حدادين يكتب: الضرب بيد من حديد

م. مهند عباس حدادين
مدار الساعة ـ نشر في 2023/12/19 الساعة 21:46
لم تمض سويعات من القضاء على المجموعات المسلحة على حدودنا الشمالية من قبل قواتنا المسلحة الباسلة جيشنا العربي , حتى قام نسورنا الأشاوس بإجتثاث جذور من أرسلهم في عقر دارهم بضربهم بيد من حديد , لتلقنهم درساً بأن الأردن عصي على كل من يحاول المساس بأمنه ووحدته , إن إستغلال هذه المجموعات المسلحة ومن خطط لها في هذا الوقت الذي إعتقدت أنه ساعة للحسم , لم يكن بحسبانها مواجهة الجيش العربي الذي سطر البطولات في معركة الكرامة وباب الواد والشيخ الجراح وأسوار القدس, هذا الجيش المغوار الساهر ليل نهار على حفظ الأمن لينعم به كل من يعيش على ثرى الأردن الباسل بعيون أجهزتنا الأمنية التي لا يغمض لها عين, كما أرادها سيد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم وولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين .

إن ما قامت به هذه المجموعات المسلحة من محاولة إختراق لحدودنا الشمالية بالقوة لتهريب المخدرات والسلاح مدعومة من قوى إقليمية ما هو إلا للمساس بأمننا الداخلي ومحاولة إختراقه ,لإضعاف الموقف الأردني الداعم لإخوتنا في فلسطين في الحرب الهمجية التي تشنها إسرائيل على في غزة, حيث قدمت الدبلوماسية الأردنية بقيادة جلالة الملك ما لم تقدمه أي دولة عربية أو إقليمية كواجب تجاه الإخوة الفلسطينيين الذين تمتزج دماءهم بالدماء الأردنية.
وما يقدمه جيشنا العربي الباسل من معونات طبية لمستشفياتنا في غزة التي تداوي جراحات إخوتنا الفلسطينيين ضمن عمليات إنزال جوية شارك فيها أبناء أبي الحسين, فهذه قضية الأردنيين جميعاً كما هي قضية الهاشميين, فمحاولة إشغال الجيش العربي عن مهماته هذه هي أهداف تلك القوى الإقليمية , وخصوصاً ان الشعب الأردني يقف صفاً واحداً مع أجهزته الأمنية وجيشه العربي الباسل خلف جلالة الملك لينصهر الموقف الرسمي والشعبي في بوتقة واحدة تقف صخرة قوية لدعم الإخوة الفلسطينيين .
إن هذه الدول الإقليمية والتي كانت أبواقها تحرض دائماً وتبث سمومها في الإقليم أرادت إستهداف الأردن لإبعاده عن المشهد الداعم لفلسطين لأن مصالحها بدأت تتأثر ,من أجل مقايضة حقوق الفلسطينيين بمصالحها الخاصة وخصوصاً أنها تريد تحقيق مكتسبات من الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة بواسطة أذرعها المنتشرة في الإقليم , لأنها تريد الحرب أن تبقى مشتعلة لتفاوض على مكاسب إقتصادية وسياسية وعسكرية في الكواليس , وهي في الواقع لم تقدم شيئاً للقضية الفلسطينية.
فمواقف جلالة الملك الدبلوماسية المتقدمة من عدم التهجير للفلسطينيين وعدم فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية والحفاظ على الوصايا الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس, والأفق السياسي لحل الدولتين بقيام الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران لعام1967 وعاصمتها القدس الشرقية , والتي أصبحت الآن مطلباً عند الدول الغربية, كل ذلك لم يعجب تلك الدول الإقليمية لأنه لن يتبق لديها بعد كل ذلك ما تستطيع أن تقايض به لتحقيق أهدافها.
لذلك على الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن أن تتحمل جميعها مسؤولياتها بالإيقاف الفوري للحرب على غزة والدخول في الأفق السياسي , لخطورة الموقف وخوفاً من إمتداد الحرب لتصبح إقليمية ومن ثم دولية , وخصوصاً أن هناك أزمة سياسية وعسكرية وإقتصادية في البحر الأحمر نتيجة لتدخل أذرع هذه الدول الإقليمية في حرب غزة.
مدار الساعة ـ نشر في 2023/12/19 الساعة 21:46