العبداللات يكتب: هل تنقذ المساعدات الأمريكية الاقتصاد الإسرائيلي من الانهيار (5)
مدار الساعة ـ نشر في 2023/11/20 الساعة 00:02
دخلت الحرب على غزة يومها الرابع والاربعون وتتوالى الخسائر للاقتصاد الإسرائيلي في كافة القطاعات الاقتصادية، فهل تنقذ المساعدات الأمريكية الاقتصاد الإسرائيلي؟ قطاع السياحة إن القطاعات الاقتصادية في إسرائيل تعرضت لخسائر جسيمة فقد أشارت صحيفة (يديعوت احرونوت ) الإسرائيلية إلى تراجع الأعمال في قطاع السياحة حيث انخفضت عدد الرحلات من وإلى مطار بن غوريون بنسبة 80% قياسا مع العام الماضي ، بالتالي انخفضت من 500 رحلة يوميا إلى 100 رحلة، وايضا الغت ما يزيد عن 42 شركة طيران عالمية خطوط رحلاتها إلى أشعار اخر ، اضف إلى ذلك ان هناك تخوف من شركات الطيران الإسرائيلية من عدم قيام الحكومة الإسرائيلية بتعويضهم عن الاضرار التي تكبدوها ،وايضا تضررت الرحلات البحرية فرحلات الكروز من ميناء حيفا توقفت تماما.الشيكلأما فيما يتعلق بالشيكل فقد واصل الانخفاض مقابل الدولار الامريكي ووصل إلى 4.08 شيكل لكل دولار وهو اكبر انخفاض منذ 2012 مع العلم أن بنك إسرائيل ضخ 45 مليار امريكي لحمايته، وحسب بيانات وزارة المالية الإسرائيلي بداية الشهر الجاري فان هناك عجز في الميزانية بلغ 6 مليار دولار خلال شهر اكتوبر بسبب ارتفاع حجم الانفاق ، وتراجعت الايرادات15.2% الشهر الماضي بسبب تأجيل دفع الضرائب وانخفاض دخل الضمان الاجتماعي. القوى العاملة تم استدعاء 350الف موظف يشكلون 8% من اجمالي القوى العاملة ، بالتالي اذا تم اضافت ما يتعلق بالعاملين الذين تم اجلائهم من محيط غزة والماكثين في المنازل فان 768 الف يمثلوا خمس القوى العاملة هم حاليا خارج العمل ، ومما زاد من صعوبة الموقف منع ما يزيد عن 140 الف عامل من الضفة الغربية و 18 الف من قطاع غزة كانوا يعملون في إسرائيل ( ايراداتهم الشهرية 397 مليون دولار) وتسعى وزارة العمل الإسرائيلية إلى التعاقد مع 10000الاف عامل هندي للعمل في إسرائيل وخصوصا في قطاع البناء والانشاءات .قطاع الطاقة أثرت الحرب على غزة على قطاع الطاقة الإسرائيلي بشكل كبير ، حيث تم ايقاف توريد الغاز من حقل تمار الذي يقع في البحر المتوسط على بعد 25كيلومتر من الساحل الجنوبي لإسرائيل ، وتبلغ الخسارة الشهرية لحقل تمار 201مليون ولار ، وتقدر احتياطيات حقل تمار الذي بدأ الإنتاج فيه عام 2013 بنحو 280مليار متر مكعب، وانتاجه اليومي ما بين 7.1 و 8.5 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي ، مع الاشارة إلى ان ميناء عسقلان يبعد فقط 10كيلومتر من الحدود مع قطاع غزة. ويعتبر حقل تمار اكبر مصدر للطاقة في إسرائيل ومصدر مهم لتصدير الغاز إلى مصر والأردن ،وتملك شركة شيفرون الأمريكية 25% من تمار ، وشركة إسرامكو 29% ، ومبادلة للطاقة الإمارتية 11% ، وباقي الحصص لشركات اخرى .أما حقل ليفياثان فهو من المصادر الاخرى للطاقة وتقلص التصدير منه لصالح السوق المحلية في إسرائيل ، مع الإشارة إلى انتاج حقول الغاز الإسرائيلية نحو 28مليار متر مكعب سنويا ، تحصل كل من مصر والأردن على الثلث تقريبا.