الزيود يكتب: المشروع العربي
مدار الساعة ـ نشر في 2023/11/09 الساعة 01:32
هنالك مشاريع قومية لكثير من الدول في هذه المعمورة، فنسمع بالمشروع الأميركي والإيراني والصهيوني والعثماني التركي والروسي الصيني وغيره، ونسمع بكل هذا من الأوساط العربية والتي تتحدث فقط عن مخاطر هذه المشاريع التي تريد أن تلتهم العرب أو أن تتوسع على حسابهم والهيمنة عليهم ونهب ثرواتهم، وعن ضرورة مواجهة ذلك وإنقاذ الوطن العربي وحمايته، ولكن كل ذلك ما هو الا ضجيج إعلامي وسياسات فضفاضة لا تتعدى سوى القوة الخطابية مثلما نرى اليوم حمى الهرج الخطابي الاعلاني ضد المشروع الصهيوني.وفي كل الاتجاهات والفرضيات العربية لهذه المشاريع ينقسم العرب ويتحد الغير ليعمل بمشروعاته الاستراتيجية المتماسكة وتقوى شيئاً فشيئاً على الانقسام والتناحر، وهذه أصبحت حقيقة دامغة واضحة تكبدنا خسائر كبيرة وكثيرة على المستوى السياسي والاقتصادي وتغذية الفرقة وصناعة التناقض عمودياً وافقياً على المستوى القومي وحتى على المستويات الوطنية.وهذا كله بسبب ان ليس هناك مشروع عربي يقوم على أساسيات استراتيجية راسخة غير قابلة للمساومة والغدر والتفرد، والتي يجب أن يحركها دوافع البقاء والوجود والقوة وعدم الاعتماد على النوايا الطيبة مع أي أحد والتي لم تجدي نفعاً منذ سنين طويلة، وما المكاسب التي تحققت لمشاريع الغير وانتصاراتهم الا بسبب غياب مشروعنا العربي المتكامل والذي للأسف مقسوم الان الى عدة جبهات كلاً منها يدعي أنه على صواب وان اصطفافه بهذا الاتجاه سيحقق له المطلوب وما يسعى لتحقيقه وصولاً الى مستقبلاً زاهراً مستقراً.نحن الان وما تمر به منطقتنا وما نشهده من تناحر بين تلك المشاريع الدولية وأهدافها ونتائجها على المنطقة وخصوصاً القضية المركزية (فلسطين)، وما خلقته وأسقطته في فكر وثقافة أوساط الشارع العربي واصطفافه المخلص باتجاه عروبته، فان ذلك يسجل فرصة لولادة المشروع العربي وتغيير وجهة العالم وتحقيق مبدأ التوازن والتشاركية في تحقيق المصالح للجميع بعيداً عن السيطرة والاطماع أو اضعاف عناصر القوة هنا أو هناك.بالمقابل لا بد القول من أن نجاح المشروع العربي يجب ان يسبقه ترتيب الوحدة الوطنية لكل دولة وعلى رأسها الصفوف الفلسطينية لأنها الأكثر ضرورة لمشروع وطني جامع، ان بديل المشروع العربي المتكامل هو بقاء الوضع كما هو متأكل مأزوم متشتت بين مقاوم ومطبع وغيره.
مدار الساعة ـ نشر في 2023/11/09 الساعة 01:32