حماس تضرب من شمال غزة.. وفرنسا تحاول إنقاذ الهدنة المنهارة
مدار الساعة ـ نشر في 2023/12/03 الساعة 15:20
فى تحوّل عسكرى استراتيجى ضربت حركة المقاومة الفلسطينية حماس، ليلة السبت/ الأحد مجموعة من الصواريخ نحو تل أبيب، منها مدينة حولون جنوب.
الصواريخ، حسب المصادر الإعلامية الإسرائيلية، جاءت من شمال غزة.
وقال إعلام دولة الاحتلال إن حماس لا تزال حتى الآن تمتلك قدرات صاروخية تصل إلى منطقة الوسط.
ومع نهاية اليوم الـ57 من الحرب الصهيونية على قطاع غزة، نقلت أوساط إعلامية عسكرية إسرائيلية عن انفجارات كبيرة تهز تل أبيب إثر دفعة صاروخية من شمال غزة، التى وصفها جيش حكومة الحرب الصهيونية بأنها مناطق تحت سيطرة القوات الإسرائيلية، مؤكدًا أن الانفجارات نتيجة صواريخ المقاومة، هزت مدينة تل أبيب إثر دفعة صاروخية كبيرة انطلقت من شمال غزة، وفق ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، عدة مرات.
وأعلنت كتائب عزالدين القسام عن أنها قصفت المدينة برشقة صاروخية «ردًا على المجازر الصهيونية بحق المدنيين» فى غزة، وضمن معركة طوفان الأقصى.
جاء هذا التحول بعد ان أعلن نائب رئيس المكتب السياسى لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» الشيخ صالح العارورى، عن أن «المقاومة الفلسطينية، مستعدة لكل السيناريوهات الإسرائيلية العسكرية سواء الحرب البرية أو الجوية أو غيرها».
وأضاف فى لقاء مع قناة الجزيرة، من قطر، أن المقاومة مجهّزة ومعززة بحاضنة شعبية و«هى كلها مقاومة»، مشددًا «لا خوف ولا قلق على المقاومة وهى ستنتصر»، مؤكدًا فى ذات الوقت: «لا تبادل للأسرى إلا بعد وقف الحرب»، وأن هذا الموقف، أقر من قيادات المقاومة.
.. ويجزم العارورى بأن الاحتلال الإسرائيلى سيفشل مرة أخرى فى تحقيق الأهداف التى وضعها لنفسه «تحرير الأسرى وما يسميه القضاء على حماس»، متهمًا الولايات المتحدة الأمريكية، حسبما قال فى المقابلة التى بثتها الجزيرة مساء السبت، بالتغطية على الجرائم التى تنفذها إسرائيل فى قطاع غزة.
*.. وإن طالت الحرب، ماذا عن الهدنة الجديدة؟
حراك سياسى وعسكرى وأمنى كبير اجتياح المنطقة على هامش الضربات العسكرية الإسرائيلية على كل أجزاء القطاع، ومن خلالها تابعت حكومة الحرب الصهيونية، كسر الهدنة، التى ما زالت عديد الدول تطالب بضرورة توقف الحرب على غزة نهائيًا، أو إعلان هدنة طويلة، كان آخرها التحول العميق فى السياسة الفرنسية من الحرب الصهيونية على غزة، وقد تناقلت التحليلات وكالات الأنباء، ما قاله الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون خلال مؤتمر صحفى فى قمة المناخ 2 ديسمبر الجارى فى الإمارات العربية المتحدة، وهو شكك- لأول مرة منذ السابع من أكتوبر الماضى، فى إمكان تحقيق هدف إسرائيل من الحرب على غزة، ماكرون الآن فى قطر، يقود محاولة فرنسية للعمل على هدنة جديدة بين إسرائيل وحماس، تقول المصادر الأوروبية القطرية، إنها قد تفضى إلى وقف إطلاق النار، برغم التعنت الظاهر عند كل الأطراف.
هناك من يؤكد أن العاصمة القطرية الدوحة، التى تقود مفاوضات الهدنة والإفراج عن الرهائن، ستستمع الى المبادرة الفرنسية، برغم ما يستجد من أحداث، وكانت «وكالة الصحافة الفرنسية» قالت: من الواضح جدًا أن استئناف القتال فى قطاع غزة هو موضوع مثير للقلق، وقد شكّل محور العديد من النقاشات. وحذر ماكرون، إسرائيل، من أن القضاء على حماس بالكامل سيؤدى إلى 10 سنوات من الحرب.
