بين ميدان المقاومة الفلسطينية ودبلوماسية المنظومة العربية وبحر الدماء في غزة
مدار الساعة ـ نشر في 2023/12/06 الساعة 12:52
بين ميدان المقاومة الفلسطينية ودبلوماسية المنظومة العربية وبحر الدماء في غزة
موضوع في غاية الأهمية طرحه الأخ محمود الدباس في ملتقى النخبة والذي أتشرف ب عضويته للنقاش.
عنوان واحد بثلاثة محاور: وهذا يتطلب كثيرا من الحديث، لذا فإنني سأتناولها بإيجاز مع الإهتمام بمضمونها الهام.
فميدان المقاومة موجود بقوة وحافل ببطولات رجال(اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا) يقاتلون العدو الشرس نيابةعن امة عربية عدادها (٤٠٠) مليون، وإسلامية
عدادها (ملياران) وكأنهما في عالم اللا وجود.
وأما دبلوماسية المنظومة العربية فهي تراوح مكانها مكبلة اليدين لا حيلة لها باليد، فالعين بصيرة واليد قصيرة،إن وجدت فهي تقتصر على التوسط بين عدو وشقيق،
فيا للعجب العجاب!!!
فقد تساوى الشقيق بالعدو يا نخوة المعتصم!
أما (بحر الدماء في غزة):
فهو وصف وتوصيف دقيق،
فحدِّث ولا حرج، ومع ذلك ففي وسط هذا الدم الغزير تجد شعبا مؤمنا بِقَدرِهِ اشترى الآخرة بالدنيا فهم (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا).
أرواح بريئة تُزْهَق تصعد إلى أعالي السماء، وأما الذين يخرجون من تحت الركام فإنها (وجوه يومئذ ناضرة لربها ناظرة)
دماء طاهرة تغسلها، إنها (وجوه ناعمة لسعيها راضية في جنة عالية).
وبعد.......
فعن أي دبلوماسية نتحدث في ظل السياسة والعنصرية والمطامع الإستعمارية بلا إنسانية!
أي دبلوماسية في ظل شريعة الغاب،القوي يأكل الضعيف،لا تحكمه عقيدة، لا قيم ولا مبادئ، فقد ثبت منذ القديم أن القوة هي الدبلوماسية السائدة (فما أُخذ بالقوة لا يسترد إلا بقوة).
ولقد ثبت أن قرار هيئة الأمم المتحدة(دول العالم) غير ملزم بينما قرار مجلس الأمن(٥ دول) نافذ القرار ملزم مع عدم وجود (فيتو) فهو ملاذ الضعفاء وسند للأقوياء، يقرر ويتلاعب بالقرار باستخدام الفيتو وفق مصالح أعضائه.
وخير شاهد على ذلك فإن الأرجنتين عندما استعادت جزر الفوكلاند من بريطانيا قامت تاتشر رئيسة وزرائها بإرسال الأساطيل والجيوش، فقيل لها لماذا لا نلجأ إلى مجلس الأمن؟ فكان جوابها صاعقا،، بأننا لسنا عربا....
نعم مجلس الأمن للضعفاء،كي يتباكوا لا حيلة بيدهم بوجود بند الفيتو،والحق فقط للأقوياء.
وهذا هو واقع الحال فإن ما يحصل في فلسطين عامة وفي غزة خاصة اكبر دليل على أن الأمم المتحدة ومجلس الأمن ما هو إلا اكذوبة كذبها الغرب المتصهين على العالم،فأين هذا المجلس، قراراته ووحشية دولة الإحتلال،أليست امريكا والغرب كله داعما قويا لعدوانها الشرس على الأطفال والنساء والشيوخ العزل؟
كفانا كفانا كفانا من هذه الخزعبلات (فما حك جلدك مثل ظفرك).
وإن فرضنا وجودا للدبلوماسية في العالم، فالسؤال المهم:
هل يوجد في بلادنا العربية دبلوماسية بعد استعمار الغرب الصهيوني لنا عقودا طويلة وقد
زرع كيانا غاصبا شوكة في حلق وطننا العربي، فهو إن رحل ماديا
إلا أن روحه ما زالت تطوف في أجوائنا وذات تأثير كبير على السياسة.
وقبل أن يرحل فقد جزأنا إلى دول عديدة بأعلام كثيرة وغرس روح القطرية.
أي دبلوماسية وقد افتعل لنا الغرب عداء بين الإسلام والعروبة، بل بين المذاهب والطو ائف،وبين القطرية والقومية،
وأي أمن قومي وقد طغت في أوصالنا القطرية وصار كل قطر يرفع شعار القطرية.
وأي اوراق ضغط يملكها العرب وقد وضعوا كل ما في جعبتهم في أحضان الغرب(دي امريكا)وأي استثمارات عربية!! إن وجدت،فهي عمليات تهريب الأموال وإيداعها ببنوك الغرب.
الدبلوماسية العربية رهن يد الغرب والصهيونية،فخدمتها واجبة،والابتعاد عنها إرهاب وكفر يستوجب العقاب،وهذا ما يحصل من إبادة في غزة العزة.
أما عن الحد الأدنى للأمن القومي، فإنه إن وجد لا يؤدي الغرض المطلوب منه للقطر الواحد.
وأما عن الدور الأردني فإنه يبقى مرهونا لامكاناته وقدراته وسط دول عربية تعمقت فيها القطرية كله نزاعات ومشادات.
مدار الساعة ـ نشر في 2023/12/06 الساعة 12:52