انتبهوا.. كيف ستصرف الشعوب هذا الغضب؟
مدار الساعة ـ نشر في 2023/11/12 الساعة 01:20
أين ستصرف الشعوب العربية هذا الرصيد الكبير من القهر والغضب، والإحساس بالعجز والهوان، بعد انتهاء محرقة غزة؟
أترك الإجابة لفطنة القارئ الكريم، لكن أشير، فقط، إلى أن ما حدث في غزة كان بمثابة «انفجار التاريخ» العربي، كل الانحباسات التي تحولت إلى دمامل كبيرة، وتراكمت عبر تجربتنا التاريخية في الصراع مع الاحتلال وحلفائه، سواء أكان وراءها خيبات سياسية، أو جراحات دينية، أو عصر ثقافي، أو تخلف حضاري، وصلت، بعد ما شاهدناه في غزة، إلى درجة الانفجار، هذا الانفجار سيكون قريبا، وربما يفوق في قوته ما حدث أثناء الربيع العربي، و يتجاوز محيطنا الإقليمي إلى العالم أيضا.قلت : انفجار التاريخ، وأنا أعرف أن هذا التاريخ الجديد بدأ بـ 7 أكتوبر وسيمتد إلى نهاية هذه الحرب، مهما تكن نتيجتها، وإلى ما هو أبعد من ذلك، فالذات العربية المجروحة التي تابعت على الشاشات إحراق غزة، تحت سمع العالم وبصره، وبمباركة مواثيقه وشرائعه الإنسانية والسياسية والقانونية، ولم تجد أمامها إلا الحناجر لتقاوم سطوة الصورة، لا يمكن، أبدا، أن تهضم ما دخل إلى خزاناتها من قهر وإحساس بقلة الحيلة، ومن كراهية للفاعلين والمحرضين والمتفرجين، وعندها سوف تجتر ذلك كله في لحظة ما، قد لا نعرفها، لكنها قادمة بالتأكيد.كيف سيكون ذلك؟ لا اعرف، ربما من خلال انبعاث تطرف ديني جديد، عابر للحدود ومتوحش أكثر مما نتوقع، ربما يكون على شكل انفجارات اجتماعية وسياسية داخل المجتمعات العربية، ربما سيكون مقاومات لأجيال قادمة ضد كل من جرح كرامتنا، واستهان بدماء أطفالنا، لهذا لا بد أن نستدعي، منذ الآن، ما لدينا من حكمة وحكماء لكي نخفف، على الاقل، من تداعيات الانفجار، أو نجد ما يلزم من قنوات لتصريفه في اتجاهات تصب بمصلحة بلادنا، أقصد أن نبدأ بمراجعة للذات أولا، وعلاقاتنا مع الآخرين ثانيا، والاهم، الخروج من التبعية إلى الاعتمادية، ومن الإحساس بالضعف إلى التمكين والقوة، هذا يحتاج إلى حديث طويل، اتركه لأهل الاختصاص في السياسة والاقتصاد، وغيرهما من المجالات المعنية بصناعة الإنسان، وتحصين المجتمعات، وبناء عناصر المنعة والصمود.حين دعوت، أكثر من مرة، إلى «عقلنة» الخطاب العام، كنت أدرك، تماما، أن الحرب على غزة مجرد «افتتاحية» لتحولات خطيرة قادمة، وأننا لم نستعد لها كما يجب، على الرغم من أنها لم تفاجئنا، لأننا نعرف أعداءنا، كما نعرف إمكانياتنا، لكن ما دام أن ساعة الحقيقة دقت، و انكشفت أمامنا صورتنا، وصورة الآخرين الذين سقطت عنهم كل الأقنعه، صار لزاما علينا- أقصد الدولة النخب- أن نتجاوز مرحلة الانفعال والغضب، لنفكر بعقل بارد بما يمكن أن نفعله، وما يجب أن نبدأ به، منذ الآن، لحماية انفسنا وبلدنا من «التسونامي» القادم.أعرف، بالطبع، أن حركة ماكينة السياسة باتجاه العدو وحلفائه ستكون محدودة وبطيئة، بحكم الاضطرارات والاستحقاقات التي لا نستطيع التحلل منها بسرعة، أعرف، أيضا، أن بلدنا أصبح وحيدا بلا أي ظهير أو رديف سياسي، بحكم واقع التحالفات في الإقليم والعالم، أعرف، ثالثا، أننا وضعنا انفسنا على خط النار، بكل ما لدينا من طاقات، لاعتبارات مفهومة في سياق حماية أمننا الوطني، لكن مع ذلك كله يبقى الأهم، وهو حركة الدولة باتجاه المجتمع على سكة المصارحات والمصالحات الوطنية، هذه تشكل الرهان الوحيد لمواجهة أي خطر قادم، وهي الأرضية للانطلاق نحو أي مراجعات سياسية تسعى لتجنب ارتدادات زلزال الحرب على غزة وما بعدها، ثم كبح جماح « المارد» الذي خرج من قمقمه، ولن يعود.