* ماكرون: ماذا يعنى القضاء على «حماس» بالكامل؟
يبدو أن فرنسا، وبالتالى الاتحاد الأوروبى، وربما يشمل ذلك حلف ناتو، وتاليًا الولايات المتحدة، فى حالة من التردد، بل الخوف من التصعيد العسكرى والأمنى، المتوقع الذى قد يشمل دول المنطقة، نتيجة التوتر الناتج عن المجازر والإرهاب والأعمال الحربية غير المسوقة التى شكلت إبادة جماعية لسكان قطاع غزة وبدأت تمتد إلى أرجاء فلسطين المحتلة، فى الوقت الذى يتابع فيه رئيس حكومة الحرب الصهيونية فى دولة الاحتلال، العمل على إثارة عدة مشاريع سياسية وأمنية واستيطانية هدفها تهجير سكان غزة إلى خارج فلسطين، وتغيير جيوسياسية المنطقة باتجاه مصر والأردن، ما يجعل المؤشرات السياسية والأمنية تتصاعد ضد هذه المشاريع التى اتخذت مصر والأردن قرارات قاطعة صلبة بعدم التهجير لأهالى غزة أو المساس بالقطاع.
.. هنا كانت دلالات إجابة الرئيس الفرنسى ردًا على سؤال فى المؤتمر الصحفى: ماذا يعنى القضاء على «حماس» بالكامل؟.
.. وهو طرح السؤال وأكمل: هل يعتقد أحد أن هذا ممكن؟؛ لافتًا: إذا كان الأمر كذلك، فإن الحرب ستستمر عشر سنوات.
وأضاف، كأنه يوجه الإشارة فى الجواب نحو دولة الاحتلال الإسرائيلى: لهذا يجب توضيح هذا الهدف من جانب «السلطات الإسرائيلية»، محذرًا من: «حرب لا تنتهى»، وقال: من الضرورى «مضاعفة الجهود لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار؛ لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح جميع الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس، ومن بينهم أربعة فرنسيين على الأرجح، وهى حالة تترك أثرها فى الشارع الفرنسى.
* البوصلة الأمريكية.. إلى أين؟
أمريكيًا، بات فى حكم المؤكد أن الجهود الدبلوماسية التى يقودها وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن تصطدم بعديد المراوح ثقيلة الرياح، وخرج الوزير الأمريكى، وعديد أفراد الإدارة الأمريكية، دون أن يعرفوا الى أين تشير البوصلة؛ ما إذا كانت دولة الاحتلال الإسرائيلى، وحكومة الحرب التى يقودها السفاح المتطرف نتنياهو، ستفى بالتزاماتها بحماية المدنيين الفلسطينيين من العمليات العسكرية فى جنوب قطاع غزة ، كما حذر من ذلك، بلينكن، و/ أو ما إذا كانت حماس سوف تشارك فى مفاوضات الرهائن فى المستقبل.
عمليًا: يرى الوزير بلينكن، وبالتالى الإدارة الأمريكية، أن الأهداف لم تتحقق إلى حد كبير فى رحلة الشرق الأوسط، حتى مع تعهد، دولة الاحتلال، إسرائيل بحماية المدنيين.
وتشير التقارير والتحليلات الدبلوماسية إلى أن فشل مساعى وزير الخارجية الأمريكى فى رحلته إلى المنطقة للضغط من أجل التوصل إلى اتفاقات لتمديد وقف إطلاق النار فى غزة، وأيضًا فشل، ما كانت تعتقد الولايات المتحدة الأمريكية، من تحقيق وهو: تعزيز إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس والحد من الخسائر فى صفوف المدنيين الفلسطينيين فى حالة القتال مع إسرائيل، وهذا ما يحدث اليوم وسط تكهنات بظهور سياسة مقاومة كانت تخفيها حماس خلال أكثر من 50 يومًا مضت.
.. وهذا يعيدنا إلى المقابلة الخطيرة التى، كشف فيها الشيخ العارورى، نائب رئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس وفيها أكد أن المقاومة لديها جاهزية لكل الاحتمالات، وهنا علينا أن نعيد، لحظة ما ظهر العارورى على «فضائية الأقصى» ووجّه رسالة لأبناء فلسطين فى الضفة الغربية والداخل المحتل كما افتتح قوله، حيث أكد بادئ ذى بدء أن معركة طوفان الأقصى هى رد على جرائم الاحتلال، مضيفًا أن المجاهدين فى القطاع بدأوا عملية واسعة بهدف الدفاع عن المسجد الأقصى وتحرير الأسرى.
.. التوقعات أن تمتنع حماس والفصائل الفلسطينية عن مشاورات الهدنة، على الأقل لغاية منتصف الأسبوع، عندما تتضح نتائج قصف تل أبيب، وماذا ستقول حكومة الحرب الصهيونية عن مرور الصواريخ من شمال غزة، فى وجود الجيش الإسرائيلى.
مدار الساعة ـ نشر في 2023/12/03 الساعة 15:20