لا مزايدة على مواقف الاردن والملك

محمد خير القور
مدار الساعة ـ نشر في 2023/11/01 الساعة 17:35

ايمانا واقتناعا بعقيدة الأردن ارض الرباط عزز الهاشميون الاردن ليكون دولة انموذجا في الامن والاستقرار في الشرق الاوسط رغم التهاب جسد المنطقة المحيطة، اذ ثبت جهرا للجميع ان مكانة الاردن الاستراتيجية والرؤى الملكية شكت المخرز في عين الكائدين وسط التفاف القوات المسلحة جيشنا العربي المصطفوي مشكلين معاً عقيدة وطنية لأردن ثبت انه عظيم.

فرغم الموارد الطبيعية القليلة تمكنت الاردن ان تكون ارض الحمية والنخوة العربية متجسدا ذلك في فتح مضارب الاردن عونا لاشقائنا العرب المكلومين والمقهورين اثر ويلات الحروب محتمين في كنفن المملكة قيادة وشعبا وجيشا، لتتوالى على الاردن العظيم مصاعب وتحديات اقتصادية كثيرة الا ان ابقت على انموذج الوطن المغيث والحضن العربي الجامع والذي تمكن منذ 100 عام مضى مثالا يحتذى به في المواقف والرؤى .
وها نحن نعبر للمئوية الثانية من عمر الدولة الأردنية بعزم واقتدار واثقين بقيادتنا واستشرافها للمستقبل متابهين في تاريخيهم العروبي المتجذر عبر التاريخ ... نمضي بعزم لا نهاب الا الله ... متسلحين بإرادة حية مؤمنة.
اما اليوم فللوطن حق علينا ان نتفاخر بمنجزاته والمكانة المرموقة التي تحققت إقليميا ودوليا بفضل السياسية الحكيمة التي تمتاز باستقراء للاحداث والتحولات الاقليمية والدولية التي انتهجها ملوك بني هاشم على مر التاريخ، اذ حظي الأردن بسمعة غنية بالحكمة والدبلوماسية الذكية وتمتعنا بمصداقية والاحترام كبيرين في شتى انحاء العالم .
لتطبع في الاذهان لوحة الامان والاستقرار الذي لم يأتي من فراغ بل من جهود مدروسة بذلها الأردن قيادة وحكومة الامتمثلة في تعزيز العلاقات الخارجية التي أنمت بنمطها الأثر الحقيقي للفاعل الدولي المتمكن من التعامل مع عديد من الملفات الملقاة على عاتقه، وأدل بذلك على جملة من القضايا التي تتربع على أعلى سلم أولوياته وأهمها القضية الفلسطينية وما تمخض عنها من مستجدات وغزة عنوانها الرئيس الذي يأخذ المزيد من جهود قيادته الهاشمية التي ورثت القضايا العروبية جيلاً بعد جيل.
واكبر دليل مواقفنا الثابتة واصرارانا على القضية الفلسطنية ومتابعة مستفيضة في الاحداث الراهنة والمأساوية لاشقائنا في الضفة الغربية عموما وغزة خاصة اذ حمل جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين على كتفيه هموم الفلسطنيين ومعاناتهم لنقلها للعالم ومحاولات فرض السلام بكل ما اوتي من قدرة في سبيل تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية.
و تأكيداً على ما جاء به جلالة الملك في العديد من خطابات العرش السامي التي تلاها أمام مجلس الأمة وقادة الجيش الأردني وكافة الدبلوماسيين والسياسيين فقد كانت خطاباته و توجيهاته واضحة و معززة للجيش العربي المصطفوي حينما خاطبهم "انتم الأصدق قولاً والإخلاص عملاً"، وما جاء به من تأكيد جلالته خلال تلك الخطابات مخاطبهم بلغة الثقة والاتزان والحكمة سيما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية "ستبقى بوصلتنا فلسطين وتاجها القدس الشريف ولن نحيد عن الدفاع عن مصالحها وقضيتها العادلة حتى يستعيد الشعب الفلسطيني كامل حقوقه".
هاهو هذا الوطن المتماسك بكافة شرائحه وشرايينه يشكلون قبلة من العطاء وبانين جداراً متيناً أمام محاولات التظليل او تفسيخ الموقف العام في محاولة بائسه لزعزعة استقراره ، وزرع بذور الشر بين ابناء شعب الاردن العظيم وجيشه العربي مستغلين الظروف الصعبة الا ان كل محاولاتهم الضعيفة فشلت من خلخلة الجبهة الداخلية ، وحتى انحراف طفيف للبوصلة عن قضيتنا الحقيقية فبيئة الاردنيين المخصبة من الانتماء للهاشمين والوقوف خلف الجيش قائمة الى يوم الدين .
لنؤكد انه مهما تعالت أصوات الحاقدين المتنمرين على خير هذه الارض العظيمة لن تكسر عزيمتنا في الدفاع عن الأهل في فلسطين وغزة مستخدمين كافة الوسائل.
ليبقى الأردن رغم كافة انف الحاسدين والكاهرين واحة من الأمن والاستقرار ولن نحيد عن انسجامنا مع قيادتنا الهاشمية في الدفاع عن فلسطين الأبية وستبقى القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية تنعم بوصاية هاشمية ثابتين على عهد الاخوة مع اشقائنا الفلسطنيين لحين قيام دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس.

مدار الساعة ـ نشر في 2023/11/01 الساعة 17:35