عن جذور العصابات الصهيونية الحاكِمة.. في 'إسرائيل'
مدار الساعة ـ نشر في 2023/11/09 الساعة 01:33
تُبدي وسائل إعلام روسية عديدة.. مقروءة, مسموعة أم مرئية, وبخاصة منصّات التواصل الإجتماعي, إهتماماً ملحوظاً بما يجري في منطقتنا قبل وبعد حرب الإبادة الجماعية التي يشنها العدو الصهيوني على قطاع غزة, بدعم أميركي غير محدود, عسكرياً, سياسياً, دبلوماسياً وبخاصة إعلامياً, ناهيك عن الدور اللافت بل المؤثر بل المُعادي, الذي تلعبه الدوائر اليهودية الصهيونية داخل روسيا ذاتها, كما شيطنة روسيا في الفضاءيْن الأوروبي والأميركي, ما أثار حفيظة القوميين الروس, الذين حاولوا الرد على الحملة اليهودية/ الصهيونية بطرق وملفات عديد?, منها «على سبيل المثال» ما كتبه الكاتب الصحفي والناشر الروسي/فلاديمير موجيغوف على الموقع الإلكتروني» فزغلياد» الأشهر والأكثر تأثيراً في روسيا تحت العنوان أعلاه.
إذ لفت في بداية مقالته إلى جذور الحرب/الصراع بين فلسطين و«إسرائيل» قائلاً: لقد مضى على الحرب بين إسرائيل وفلسطين ثلاثة آلاف عام، ومن المؤسف أن هذا الصراع ليس له حل مقبول. لا يوجد سوى ـ أضافِ - مكان واحد على وجه الأرض, يُمكن أن يقف فيه المسجد الأقصى، ثالث أهم مسجد في الإسلام، أو الهيكل الثالث - حيث سيجلس موشياخ - «ملك العالم» اليهودي. وهذا يعني أن هذه الحرب ستُشن, إما حتى آخر يهودي أو حتى آخر عربي–ولا يوجد خيار ثالث.مُوضحاً أو مُفسراً الأمر وفق مرجعيات فلسفية بقوله: «سوف يُسمي المُفكر العلماني المُعاصر هذا بالظلامية. لكن الوضع يتطلب منا أن نأخذ في الاعتبار هذه الظلامية. علاوة على ذلك ـ يلفت موجبغوف ــ وعلى خلفية ثلاثة آلاف عام من الظلامية، فإن «مزارات» الحداثة - هذا حقوق الإنسان والمِثليّين ومُزدوجي الميل الجنسي ومُغايري الهوية الجنسانية - تبدو مثيرة للشفقة للغاية، والناس المعاصرون ببساطة لا يملكون الآليات اللازمة لوقف ذلك.لكن اليهودي، (بدون انفعالات غير ضرورية)، يسترشد بصفحتين من التوراة, عندما يقرأ: «وفي مُدن هؤلاء الأمم التي يعطيك إياها الرب - إلهك - مُلكًا لك، لا تَترك نفساً واحدة على قيد الحياة». بل أنزِلْ عليهم لعنتك: الحِثيّون والأموريون والكنعانيون والفرزيون والحويون واليبوسيون والجرجاشيون، كما أمرك الرب إلهك» (20: 16-17).ولن يكون لدى أي يهودي - يواصل الكاتب - أدنى شك في ضرورة تنفيذ تعليمات الرب. وبالنسبة للفلسطيني.. فإن اليهودي سوف يقتله بطريقة أو بأخرى. وكلاهما سوف يُبقي اصبعه على زناد المدفع الرشاش. هذا هو منطق 3000 سنة من التاريخ.لا يلبث موجيغوف أن يأخذن الى موضوع جدلي/ خلافي طالما استثمرته الدوائر الصهيونية لشيطنة وتشويه سمعة الفلسطينيّين, وهو لقاء مفتي القدس/الحاج أمين الحسيني بالزعيم الألماني النازي/هتلر, مُعتبراً اللقاء «غلطة» ارتكبها الحسيني, على ما ترجم صديقنا الدكتور زياد الزبيدي, قائلاً: عندما التقى مفتي القدس الحسيني مع أدولف هتلر، ودعاه إلى كسر التحالف مع الصهاينة (كان لدى هتلر والصهاينة، وليس بالصدفة، نفس الهدف: دفع اليهود الألمان إلى فلسطين)، فمن الواضح أنه رأى الحل الأمثل. «الحل النهائي للمسألة اليهودية».ومن الواضح - لفت الكاتب رابطاً ذلك بما يجري الآن في قطاع غزة - أن هذه هي الطريقة التي يرى بها رئيس الوزراء نتنياهو, اليوم الحل الأمثل للقضية الفلسطينية: «لا تتركوا روحاً واحدة على قيد الحياة».