حملات المقاطعة نجاح شعبي كاسح

فارس الحباشنة
مدار الساعة ـ نشر في 2023/11/28 الساعة 22:54
أردنياً.. حملات مقاطعة السلع والمنتجات الاسرائيلية والامريكية نجحت. واقتصاديا ثمة فائدة كبرى لسياسة المقاطعة، وخاصة ان اقتصاد بلادنا مثقل بالديون والتضخم، والعجز. و شيوع ثقافة المقاطعة للمنتج الغربي، فانه سوف يخدم ويمنح فرصةاكبر للمنتج المحلي.
بلا شك، ان حملات المقاطعة للعلامات التجارية الداعمة للاحتلال الاسرائيلي نجحت وعلى نحو غير مسبوق.و اذا ما قارنا حملات مقاطعة لعلامات تجارية غربية اطقلت ردا على حرق القرآن والرسوم المسيئة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. سياسة المقاطعة ضربة للاقتصاد الغربي، وضربة لاستثمارات الغرب في الاقتصادات التي تبنت شعوبها خيار المقاطعة. و في حملات المقاطعة « المجتمع والجمهور والشعب» احس بثقة في ذاته، واحس انه قادر ولو باضعف بالايمان بان يحدث فرقا في الصراع والمعركة المحتدمة بين المقاومة واسرائيل وحروب الابادة لشعب غزة. و في الاردن، احتكار ثنائي الكولا المهيمن على السوق تم تحطيمه، وانشطرت ماركات ومشروبات كولا من ماركات اردنية وعربية.وعالم الهامبرغر، هجر الاردنيون المطاعم الامريكية، والمقاطعة الجماعية حولتها الى امكنة اشباح موحشة.ومطاعم ومقاه تحمل علامات تجارية امريكية في الاردن تواجه مصيرا وجوديا. صحيا، وقبل حرب غزة وحملة المقاطعة كنت من دعاة مقاطعة مطاعم الوجبات السريعة والهامبرغر والدجاج الامريكي، ولاسباب صحية بحتة طالما حملت ونثرت تحذيرات للناس، وليعرفوا قبل ان يشتروا الوجبات والسندويشات ماذا يأكلون، وما هو نوع وصنف اللحم ؟!من اول ايام حرب غزة استجاب الاردنيون الى دعوات المقاطعة التي وجهتها قوى سياسية وطنية، وقومية، ويسارية.والحملات فضحت ارتباط شركات امريكية في دعم مالي مباشر للجيش الاسرائيلي والمستوطنين وحرب الابادة التي تنفذ في غزة والضفة الغربية. والاستجابة الشعبية كانت غير مسبوقة في تاريخ حملات ودعوات المقاطعة.وبحسب تقارير فان مطاعم ومقاهي امريكية في عمان مبيعاتها اليومية تراجعت اكثر من 90 %.منحى استهلاكي يوحي بان هناك وعيا عربيا جارفا، والمقاطعة واحدة من التعبيرات، وقد تؤسس الى خطوات كبرى مستقبلا، وخاصة مع ولادة خطاب محوري جديد يدعو الى الانفكاك من اقتصادات الغرب وسطوتها وامبرالياتها على الدول الفقيرة والهشة اقتصاديا، وهذه الدعوة احتضنتها جماعة «بريكس «، وذلك من اجل افساح المجال امام عالم متعدد الاقطاب.العودة الى المنتج المحلي والبحث عنه.. ثورة اقتصادية ولصالح المنتج المحلي المهمش الذي يندفع موضوعيا الى الصدارة، وبعد عقود من الاقصاء والتهميش باسم اقتصاد السوق والانفتاح، و اتفاقيات التجارة الحرة مع امريكا وغيرها.و سياسيا، فإن المقاطعة هي صوت المواطن الذي لا تسمح له ظروفه بان يشارك في وقفة احتجاجية امام السفارات الامريكية والاسرائيلية والاوروبية في عمان، وينزل يوم الجمعة الى وسط البلد ويشارك في مسيرات كبرى، ولربما لصعوبات تواجه كثيرا من المواطنين، فانهم يوصلون رسائلهم الغاضبة من استمرار العدوان على غزة والكارثة الانسانية بالمقاطعة.نجاح المقاطعة الشعبية.. وكيف ان الحملات حصدت ملايين المؤيدين، فانها تؤسس الى حالة مدنية سياسية اردنية، ولقوة ذاتية مجتمعية غادرت مواقع المتفرجين، ما تسمى بالكتلة الصامتة، ويمكن تحريكها وتوجيهها كوسيلة ضغط ناعمة ازاء اي قضية وطنية اردنية.
مدار الساعة ـ نشر في 2023/11/28 الساعة 22:54