مبادرة أردنية (للحَلّ) في غزة..ولمَ لا؟
مدار الساعة ـ نشر في 2023/12/24 الساعة 06:11
هل يقف الأردن عند لازمة المطالبة «بضرورة إنهاء العدوان على غزة «، أم اصبح من الضروري أن يطور موقفه الدبلوماسي باتجاه إطلاق مبادرة لوقف العدوان، وفتح أفق سياسي للحل، ثم بناء موقف سياسي للتعامل مع أي ترتيبات لما بعد الحرب، بما يصب في مصالحه العليا أولا، وفي مصالح الأشقاء الفلسطينيين أيضا؟
لا يوجد لدي معلومات دقيقة يمكن أن تحسم الإجابة، لكن أتوقع -وفق بعض التسريبات - أن الدبلوماسية الأردنية بدأت تتحرك باتجاه الدخول على خط «مبادرات» سياسية، قابلة للنقاش والتداول، بين مختلف الأطراف المعنية، كما أن لديها رؤية بدأت تتبلور ويمكن أن تساهم بإيجاد مخرج لوقف الحرب، وضمان وضع مقاربة سياسية لما بعدها، هذا التحرك الدبلوماسي مشروع ومطلوب لاعتبارات عديدة، أهمها الحفاظ على الدور الأردني فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، لتجنب أي ارتدادات تمس أمننا الوطني، ومصالحنا الاستراتيجية، وفي تقديري أن ذلك يحتاج إلى إطار عربي، ولاحقا إلى شراكة إقليمية ودولية، انطلاق المبادرة من الأردن، تحديدا، سيمنحها تأثيرا ومصداقية اكثر، كما يعطي الأردن فرصة للخروج من حالة التصعيد الدبلوماسي التي تبناها منذ بداية الحرب، إلى حالة الفاعلية السياسية، كشريك في الحل.أعرف، تماما، أن أطراف الحرب ما تزال تقف على الشجرة، و أن إسرائيل، تحديدا، تبحث عن صورة انتصار لاستعادة هيبتها وقوة ردعها، وحتى الآن لم تحقق أهدافها، كما أن نتنياهو يبحث عن مزيد من الوقت لتجنب محاسبته على خسارته السياسية والعسكرية، أعرف، أيضا، أن واشنطن مازالت تتحرك ببطء شديد للموافقة على أي صيغة لإنهاء الحرب، لأسباب أصبحت معروفة، أعرف، ثالثا، أن لدى المقاومة اصرار على مواصلة الصمود ، وعدم الخروج من الحرب بأي شكل من أشكال الهزيمة، بعد الثمن الكبير الذي دفعته في غزة.لكن، في المقابل، لدى الجميع قناعة بأن هذه الحرب لن تنتهي بانتصار حاسم لأي طرف، كما أن استمرارها اصبح مكلفا للجميع، وربما عبثيا، ولدى إدارة بايدن، بتقديري، توجه لإيجاد مخرج لاسرائيل، لا لنتنياهو، وعليه فإن الحل السياسي هو السبيل الوحيد، ولكي يكون ملزما للطرفين، لابد أن يحظى بتوافق وضغط عربي وإقليمي ودولي، وقبل ذلك مسار عقلاني وواقعي يساعد الجميع للخروج من الحالة الصفرية، ( منتصراً أو مهزوماً)، ويجنب المنطقة، وربما العالم، التورط في براكين المزيد من الحروب المدمرة.لا يوجد لدي اقتراحات يمكن أن أضعها كإطار لأي مبادرة قد تفكر بها الدبلوماسية الأردنية، لكن المؤكد أن لدى الأردن ما يلزم من تصورات وعلاقات واتصالات يمكن أن تنضج هكذا مبادرة، كما أن لدى الطرف الفلسطيني، والمقاومة تحديدا، أفكارا يمكن أن تساهم في إنجاحها، زد على ذلك أن مجرد القيام بها سيشكل «جس نبض» لأطراف مهمة في المنطقة والعالم حول مستقبل دورنا القادم، فيما يتعلق باليوم التالي لما بعد الحرب، أقصد دور الدول المحسوبة على خط الاعتدال والوساطات، والمرتبطة بعلاقة مع كل الأطراف، وفي مقدمتها الأردن.الدبلوماسية الأردنية، تاريخيا، تعاملت مع القضايا الكبرى بمنطق الدولة المبادرة، وأعتقد أنها ستتعامل الآن مع هذه الحرب البشعة، وتداعياتها، بذات المنطق، حيث لا مصلحة لنا بالوقوف أعلى الشجرة، ولا بتقمص دور أي طرف، مهما كان، ولا باسترضاء الذين يريدون أن نذهب لمزيد من التصعيد او الانكفاء السياسي، أو الآخرين الذين لبسوا عمامة «الآيات» وساحات الممانعة، لقد كنا، وما نزال، مرجعية لاجتراح الحلول، وتقديم المقاربات السياسية، و إطفاء الحرائق والصراعات، ومهمتنا اليوم تفرض علينا أن ندعم أشقاءنا بالفعل لا بالشعارات والهتافات، وأن نساعدهم لانتزاع انتصار سياسي يستحقونه، ويكافئ ما قدموه من دماء وتضحيات. هل سننجح في ذلك؟ لا أدري، المهم أن نحاول.