يُضيء موجيغوف مباشرة على علاقة العصابات الإرهابية اليهودية المُسلحة مع «هتلر», على النحو التالي: «لكن قصة أخرى أكثر إثارة للاهتمام. إن حزب الليكود الحاكم اليوم في إسرائيل, هو وريث مباشر لحركة «بيتار» الفاشية، ورئيس الوزراء نتنياهو هو ابن «بنتسيون نتنياهو»، اليد اليمنى لرئيس «بيتار»، فلاديمير (زئيف) جابوتنسكي، الذي أطلق عليه ديفيد بن غوريون بمودة «جابوتنسكي هو هِتلرنا».وفي ثلاثينيات القرن العشرين - أضافَ الكاتب - سارت قوات بيتار، التي كانت ترتدي الزي العسكري، في شوارع وارسو وريغا، وهي تهتف: «ألمانيا - لهتلر، إيطاليا - لموسوليني، فلسطين - لنا!», وكان النازيون الألمان والإمبرياليون اليابانيون آنذاك يرفعون شعارهم الرائع، والذي ربما بدا في نظر كثيرين وكأنه وسيلة مثالية للخروج من المشاكل الوطنية في عصرنا: «أوروبا - للأوروبيين، وآسيا - للآسيويين، وأفريقيا - للأفارقة». التاريخ هو التاريخ. لا يمكنك مسح الكلمات من الأغنية.عندما أدركوا في «بيتار» أنهم لا يستطيعون الإتفاق مع هتلر، انضموا إلى البريطانيين. أما الأخيرون، بعبارة مُلطفة، فلم يكونوا سعداء جداً برؤية اليهود في فلسطين، وهم يعرفون جيداً نوع القوة التي ستُهدد إدارتهم الاستعمارية بأعمال الشغب العربية (ولم يكونوا مخطئين), ولم تكن لديهم أية أوهام بشأن «بيتار» نفسها.ثم يعرِض موجيغوف مسار العلاقة بين المنظمات الإرهابية اليهودية وهتلر, والصراع «الداخلي» بين تلك المنظمات للتحالف مع النازيين, مُعرِّجاً على مذبحة دير ياسين, وتصدي الفلسطينيين للعصابات اليهودية, مثل «ليحي» و«الهاجاناة» و«شتيرن» و«الإرغون» وقادتها مثل بيغن وشامير. مُختتماً مقالته بهذه الفقرة: «بالطبع، لم يكن العرب خرافاً مُسالمين على الإطلاق، وحاولوا أيضاً قتال اليهود كلما وحيثما أمكن ذلك. وفي الأشهر القليلة الأولى فقط بعد اعتماد قرار الأمم المتحدة بشأن تقسيم فلسطين، بلغ عدد الضحايا بين الفلسطينيين الآلاف, عل?اً بأن قتلى العصابات الصهيونية لم تكن أقل من ذلك. لقد كانت حرباً حقيقية واسعة النطاق. الحرب التي لا تزال مُستمرة حتى اليوم».لم يتغير شيء في العالم على مدى الثلاثة آلاف سنة الماضية، أليس كذلك؟..لفتَ الكاتب.. مُتسائلاً.
إذ لفت في بداية مقالته إلى جذور الحرب/الصراع بين فلسطين و«إسرائيل» قائلاً: لقد مضى على الحرب بين إسرائيل وفلسطين ثلاثة آلاف عام، ومن المؤسف أن هذا الصراع ليس له حل مقبول. لا يوجد سوى ـ أضافِ - مكان واحد على وجه الأرض, يُمكن أن يقف فيه المسجد الأقصى، ثالث أهم مسجد في الإسلام، أو الهيكل الثالث - حيث سيجلس موشياخ - «ملك العالم» اليهودي. وهذا يعني أن هذه الحرب ستُشن, إما حتى آخر يهودي أو حتى آخر عربي–ولا يوجد خيار ثالث.مُوضحاً أو مُفسراً الأمر وفق مرجعيات فلسفية بقوله: «سوف يُسمي المُفكر العلماني المُعاصر هذا بالظلامية. لكن الوضع يتطلب منا أن نأخذ في الاعتبار هذه الظلامية. علاوة على ذلك ـ يلفت موجبغوف ــ وعلى خلفية ثلاثة آلاف عام من الظلامية، فإن «مزارات» الحداثة - هذا حقوق الإنسان والمِثليّين ومُزدوجي الميل الجنسي ومُغايري الهوية الجنسانية - تبدو مثيرة للشفقة للغاية، والناس المعاصرون ببساطة لا يملكون الآليات اللازمة لوقف ذلك.لكن اليهودي، (بدون انفعالات غير ضرورية)، يسترشد بصفحتين من التوراة, عندما يقرأ: «وفي مُدن هؤلاء الأمم التي يعطيك إياها الرب - إلهك - مُلكًا لك، لا تَترك نفساً واحدة على قيد الحياة». بل أنزِلْ عليهم لعنتك: الحِثيّون والأموريون والكنعانيون والفرزيون والحويون واليبوسيون والجرجاشيون، كما أمرك الرب إلهك» (20: 16-17).