عندما ينطق الحق
مدار الساعة ـ نشر في 2023/11/03 الساعة 11:04
الصمت هو أعتى درجات الألم.. هو أنين الروح والقلب بكبرياء عقل يأبى البوح متجبراً على ذاته متقوقعاً في صومعة صماء تجتر كل ما يعتمل فيها فتمتص دواخلنا كثقب أسود إلى ما لا نهاية لتعري صحة ما يتهم به الصمت أحياناً بأنه موافقة ضمنية غير تصريحية عن ما لا يجهر به قولاً أو فعلاً من منطلق الخجل، الخنوع أو حتى الوهن بل إن الصمت هو الأثير الذي ينطق فيه بكل ما لا ينطق ويسود فوق النواصي عندما تحتبس الدموع وتتحشرج الحناجر من فرط تكالب الخطوب وتجلي المحن بتزامن الخذلان المتتالي الذي نتجرع معه مرٌ يحلو بجانبه مرار الصبار والعلقم. (معليش) كلمة واحدة بألف معنى نطق بها صحفي اغتالوه حياً يرزق عندما لم يستطيعوا أن يلجموا صوت الحقيقة التي ينقلها استهدفوا فلذات أكباده وأحبابه ليُلجم لكن هيهات فهاهو لم ينهزم ولم يتحطم بل ازداد شموخاً ورفعة مقاومة ونضالاً ليقف من جديد ناقلاً للواقع كما هو صارخاً بالحقائق (هنا غزة)..نعم لا ننسى من سكن الفؤاد شغفاً وحباً وأيضاً لن ننسى ولن نسكت عن جرائم من ذبحونا غدراً ونحن على قيد الحياة ليتركونا جثامين هامدة تتنفس قهراً لكن أن نصمت ألماً ليس إلا قراراً واعياً منا بما هو أهم وأعظم تحت وطأة حرب طاحنة مصيرية الوجود لا بد فيها من أن ينطق الحق عالياً منتصراً فوق كل اعتبارات شخصية وآلام لن تندثر مهما طال الزمن.إن الحرب الإعلامية التي يشهدها العالم اليوم تكاد تكون هي الأكثر قوة وأشد ضراوة على الاطلاق وذلك ما هو إلا نتاج الثورة التكنولوجية العارمة التي اجتاحت جميع مناحي الحياة وجابت وجالت كل بقاع الأرض فنشأ وتطور العالم الافتراضي الموازي الذي لم يعد بالإمكان أن يُهيمن فيه على الاعلام أو تناقل وسرد الأخبار أو إحكام القبضات الفولاذية على ما يرد فيه بشكل مباشر ليتماشى مع ما يمليه توجهات الأنظمة المستبدة وما تهدف له من سياسات موجهة في شتى المجالات.إن ما يحدث في فلسطين العروبة من جرائم إبادة وتهجير تحت مسمى حرب تدعمها قوى عالمية منحازة لمصالحها الاستعمارية والاقتصادية طور مفهوم الحرب الإعلامية والنفسية وخلق بيدقاً نوعياً مختلفاً غير مسبوق يجابه الطغيان بحرب من نوع آخر لم تكن أبداً في حسبانهم الغاشم فواجهت أبواق الظلام ومعازف الشياطين صحوة عالمية نطق فيها الحق وصدح في فضاءات التواصل الاجتماعي والاعلام النزيه بكافة أشكاله مبرهناً الحقائق والوقائع لكل جرائم الاحتلال الوحشية اللا انسانية بكل مصداقية مجرداً أكاذيبهم وتضليلهم الهادف لقلب الموازين والكيل بمكاييل متضادة غير عادلة اتجاه القضية الفلسطينية وشعبها المكلوم ليعتبر الصمت هنا هو الجريمة النكراء الكبري التي لا تغتفر فكان لهذه الحرب المسموعة المرئية والمقروءة الأثر البالغ في قيام انتفاضات شعبية عالمية اتخذت أساليب عدة دعماً مؤازرة وتأييداً للشعب الفلسطيني ونصرة لقضيته العادلة على أرض الواقع في كافة أنحاء العالم. أمام هذا الطوفان الثائر لم يجد الكيان الصهيونى الغاصب حلًا إلا أن يمارس رذيلته المعتادة باستهداف أصوات الحق والناطقين بها من الصحافة والإعلام المتواجدين في الأراضي الفلسطينية المحتله ليسقط منهم العديد بين مصابين وجرحى ومنهم من ارتقى عند ربه شهيدًا.