهدف والاعتراف الدولي بها كدولة مستقلة كاملة السيادة.وأما النهضة الاقتصادية والاجتماعية فعمادها مشاريع مشتركة بدأها جلالة الملك مع الأشقاء في كل قطر عربي، ناهيك عن دورنا العروبي الاجتماعي بمنع وصول المخدرات إلى كل شاب في وطننا العربي عبر بوابات الأردن المنيعة وأسواره الحصينة بجنوده الأشاوس.إن العمل بروح المواطنة الصادقة في مختلف المجالات والمسارات الوطنية، وإعطاء التنمية الأولوية الأولى في مشاريعنا وخططنا، وتطوير منظومتنا الإعلامية لمواجهة الخطاب الإعلامي المعادي والدعاية الموجهة هي في جوهرها خطوات أساسية تضمن استمرارية الرسالة الأردنية ونجاحنا في تحقيق أهدافنا، ولا بد من ترسيخ هذه الصورة في وجدان كل أردني وضميره الحي خاصة الشباب الذين نرى فيهم ما يراه جلالة الملك بأنهم صوت الأردن وصناع مستقبله المشرق.
مدار الساعة ـ نشر في 2023/12/26 الساعة 00:25