د. سامي علي العموش
عندما يكون الأردن قوياً يكون قادراً على الوقوف إلى جانب غزة وأهل الضفة الغربية وكل من يحتاج المساعدة ولا يمكن لمكون ضعيف أن يكون لديه القدرة على الإمداد والوقوف إلى جانب من يريد، والأردن القوي: هو الأقوى والأجدر في تقديم فنون المساعدات، ومن هنا فإنني أنظر بمعادلة بعيدة المدى للحفاظ على أمن واستقرار الأردن ليكون الأقدر على تقديم العون والمساعدة للأشقاء واستغرب بمن تجره العاطفة وهو يفكر بعيداً عن المعادلة العقلانية في إدخال الأردن في الصراع! فالأردن منفتح على جبهة طويلة جداً والأردن لم يختر الحرب ولا توقيتها وهو محاط بأوضاع ملتهبة وما يعانيه العالم العربي من ضعف إلا أن ما يقدمه الأردن من فعل ومواقف تفوق كل التصورات، وعلى الرغم من كل ما قدم ويقدم لم نجد جهة واحدة تشيد بالجهد الأردني، وحتى المستشفيات لم نجد في الوسائل الإعلامية من يشير إليها بالإيجابية ويبين بأن الأردن مستمر في الدعم وتقديم كل ما هو ممكن، ولا أعرف لماذا؟ فنحن نتقاسم رغيف الخبز ويربطنا نسيج اجتماعي يفوق التصورات من نسب وعلاقات؛ يجعل الإحساس بالهم والقضية واحداً، ونسأل أنفسنا دائماً ماذا لعلنا نقدم مقارنة بمن رفعوا الشعارات وأججوا المواقف؟ وكنا على يقين بأنهم لن يشاركوا ولن يقدموا أكثر من حديث المنابر وكان الأردن دوماً السباق قيادة وشعباً للعمل من أجل فلسطين وأهلها بكل ما أوتي من إمكانات وقدرات.
وللحفاظ على وحدة القضية والإيمان بحق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره وعدم التهجير استغلالاً للظروف؛ فمن واجب أي مواطن يسكن على هذه البقعة أن يكون شعاره دائماً عدم التفريط بالأرض الفلسطينية والموقف الفلسطيني؛ للإبقاء على حل الدولتين حتى يكون هناك لون للقضية التي آمنا بها منذ أن كنا صغاراً ودفعنا بالشهداء دفاعاً عن فلسطين وثرى فلسطين وهي تستحق أكثر فهي البلد المقدس وما يربطنا به من وحدة دم وعقيدة.
وهنا أجد لزاماً لتعزيز الوحدة الوطنية والنسيج الوطني على الرغم من كل المحاولات البائسة التي تأتي من الخارج لضرب ذلك، إلا أننا لدينا من الوعي ما يكفي لنتصدى لذلك، لا بل علينا أن نضرب المثل الحقيقي في الحفاظ على مقدرات الأردن بكل أشكالها ليكون الأردن قوياً، فالأردن القوي هو القادر على الوقوف مع الشعب الفلسطيني في مختلف المجالات لا يرفع الشعارات وإنما يمارس ذلك فعلاً، وعندما تنتهي هذه الأحداث ويمكن للعقل أن يفسر، وستجد بأن الأردن كان الأٌقدر والأجدر في دعم القضية الفلسطينية لا بل تجاوز كل الحدود ليرسم صورة الوحدة والتضامن والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وعندها سنعرف كما سيعرف الجميع بأن الأردن لم يخذل القضية الفلسطينية ولا الشعب الفلسطيني لكنه يتصرف بحكمه ومرونة لتكون لديه القدرة على دعم الشعب الفلسطيني، وهنا قد أفكر بطريقة بعيدة عن العاطفة لأسأل كيف نفكر لما هو قادم؟ وكيف نعد له؟ وما هي التغيرات التي تتطلبها طبيعة المرحلة القادمة حتى نكون قادرين على الاستمرار والتعاطي مع الموضوع بقوة وحزم لا يلين؟ فعندما يتعلق الأمر بأمن واستقرار الأردن لن نقبل المزاودة لا بالشعارات ولا المواقف فنحن أهل لذلك وكان لنا من الصدى مواقف كانت وستبقى بعون الله يرفع لها الجبين في محافل مختلفة وليس بيننا وبين أهلنا مسافة فكلنا أردنيون وكلنا فلسطينيون عندما يتطلب الموقف ذلك، ولكن حفاظاً على البقاء والقوة والاستمرار نقول دائماً بأن قوة الأردن تعني القوة لإخوتنا في الضفة والقطاع.