الدلاهمة يكتب: الفتن تتخفى وراء عدة أقنعة
مدار الساعة ـ نشر في 2023/11/01 الساعة 18:05
قـــــال الشــــاعــــر
يا أهل الفتن والكذب وأهل النميمة
يا مفرقة شمل القرايب والارحام
قطع الوصل بين القرايب والأرحام ظليمة
ما يدخل الجنة منافق ونمام
ونحن نمر هذه الأيام بظروف وأحداث كارثية تدمي القلوب وتدمع العيون وتحرق الأفئدة حتى تصل فينا إلى الشعور بالشك في كل ما هو محيط بنا وحتى الشك في مبادئنا وقيمنا وأكثر من ذلك.
ولا يزال السؤال الذي يصارع قلوبنا قبل عقولنا ما الذي يجري لنا؟
ما الذي اقترفناه حتى تتكالب علينا ذئاب العالم من كل حدب وصوب تنهش لحمنا وتهتك سترنا وتستبيح أعراضنا ؟ وتقتل أطفالنا وتهدم بيوتنا وما الذي اقترفناه حتى نحارب في أوطاننا والسؤال إلى متى ؟ إلى متى نبقى في هذه الحال المزرية.
إن الظلم والجرائم الفظيعة التي ترتكب في حق أهلنا المجاهدين والمرابطين في غزة العزة تدمى قلوبنا وتحرق أفئدتنا حتى أنها لم تترك لنا رغبة حتى في الحياة, فيكفي أن تمشي في شوارعنا أوأن تجلس في بيوتنا حتى نرى مدى الكآبة والحزن والقهر الذي سيطر على كل واحد منا ،كيف لا فمن لأهلنا في غزة غيرنا ونحن شعب امتزج فيه دماؤنا بروابط الدين الحنيف ورابطة الدم والقربى والنسب فهل يهنئ لنا العيش وكل واحد من أبناء شعبنا الأردني له أقارب أو أنسباء أو أصدقاء في الضفة الغربية من النهر أو غزة، وأنا مثال منهم فأخوالي في القدس تهجروا قسرا الى مخيم الدهيشة وأخوال أولادي في رام الله تهجروا الى غزة .
ونحن في خضم هذا الأسى والحزن يخرج علينا من يتاجر بمشاعرنا ومواقفنا بحجج ظلامية حتى يثير الفتنة والضغينة ويبث سمومه بين افراد الشعب الواحد مستغلا" حالة اللاوعي التي نمر بها من هول وصدمة ما نراه كل يوم من تنكيل لشعبنا المرابط والمجاهد، فنراهم يكيلون الاتهامات ويشعلون نار الاقليمية الضيقة والتي لم ولن تجد طريقها بيننا ما دمنا متمسكين بوحدتنا ومصيرنا الواحد .
ففلسطين وأهلها جزء أصيل وثابت من ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا ونقول ونوجه رسالتنا لأولئك الذين يسعون بفتنتهم وحقدهم أن يخلقوا شرخا" بين الشعب الاردني وقيادته الهاشمية، مؤكدين لهم في خضم هذه الصعاب تزداد ثقتنا بأن هذه القيادة والتي مر عليها الكثير من الضغوطات والمؤامرات حتى تحيد عن موقفها الثابت في دعم الشعب الفلسطيني العادل في اقامة دولته على ارضه التاريخية وأن يعيش بكرامة وحرية كاملة كباقي شعوب الأرض وصوت قيادتنا هو صوت الحق الذي يصدح على كل منبر دولي دون كلل أو ملل وأنها ستبقى على موقفها وعهدها الذي لا يقبل المساومة، وما قرار حكومتنا بسحب سفيرنا من اسرائيل ورفض استقبال سفيرهم في عمان حتى يمتثلوا للنداء العالمي بوقف العدوان على أهلنا في غزة الا دليلا على موقفها الثابت, وستبقى هذه القيادة الرئة التي يتنفس منها شعبنا المجاهد المحاصر في غزة.
ان شعبنا الاردني بمختلف أطيافه وانتمائتة قي ريفة وبوادية ومخيماتة ومدنه مطالب اليوم بأن يكون أكثر وعيا" لما يحاك في الغرف المظلمة من قوى الشر والفتنة والتي تحاول ان تضرب نسيجنا الوطني وان تجعل منا عبئاُ اضافياُ على دولتنا التي يمارس عليها الكثير من الضغوط السياسية والاقتصادية لتحيد عن موقفها التاريخي الثابت في نصرة قضيتنا المحورية. بدل ان نتجة جميعا" لهدف واحد هو نصرة اهلنا في غزة الصابرة وان نكون على درجة كبيرة من الوعي بأن الفتن تتخفى وراء عدة اقنعة وفي الأزمات يجد أصحابها تجارة رائجة لبث سمومهم واحقادهم.
مدار الساعة ـ نشر في 2023/11/01 الساعة 18:05