ولن يكون لدى أي يهودي - يواصل الكاتب - أدنى شك في ضرورة تنفيذ تعليمات الرب. وبالنسبة للفلسطيني.. فإن اليهودي سوف يقتله بطريقة أو بأخرى. وكلاهما سوف يُبقي اصبعه على زناد المدفع الرشاش. هذا هو منطق 3000 سنة من التاريخ.لا يلبث موجيغوف أن يأخذن الى موضوع جدلي/ خلافي طالما استثمرته الدوائر الصهيونية لشيطنة وتشويه سمعة الفلسطينيّين, وهو لقاء مفتي القدس/الحاج أمين الحسيني بالزعيم الألماني النازي/هتلر, مُعتبراً اللقاء «غلطة» ارتكبها الحسيني, على ما ترجم صديقنا الدكتور زياد الزبيدي, قائلاً: عندما التقى مفتي القدس الحسيني مع أدولف هتلر، ودعاه إلى كسر التحالف مع الصهاينة (كان لدى هتلر والصهاينة، وليس بالصدفة، نفس الهدف: دفع اليهود الألمان إلى فلسطين)، فمن الواضح أنه رأى الحل الأمثل. «الحل النهائي للمسألة اليهودية».ومن الواضح - لفت الكاتب رابطاً ذلك بما يجري الآن في قطاع غزة - أن هذه هي الطريقة التي يرى بها رئيس الوزراء نتنياهو, اليوم الحل الأمثل للقضية الفلسطينية: «لا تتركوا روحاً واحدة على قيد الحياة».يُضيء موجيغوف مباشرة على علاقة العصابات الإرهابية اليهودية المُسلحة مع «هتلر», على النحو التالي: «لكن قصة أخرى أكثر إثارة للاهتمام. إن حزب الليكود الحاكم اليوم في إسرائيل, هو وريث مباشر لحركة «بيتار» الفاشية، ورئيس الوزراء نتنياهو هو ابن «بنتسيون نتنياهو»، اليد اليمنى لرئيس «بيتار»، فلاديمير (زئيف) جابوتنسكي، الذي أطلق عليه ديفيد بن غوريون بمودة «جابوتنسكي هو هِتلرنا».وفي ثلاثينيات القرن العشرين - أضافَ الكاتب - سارت قوات بيتار، التي كانت ترتدي الزي العسكري، في شوارع وارسو وريغا، وهي تهتف: «ألمانيا - لهتلر، إيطاليا - لموسوليني، فلسطين - لنا!», وكان النازيون الألمان والإمبرياليون اليابانيون آنذاك يرفعون شعارهم الرائع، والذي ربما بدا في نظر كثيرين وكأنه وسيلة مثالية للخروج من المشاكل الوطنية في عصرنا: «أوروبا - للأوروبيين، وآسيا - للآسيويين، وأفريقيا - للأفارقة». التاريخ هو التاريخ. لا يمكنك مسح الكلمات من الأغنية.عندما أدركوا في «بيتار» أنهم لا يستطيعون الإتفاق مع هتلر، انضموا إلى البريطانيين. أما الأخيرون، بعبارة مُلطفة، فلم يكونوا سعداء جداً برؤية اليهود في فلسطين، وهم يعرفون جيداً نوع القوة التي ستُهدد إدارتهم الاستعمارية بأعمال الشغب العربية (ولم يكونوا مخطئين), ولم تكن لديهم أية أوهام بشأن «بيتار» نفسها.ثم يعرِض موجيغوف مسار العلاقة بين المنظمات الإرهابية اليهودية وهتلر, والصراع «الداخلي» بين تلك المنظمات للتحالف مع النازيين, مُعرِّجاً على مذبحة دير ياسين, وتصدي الفلسطينيين للعصابات اليهودية, مثل «ليحي» و«الهاجاناة» و«شتيرن» و«الإرغون» وقادتها مثل بيغن وشامير. مُختتماً مقالته بهذه الفقرة: «بالطبع، لم يكن العرب خرافاً مُسالمين على الإطلاق، وحاولوا أيضاً قتال اليهود كلما وحيثما أمكن ذلك. وفي الأشهر القليلة الأولى فقط بعد اعتماد قرار الأمم المتحدة بشأن تقسيم فلسطين، بلغ عدد الضحايا بين الفلسطينيين الآلاف, عل?اً بأن قتلى العصابات الصهيونية لم تكن أقل من ذلك. لقد كانت حرباً حقيقية واسعة النطاق. الحرب التي لا تزال مُستمرة حتى اليوم».لم يتغير شيء في العالم على مدى الثلاثة آلاف سنة الماضية، أليس كذلك؟..لفتَ الكاتب.. مُتسائلاً.
مدار الساعة ـ نشر في 2023/11/09 الساعة 01:33