الدكتور هيثم أبو الرب الرائد في هندسة الكهرباء والحاسوب: 'قطر سبّاقة في استقطاب العلماء العرب'
مدار الساعة ـ نشر في 2023/10/30 الساعة 14:02
مدار الساعة - هل يُمكن أن نتصوّر الحياة بدون كهرباء؟ ما أهمية الطاقة النظيفة؟ كيف يُمكننا تحقيق أمن الطاقة في ظل الاستهلاك المتزايد وسد احتياجات البشرية من الطاقة؟التفكير في هذه الأسئلة هو ما دفع الدكتور هيثم أبو الرب، الأستاذ في برنامج هندسة الكهرباء والحاسوب في جامعة تكساس إي أند أم في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، والمدير الإداري للمحطة الهندسية الاختبارية التابعة لمركز الشبكة الذكية في الجامعة، لتركيز اهتمامه على أمن الطاقة وتحديدًا مجالات الطاقة المتجددة والشبكات الذكية وفي قطر استطاع أن يقطع شوطًا كبيرًا في هذا المجال.يقول: "أهوى هذا المجال وتخصصت في دراسة الهندسة الكهربائية والطاقة المتجددة والبحث العلمي في هذا المجال، وذلك لأهميتها بالنسبة للبشرية كطاقة نظيفة ورخيصة ومتوفرة، وإيمانًا بأهمية أمن الطاقة لعالمنا وللأجيال القادمة، الذي لا يقل أهمية عن الأمن الغذائي أو أمن الماء. فأمن الطاقة له تأثير كبير على الوضع الجيوسياسي كما هو في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، حيث أصبحت الطاقة أهم سلاح في هذه الحرب، وخلال هذه المراحل، تدرك الدول معنى أمن الطاقة وأنه لا يقدر بثمن".عمل الدكتور أبو الرب في المجال الأكاديمي ومجال البحث العلمي في عدة دول منها بولندا وألمانيا وأمريكا وبريطانيا وفلسطين، حتى وصل إلى قطر عام 2006.يقول: "لطالما كانت قطر رائدة في استقطاب العلماء العرب، وكنت أسمع كثيرًا عن قطر والتطوّر العلمي والبحثي الذي يجري فيها والإمكانيات التي تمتلكها، والروابط التي أنشأتها قطر مع العلماء العرب أثارت اهتمامي كثيرًا، وكباحث كان لدي فضول لاستكشاف ما يجري في قطر، وحينها انتقلت من ألمانيا إلى قطر".من خلال تجربته، وجد الدكتور أبو الرّب أن دعم البحث العلمي والإمكانيات في قطر كانت أفضل بكثير مما حصل عليه في الخارج، مما يدل أن بلادنا العربية تستطيع أن تنجز إذا كانت هناك إرادة.يوضح قائلاً: "قطر كدولة عربية ومسلمة، تتميز بالإمكانيات العلمية التي تنافس تلك المتوفرة في البلدان المتقدمة، وأصبحت هي المكان المثالي بالنسبة لي ولأسرتي" مضيفًا: "عندما جئنا إلى قطر، كان شعوري بأنني وجدت نفسي من جديد، حيث وجدنا الثقافة والحضارة والعادات والتقاليد، وكل مقوّمات النجاح هنا".كما تحدث الدكتور أبو الرب عن التحديات التي تواجه استقطاب العلماء العرب المهاجرين، وأهمية تعزيز الروابط بين العلماء العرب ومنطقتهم، قائلاً: "ليس لدي أدنى شك بانتماء العرب إلى وطنهم العربي، وخروجهم من دولهم هو بسبب بحثهم عن فرصٍ أفضل، وحلم الكثير منهم هو العودة إلى وطننا العربي في حال توفرت الفرص والمناخ المناسب".أضاف: "الفرص موجودة، وقطر أكبر مثال على ذلك، وإلى جانب النجاح والتطوير، نجد نوعية الحياة والأمان الذي ننعم به. وشعورنا بأن كلّ ما نقدّمه هنا من إسهامات ولو كانت صغيرة ستُسهم في نهضة بلادنا وتطورها".أشار الدكتور أبو الرّب أيضًا إلى التحديات المتمثلة في استدامة الدعم المقدّم للبحث العلمي، قائلاً: "هناك نجاحات كثيرة، ومع الأسف لا يُستغل الكثير منها. عند تبني هذه المواهب وتمكينها لتثبت نفسها، يجب أن نحرص أيضًا على استمرارية هذا الدعم، بحيث لا يقتصر على التعليم والأبحاث فقط، بل دعم مخرجات هذه الأبحاث لتصل إلى الصناعة وتتحوّل إلى تكنولوجيا".أضاف: "لا يجب أن يقتصر دور العلماء على التدريس ونقل المعرفة، بل كذلك البحث العلمي المتقدّم، حيث لا تقتصر الاستمرارية في إنجاز مشروع معين، بل ما بعد ذلك، من خلال وضع آلية لتوفير الدعم لما بعد المشروع وكيفية نقل هذه الأبحاث إلى الصناعة. بذلك نضمن ليس فقط استقطاب الخبرات والكفاءات بل أيضًا استمراريتها في دولنا العربية".وعن المشاريع التي تحتاجها منطقتنا العربية، أوضح الدكتور أبو الرب أن "لكل دولة احتياجات وتحديات معينة، وقد تم إطلاق استراتيجية قطر الوطنية للبحوث العلمية التي تحقق احتياجات قطر والتي تأتي الطاقة بكل أنواعها والأمن السيبراني في أولوياتها.كجزء من مؤسسة قطر، أكّد الدكتور أبو الرب أن منظومة المؤسسة لها دور كبير في تحقيق هذه الأولويات الاستراتيجية موضحًا: "من خلال كوننا جزءًا من المنظومة المتكاملة في مؤسسة قطر، فإننا لا نعمل بصورة منفصلة، ولدينا شبكة تعاون مختلفة مع جامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، وكذلك جامعة قطر، حيث نعمل جنبًا إلى جنب في مشاريع مشتركة في مجال البحث العلمي والإشراف على أبحاث الطلاب، تدريس المواد والدورات التدريبية المشتركة للطلاب". لدينا كذلك تعاون جيد مع قطاع الصناعة مثل التعاون مع المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء "كهرماء".أصبح مركز الشبكات الذكية في جامعة تكساس أي أند أم، وهو فرع من مركز الشبكات الذكية في الولايات المتحدّة الأمريكية في جامعة تكساس الأم معروفًا عالميًا، وأشار الدكتور أبو الرب إلى جهود المركز في دعم العلماء العرب ذوي الخبرة في مجال الطاقة، قائلاً: "لدينا اتصالات مع عدة دول عربية والكثير من الطلاب في الدول العربية باتوا يفضلون أن يأتوا إلينا بدلاً من الاتجاه لدول الغرب لفرص التدريب، ونحن على تواصل دائم مع الجامعات في الوطن العربي للتبادل العلمي، واستقطاب طلاب الدكتوراه والباحثين لإجراء أبحاثهم هنا".
مدار الساعة ـ نشر في 2023/10/30 الساعة 14:02