لا يوجد لدي معلومات دقيقة يمكن أن تحسم الإجابة، لكن أتوقع -وفق بعض التسريبات - أن الدبلوماسية الأردنية بدأت تتحرك باتجاه الدخول على خط «مبادرات» سياسية، قابلة للنقاش والتداول، بين مختلف الأطراف المعنية، كما أن لديها رؤية بدأت تتبلور ويمكن أن تساهم بإيجاد مخرج لوقف الحرب، وضمان وضع مقاربة سياسية لما بعدها، هذا التحرك الدبلوماسي مشروع ومطلوب لاعتبارات عديدة، أهمها الحفاظ على الدور الأردني فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، لتجنب أي ارتدادات تمس أمننا الوطني، ومصالحنا الاستراتيجية، وفي تقديري أن ذلك يحتاج إلى إطار عربي، ولاحقا إلى شراكة إقليمية ودولية، انطلاق المبادرة من الأردن، تحديدا، سيمنحها تأثيرا ومصداقية اكثر، كما يعطي الأردن فرصة للخروج من حالة التصعيد الدبلوماسي التي تبناها منذ بداية الحرب، إلى حالة الفاعلية السياسية، كشريك في الحل.أعرف، تماما، أن أطراف الحرب ما تزال تقف على الشجرة، و أن إسرائيل، تحديدا، تبحث عن صورة انتصار لاستعادة هيبتها وقوة ردعها، وحتى الآن لم تحقق أهدافها، كما أن نتنياهو يبحث عن مزيد من الوقت لتجنب محاسبته على خسارته السياسية والعسكرية، أعرف، أيضا، أن واشنطن مازالت تتحرك ببطء شديد للموافقة على أي صيغة لإنهاء الحرب، لأسباب أصبحت معروفة، أعرف، ثالثا، أن لدى المقاومة اصرار على مواصلة الصمود ، وعدم الخروج من الحرب بأي شكل من أشكال الهزيمة، بعد الثمن الكبير الذي دفعته في غزة.لكن، في المقابل، لدى الجميع قناعة بأن هذه الحرب لن تنتهي بانتصار حاسم لأي طرف، كما أن استمرارها اصبح مكلفا للجميع، وربما عبثيا، ولدى إدارة بايدن، بتقديري، توجه لإيجاد مخرج لاسرائيل، لا لنتنياهو، وعليه فإن الحل السياسي هو السبيل الوحيد، ولكي يكون ملزما للطرفين، لابد أن يحظى بتوافق وضغط عربي وإقليمي ودولي، وقبل ذلك مسار عقلاني وواقعي يساعد الجميع للخروج من الحالة الصفرية، ( منتصراً أو مهزوماً)، ويجنب المنطقة، وربما العالم، التورط في براكين المزيد من الحروب المدمرة.لا يوجد لدي اقتراحات يمكن أن أضعها كإطار لأي مبادرة قد تفكر بها الدبلوماسية الأردنية، لكن المؤكد أن لدى الأردن ما يلزم من تصورات وعلاقات واتصالات يمكن أن تنضج هكذا مبادرة، كما أن لدى الطرف الفلسطيني، والمقاومة تحديدا، أفكارا يمكن أن تساهم في إنجاحها، زد على ذلك أن مجرد القيام بها سيشكل «جس نبض» لأطراف مهمة في المنطقة والعالم حول مستقبل دورنا القادم، فيما يتعلق باليوم التالي لما بعد الحرب، أقصد دور الدول المحسوبة على خط الاعتدال والوساطات، والمرتبطة بعلاقة مع كل الأطراف، وفي مقدمتها الأردن.الدبلوماسية الأردنية، تاريخيا، تعاملت مع القضايا الكبرى بمنطق الدولة المبادرة، وأعتقد أنها ستتعامل الآن مع هذه الحرب البشعة، وتداعياتها، بذات المنطق، حيث لا مصلحة لنا بالوقوف أعلى الشجرة، ولا بتقمص دور أي طرف، مهما كان، ولا باسترضاء الذين يريدون أن نذهب لمزيد من التصعيد او الانكفاء السياسي، أو الآخرين الذين لبسوا عمامة «الآيات» وساحات الممانعة، لقد كنا، وما نزال، مرجعية لاجتراح الحلول، وتقديم المقاربات السياسية، و إطفاء الحرائق والصراعات، ومهمتنا اليوم تفرض علينا أن ندعم أشقاءنا بالفعل لا بالشعارات والهتافات، وأن نساعدهم لانتزاع انتصار سياسي يستحقونه، ويكافئ ما قدموه من دماء وتضحيات. هل سننجح في ذلك؟ لا أدري، المهم أن نحاول.
مدار الساعة ـ نشر في 2023/12/24 الساعة 06:11