بالإضافة لترويج الكيان المحتل عبر أبواقه في مختلف أنواع الإعلام العديد من الروايات الكاذبة واختلاق الأحداث الدرامية التي تناقلتها وسائل الاعلام الغربية وتم اثبات عدم مصداقيتها مما أدى لسحبها لاحقاً والاعتذار عنها في العديد من القنوات العالمية المنحازة ضد نضال الشعب الفلسطيني. كما حاولت العديد من القنوات العالمية حشد التعاطف للكيان الغاصب بإجراء العديد من المقابلات مع أبرز الشخصيات العالمية التي باءت بالفشل الذريع حيث أنها قلبت السحر على الساحر وأدانت وبقوة المجازر التي ترتكب في قطاع غزة ضد المدنيين وبالأخص النساء والأطفال.من أهم هذه المقابلات الصحفية كانت مع جلالة الملكة رانيا العبدالله صوت الحق العالمي الدولي الإقليمي العربي الأردني الأبي الذي مثل قضايا الإنسانية وحمل رسالتها للعالم في كافة المحافل والميادين برغم كل المعيقات والصعاب.كانت وما زالت وستبقى جلالتها تمثل الوجه الحقيقي الصادق للمرأة العربية والتي بحضورها المميز الفعال سلطت الضوء وعززت الصورة الإيجابية للمرأة الأردنية بإنجازات تنموية مستدامة في مجالات مختلفة على مر السنين.إن مقابلة جلالة الملكة رانيا العبدالله أثارت حفيظة الإعلام الغربي الذي كان يأمل أن يجد ثغرة يستطيع استغلالها لصالح الكيان الصهيوني وممارساته المجرمة في حق الشعب الفلسطيني لكن الفرصة لم تتحين لهم أبداً فجلالة الملكة رانيا العبدالله (أم الحسين) تحدثت بقلب كل أم رؤوم وبعاطفة كل مسلم ذو حمية ووجدان كل عربي حر لا يساوم على قضيتنا القومية وبضمير كل من في دمائه قطرة إنسانية فكانت كلماتها النابضة بالحق بحنكة سياسية وبكل منطقية ذات شفافية عالية تفند كل الحجج الواهية المطروحة أمامها مما لم يدع أدني مجالاً للشك بوجوب إدانة الإجرام الوحشي الذي يرتكب بحق الشعب الفلسطيني والمعايير المزدوجة التي يتعامل بها المجتمع الدولي مع قضيته المصيرية. مؤكدةً الايمان الأردني الراسخ تحت ظل قيادته الهاشمية الأبية ممثلة بجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين بحق الشعب الفلسطيني في أن يحيا حراً كريماً على أرضه وآمناً في وطنه بعدل وسلام.إن الحروب على أنواعها في عقيدتنا جهاد ما بين الفعل والقول نصرة للعدالة في صراعات القوى بين الظلام الحالك والنور الساطع لذا عندما ننطق بالحق لا نخشى فيه لومة لائم فيعلو صوت ضمائرنا الحية على كل بهتان باطل ليصل فوق هام السحاب الذي لا ينال منه قرباً ضجيج تلك الطبول الجوفاء الفارغة التي تخفي قبحها وبشاعتها تحت كل تلك الأقنعة المتلونة المبهرجة التي عرتها بطولات وأمجاد شعب ضحى بالغالي والنفيس ليموت شهادةً وتحيا بدمائه الطاهرة قضية فلسطين التي بأحداثها الأخيرة زعزعت كل ما أعد له من طموحات ماكرة تسعى لشرق أوسط جديد في أحلام بني صهيون الواهية.حفظ الله الأردن وفلسطين دائماً وأبداً وسائر بلادنا العربية والله دوماً من وراء القصد
مدار الساعة ـ نشر في 2023/11/03 الساعة 11:04