مي الدبايبة تكتب: غزة تكتسي بالسواد فرائحة الموت تعم المكان والمشهد واحد عنوانه 'الخراب'
مدار الساعة ـ نشر في 2023/12/18 الساعة 14:33
مدار الساعة - كتبت: مي الدبايبة - مشاهد دامية ، وجثث متناثرة هنا وهناك ، ودماء أغرقت الأماكن والجدران ، هذا وإن صمّدت الجدران ،فبعضها أصبح ركام، والبعض الآخر تصدع من هول المشهد وصراخ العيّان .
فكبر الأطفال بثوان ، وشاخ الشبان والشاباتفطفلة لم تتجاوز عشرة أعوام باتت تنظر لأبيها وهو يحترق أمام عينيها، واللهب يأكل جسده وصراخه يملأ المكانوالآخرى ما زالت تتشبث بحذاء عريسها الذي لم تحفظ ملامح وجهه بعد، فلقد اختطفه الموت باكراً من بين يديها وفرحتها تلطخت بالدماءوالآخر بات يحتضن ابنته الرضيعة التي انتظرها أعواماً مديدة، بلهفة وشغف ، وينظر لعينيها الناعستان وهي تتلفظ أنفاسها الأخيرة بين كفيه وعلى ذارعيه فبات الوجع أكبر من قدرة القلب على استيعابهأما ذلك الشاب فوقف بعيداً جداً و عيناه يأستان ، وهو ينظر لبقايا أحلامه مع شريكة حياته، فلقد أصبح منزله حطام ،حتى قبل أن تطأه الاقدامفلم يعد يجد المأوى أو المكان .وهنالك من فقد جميع أسرته من الأهل والإخوان والأعمام والأخوال حتى منزله و صحته .فتعالت صراخته وهو تحت الأنقاض فجاء من انتشله من وسط الركام ، الذي فتك بجسده ،مما أدى إلى بتر أطرافه ..فأصبح بقايا جسد بلا روح...وتمنى لو أن الله كتب له ما كتبه لأسرته ، فما عادت في حياته حياةفلقد تلطخت بالسواد وأصبح أسيراً للأحزان والذكريات .ومع كل هذا وذاك والشعب ما زال يقاوم ،ويقدم أبناءه فداءاً لتربة أرضهولكن نحن كأخوان لا شيء بتنا نطلبه الا السلام والأمان لتلك الأرواح التي لم تذق طعم الراحة منذ شهرينفهي لم تذق الا طعم الدماء ولم تستيقظ الا على صراخ الآباء ودموع الأمهات.. ورائحة الموت تملأ المكان على مدار الساعات والثوان.فجميعنا نعلم علم اليقين أن تحرير فلسطين .. يتطلب تدخل دولي عربي، وجيوش ، ومعدات ثقيلة ، ومجموعة اليات حربية لا مجموعة أفرادفهذه حرب بالنهاية وليست مشاجرةولكن للأسف قادة العرب نيام والشعب أصبح هو الضحية الوحيدةلذلك لم نعد نطلب الا السلاملأجلهم لا لأجل شيء آخر .فما تكبدوه من مشقة وعناء يكفيهمفما عاد في قلب أحدهم متسعاً لجرحاً آخرفلأرواح الشهداء السلامولكم عظيم الصبر السلوان .وعسى الأيام القادمة أن تكون فرجاً ونصراً وفتحاً مبيناً .فلا شيء مستحيل عندإلهاً عظيم ...جباراً ...حكيم.
فكبر الأطفال بثوان ، وشاخ الشبان والشاباتفطفلة لم تتجاوز عشرة أعوام باتت تنظر لأبيها وهو يحترق أمام عينيها، واللهب يأكل جسده وصراخه يملأ المكانوالآخرى ما زالت تتشبث بحذاء عريسها الذي لم تحفظ ملامح وجهه بعد، فلقد اختطفه الموت باكراً من بين يديها وفرحتها تلطخت بالدماءوالآخر بات يحتضن ابنته الرضيعة التي انتظرها أعواماً مديدة، بلهفة وشغف ، وينظر لعينيها الناعستان وهي تتلفظ أنفاسها الأخيرة بين كفيه وعلى ذارعيه فبات الوجع أكبر من قدرة القلب على استيعابهأما ذلك الشاب فوقف بعيداً جداً و عيناه يأستان ، وهو ينظر لبقايا أحلامه مع شريكة حياته، فلقد أصبح منزله حطام ،حتى قبل أن تطأه الاقدامفلم يعد يجد المأوى أو المكان .وهنالك من فقد جميع أسرته من الأهل والإخوان والأعمام والأخوال حتى منزله و صحته .فتعالت صراخته وهو تحت الأنقاض فجاء من انتشله من وسط الركام ، الذي فتك بجسده ،مما أدى إلى بتر أطرافه ..فأصبح بقايا جسد بلا روح...وتمنى لو أن الله كتب له ما كتبه لأسرته ، فما عادت في حياته حياةفلقد تلطخت بالسواد وأصبح أسيراً للأحزان والذكريات .ومع كل هذا وذاك والشعب ما زال يقاوم ،ويقدم أبناءه فداءاً لتربة أرضهولكن نحن كأخوان لا شيء بتنا نطلبه الا السلام والأمان لتلك الأرواح التي لم تذق طعم الراحة منذ شهرينفهي لم تذق الا طعم الدماء ولم تستيقظ الا على صراخ الآباء ودموع الأمهات.. ورائحة الموت تملأ المكان على مدار الساعات والثوان.فجميعنا نعلم علم اليقين أن تحرير فلسطين .. يتطلب تدخل دولي عربي، وجيوش ، ومعدات ثقيلة ، ومجموعة اليات حربية لا مجموعة أفرادفهذه حرب بالنهاية وليست مشاجرةولكن للأسف قادة العرب نيام والشعب أصبح هو الضحية الوحيدةلذلك لم نعد نطلب الا السلاملأجلهم لا لأجل شيء آخر .فما تكبدوه من مشقة وعناء يكفيهمفما عاد في قلب أحدهم متسعاً لجرحاً آخرفلأرواح الشهداء السلامولكم عظيم الصبر السلوان .وعسى الأيام القادمة أن تكون فرجاً ونصراً وفتحاً مبيناً .فلا شيء مستحيل عندإلهاً عظيم ...جباراً ...حكيم.
مدار الساعة ـ نشر في 2023/12/18 الساعة 14:33