وامتد تأثير الحرب إلى الاستثمارات في قطاع الغاز والطاقة حيث تقلصت بدرجة كبيرة هذه الاستثمارات وتم الغاء العديد من العقود المبرمة ،وتوجت وزارة الطاقة الإسرائيلية إلى تشغيل محطات توليد الكهرباء بأنواع وقود بديلة اكثر تلوثا مثل: الفحم والوقود والديزل ، بالإضافة إلى تأثر طموح إسرائيل في ان تصبح مركز لتصدير الغاز الطبيعي إلى اوروبا ودول العالم الاخرى .قطاع الزراعة قطاع الزراعة تضرر بشكل كبير حيث ان مستوطنات غلاف غزة هي سلة الغذاء لإسرائيل حيث تضم 75% من احتياجات إسرائيل من الخضروات ،و 20% من الفواكه ،6.5% من الحليب ، ايضا تضم عدد كبير من مزارع الدواجن والماشية والاسماك التي تضررت بدرجة كبيرة نتيجة الحرب .المساعدات الأمريكية لإسرائيل فيما يتعلق بالمساعدات الامريكية لإسرائيل فالتعاون وثيق جدا في الجانب العسكري والجانب الاقتصادي ، فتعتبر إسرائيل اكبر متلقي للمساعدات العسكرية الامريكية ، حيث يوجد اتفاق بين الادارات المتعاقبة على البيت الابيض بالتعاون مع مجلسي الكونجرس على دعم إسرائيل ، وذلك لان دعم إسرائيل يخدم مصالح الولايات المتحدة في الشرق الاوسط ، ولا ننسى دور اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة ومدى تأثيره على السياسة الإسرائيلية .أن الدعم الامريكي للكيان الإسرائيل متواصل منذ الازمة الاقتصادية في بداية الخمسينات من القرن الماضي والتي مرت بها إسرائيل بعد حرب 1948 والتي تسمى بحرب النخبة ، اي منذ تأسيس هذا الكيان ولوجود اهداف استراتيجية مشتركة بلغت حجم المساعدات الامريكية إلى إسرائيل لغاية عام 2023 ما يصل إلى 158.8 مليار دولار وذلك حسب المصادر الامريكية وهي تقسم :1-مساعدات عسكرية 114.4مليار دولار.2-مساعدات اقتصادية 34.4مليار دولار امريكي .3-مساعدات برنامج الصواريخ 10مليار دولار.وتتلقى سنويا إسرائيل 3.3مليار دولار مساعدات على شكل منح تقريبا و 500مليون دولار للبحث والتطوير ونشر انظمة الدفاع الصاروخي مثل: القبة الحديدية بين الولايات المتحدة وإسرائيل ،وفي عام 2021 بلغت المساعدات الامريكية ضمن برنامج التمويل العسكري الخارجي لإسرائيل 59% من حجم المساعدات وباقي العالم 41%.أن هذا الدعم يتم من خلال تبني الكونجرس الامريكي قانون يسمى قانون التفوق العسكري النوعي بالتالي يتم تقديم احدث التكنولوجيا الحديثة لإسرائيل ، وقد يقوم الكونجرس بتعطيل صفقات اسلحة للدول الاخرى في المنطقة ،لكن يجب الاشارة إلى ان المساعدات العسكرية مشروطة بعدم وجود انتهاكات لحقوق الانسان، وتشير العديد من الدراسات إلى وجود دعم كبير ومساعدات من قبل مؤسسات وجمعيات امريكية ويبلغ هذا الدعم بحدود 100مليار دولار لغاية عام 2023 ، مما يرفع حجم المساعدات إلى 260 مليار دولار امريكي، ومما يجدر ذكره قيام الولايات المتحدة ايضا بتقديم ضمانات للقروض الإسرائيلية من المؤسسات والمنظمات الدولية وهذا يسمح لإسرائيل بالاقتراض بسعر فائدة اقل .
مدار الساعة ـ نشر في 2023/11/20 الساعة 00:02