طلبة الجامعات والانخراط بالأحزاب

د.صهيب علي الهروط
مدار الساعة ـ نشر في 2023/12/16 الساعة 17:10
لطالما كانت الرؤية الملكية تنظر للشباب الأردني على أنه الأمل والمستقبل ، ولطالما كانت المنظومة السياسية تحدث في سبيل إشراك الشباب الأردني ذكورا وإناث في صنع القرار .
هذه الرؤية الملكية تجسدت في بزوغ فجر جديد للعمل السياسي الحزبي ، وهذه المرة كانت صنعا أردنيا خاصا ، أعدت القوانين واقرت واستكملت مراحلها الدستورية واليوم لدينا التشريع الناظم ونحتاج للممارسة الفضلى .لا يخفى على أحد من المطلعين على الواقع الحزبي ؛ أننا بحاجة لمزيد من التثقيف والوعي في كافة مفاصل العملية الحزبية ، ولنكن أكثر واقعية بأن العمل الحزبي ما زال يمارس بشكل فردي بالرغم من إتمام الأحزاب السياسية لشكليتها القانونية .فاليوم الأحزاب تحتاج للتغير في طريقة التعاطي ابتداء مع الفئة الأكبر في الأردن من حيث عدد السكان وهم الشباب ، فالأرقام التي تصل عن انضمام الشباب للأحزاب ما زالت متواضعة ، فهذا يعطي مؤشرا واضحا في عدة اتجاهات .الاتجاه الاول : أن الأحزاب لم تفعل أدواتها لاستقطاب الشباب .الاتجاه الثاني : أن الأحزاب انشغلت في البداية في البحث عن المنتسبين للتشكيل ، وأغفلت بشكل وبآخر الاتجاه نحو الشباب .الاتجاه الثالث : قلة الاهتمام الشبابي في الانضمام للأحزاب ، وقد تكون لأسباب قديمة متعلقة بالخوف من الانتساب ، أو عدم الرغبة في الانخراط في العمل الحزبي السياسي.الاتجاه الرابع : أن الأحزاب لم تصل بعد لطلبة الجامعات ، حيث أن البرامج والخطط لا زالت غير ناضجة ، بمعنى أننا لا زلنا لم نصل إلى طريقة فضلى في كيفية جذب الطلبة للأحزاب ، بالرغم من وجود العديد من الأبواب المفتوحة لتقديم الطروحات .الجامعات الأردنية سواء الخاصة أو العامة ، تضم الآلاف من الشباب الواعي المثقف ، تحتاج الأحزاب اليوم لنماذج شبابية جامعية تقود حملات واسعة لنشر المرتكزات والمبادئ التي ستشكلها الاحزاب ، ولتكن أهداف الأحزاب في الوصول لهم ودعوتهم للانتساب، بعد القيام بوضع البرامج والتصورات التي تراعي الامكانيات الوطنية .وفي حقيقة الامور نقر بالصعوبات الجمة التي تلاحق الشباب ، بالإضافة للرواسب المتعلقة في الأذهان من الاخطار المترافقة مع الانضمام للأحزاب ، فمسألة انضمام الشباب الجامعي للأحزاب مسألة معقدة تحتاج لمزيد من التحاور والنقاش ، فهم لا يحتاجون للندوات والورش واللقاءات ، بل يحتاجون للحوار والنقاش مهما كان سقف الحوار ، فالمطلوب أن نصل للتشاركية والتخاطب ، لنصل إلى شباب جامعي حزبي ، يمارس أدواره بكل ثقة وأمان . والحقيقة الأخرى أننا لم نعد نمتلك ترف الوقت ، ولكننا يجب ان نتحلى بالصبر في الجذب للأحزاب ، فالانتخابات في الجامعات بدأ يدق جرسها معلنا عودة حياة التنافس الطلابي للوصول لسدة اتحاد الطلبة ، فهذا يعطي الطلبة حافزا للانخراط في العملية السياسية ، كونها تعد تجربة مصغرة عن التجربة الاكبر وهي الانتخابات النيابية .كما أن ممارسة الطلبة للنشاط الحزبي داخل مؤسسات التعليم العالي ، يرتبط بمجموعة من الضوابط ، ولابد من قيام الأحزاب أولا من فهم ذلك جيدا عبر منسوبيها داخل الجامعات ، وتسهيل انسيابية ممارسة العمل الحزبي بين الطلبة من خلال الطلبة ثانيا .ولا نغفل الانتخابات النيابية القادمة ، والتي أكد جلالة الملك المعظم على إجراءها في مودعها أي قبل نهاية العام القادم ، والتي تعقد عليها آمال كبيرة لترجمة الرؤى والتصورات ،وهو ما يستدعي ويحتاج لقيام الهيئة المستقلة للانتخاب بتكثيف اللقاءات مع مختلف القطاعات ، في سبيل الوصول الى نضج مجتمعي كامل ، يترجم في الانتخابات الى نسب تصويت مرضية تعكس الجهود التي بذلت من قبل الدولة للوصول لذلك .وتأسيسا على ذلك ، إن أردنا للتجربة الحزبية الأردنية النجاح ، علينا أن نطور أدواتنا وطرقنا الخطابية والتحاورية مع قطاعي الشباب والمرأة ، ولنكن واثقين من القدرة على ترجمة برامجنا في الأحزاب الى واقع ، فإن النجاح سيكون حليف الجميع .
مدار الساعة ـ نشر في 2023/12/16 الساعة 17:10