أترك الإجابة لفطنة القارئ الكريم، لكن أشير، فقط، إلى أن ما حدث في غزة كان بمثابة «انفجار التاريخ» العربي، كل الانحباسات التي تحولت إلى دمامل كبيرة، وتراكمت عبر تجربتنا التاريخية في الصراع مع الاحتلال وحلفائه، سواء أكان وراءها خيبات سياسية، أو جراحات دينية، أو عصر ثقافي، أو تخلف حضاري، وصلت، بعد ما شاهدناه في غزة، إلى درجة الانفجار، هذا الانفجار سيكون قريبا، وربما يفوق في قوته ما حدث أثناء الربيع العربي، و يتجاوز محيطنا الإقليمي إلى العالم أيضا.قلت : انفجار التاريخ، وأنا أعرف أن هذا التاريخ الجديد بدأ بـ 7 أكتوبر وسيمتد إلى نهاية هذه الحرب، مهما تكن نتيجتها، وإلى ما هو أبعد من ذلك، فالذات العربية المجروحة التي تابعت على الشاشات إحراق غزة، تحت سمع العالم وبصره، وبمباركة مواثيقه وشرائعه الإنسانية والسياسية والقانونية، ولم تجد أمامها إلا الحناجر لتقاوم سطوة الصورة، لا يمكن، أبدا، أن تهضم ما دخل إلى خزاناتها من قهر وإحساس بقلة الحيلة، ومن كراهية للفاعلين والمحرضين والمتفرجين، وعندها سوف تجتر ذلك كله في لحظة ما، قد لا نعرفها، لكنها قادمة بالتأكيد.كيف سيكون ذلك؟ لا اعرف، ربما من خلال انبعاث تطرف ديني جديد، عابر للحدود ومتوحش أكثر مما نتوقع، ربما يكون على شكل انفجارات اجتماعية وسياسية داخل المجتمعات العربية، ربما سيكون مقاومات لأجيال قادمة ضد كل من جرح كرامتنا، واستهان بدماء أطفالنا، لهذا لا بد أن نستدعي، منذ الآن، ما لدينا من حكمة وحكماء لكي نخفف، على الاقل، من تداعيات الانفجار، أو نجد ما يلزم من قنوات لتصريفه في اتجاهات تصب بمصلحة بلادنا، أقصد أن نبدأ بمراجعة للذات أولا، وعلاقاتنا مع الآخرين ثانيا، والاهم، الخروج من التبعية إلى الاعتمادية، ومن الإحساس بالضعف إلى التمكين والقوة، هذا يحتاج إلى حديث طويل، اتركه لأهل الاختصاص في السياسة والاقتصاد، وغيرهما من المجالات المعنية بصناعة الإنسان، وتحصين المجتمعات، وبناء عناصر المنعة والصمود.حين دعوت، أكثر من مرة، إلى «عقلنة» الخطاب العام، كنت أدرك، تماما، أن الحرب على غزة مجرد «افتتاحية» لتحولات خطيرة قادمة، وأننا لم نستعد لها كما يجب، على الرغم من أنها لم تفاجئنا، لأننا نعرف أعداءنا، كما نعرف إمكانياتنا، لكن ما دام أن ساعة الحقيقة دقت، و انكشفت أمامنا صورتنا، وصورة الآخرين الذين سقطت عنهم كل الأقنعه، صار لزاما علينا- أقصد الدولة النخب- أن نتجاوز مرحلة الانفعال والغضب، لنفكر بعقل بارد بما يمكن أن نفعله، وما يجب أن نبدأ به، منذ الآن، لحماية انفسنا وبلدنا من «التسونامي» القادم.أعرف، بالطبع، أن حركة ماكينة السياسة باتجاه العدو وحلفائه ستكون محدودة وبطيئة، بحكم الاضطرارات والاستحقاقات التي لا نستطيع التحلل منها بسرعة، أعرف، أيضا، أن بلدنا أصبح وحيدا بلا أي ظهير أو رديف سياسي، بحكم واقع التحالفات في الإقليم والعالم، أعرف، ثالثا، أننا وضعنا انفسنا على خط النار، بكل ما لدينا من طاقات، لاعتبارات مفهومة في سياق حماية أمننا الوطني، لكن مع ذلك كله يبقى الأهم، وهو حركة الدولة باتجاه المجتمع على سكة المصارحات والمصالحات الوطنية، هذه تشكل الرهان الوحيد لمواجهة أي خطر قادم، وهي الأرضية للانطلاق نحو أي مراجعات سياسية تسعى لتجنب ارتدادات زلزال الحرب على غزة وما بعدها، ثم كبح جماح « المارد» الذي خرج من قمقمه، ولن يعود.
مدار الساعة ـ نشر في 2023/11/12 الساعة 01:20