الروح الفلسطينية
مدار الساعة ـ نشر في 2023/10/29 الساعة 01:44
مساحة أفغانستان بالكيلومتر المربع هي: (652,876) كيلو مترا مربعا, ومساحة العراق هي: (438 ألف كيلو متر مربع), بالمقابل مساحة غزة هي (365 كم مربعا)...
أميركا في العام 2003 احتاجت إلى (17) يوما للوصل إلى بغداد, والعراق كما هو معروف مترامي المساحات, وكان يمتلك ما يقارب النصف مليون جندي, وبعد أحداث 11 سيبتمر لم يستغرق الأمر شهورا لاحتلال أفغانستان وسقوط (طالبان) والقوى المتحالفة معها, والدخول إلى كابول, علما بأن عدد القوات المنخرطة في طالبان وقتها كان (200) ألف جندي, مزودين بأسلحة ثقيلة من دبابات ومدفعية وصواريخ مضادة للطائرات, وللعلم القوات الأميركية التي شاركت في احتلال العراق وأفغانستان كان تقديراتها (100) ألف جندي لكل بلد...
ما بين دخول بغداد واحتلال أفغانستان حتى حرب غزة يوجد أكثر من (20) عاما, هذا يعني أن القذائف تطورت.. يعني أيضا أن طائرة إف (35) الأحدث في العالم قد دخلت الخدمة, هذا يعني أيضا أن التكنلوجيا هي الأخرى تطورت كثيرا وماكنات الحرب صارت أكثر دقة.
حجم (غزة) لا يتعدى حجم ضاحية من ضواحي بغداد, هي بحجم الأعظمية تقريبا... مع ذلك يوجد حول محيط غزة الآن ما يقارب (200) ألف جندي إسرائيلي، وما يقارب ال (2000) آلية عسكرية من دبابة إلى ناقلة جنود.. ومع ذلك لم يستطيعوا للان دخلوها.
والأغرب أن المقاومة في غزة وخلال (7) ساعات استطاعت احتلال أضعاف مساحة القطاع من الكيان الصهيوني, وقتل (1400) إسرائيلي ما بين عسكري, واحتياط.. واستطاعت تدمير عشرات الاليات والإستيلاء على كنوز استخبارية وأجهزة تجسس.. علما بأن دخول بغداد ودخول (كابل) لم يصل قتلى قوات التحالف فيهما إلى هذا الرقم أبدا بل كان متواضعا جدا..
إسرائيل في التكنولوجيا والقدرة العسكرية تماثل الولايات المتحدة الأميركية تماما, فالسلاح الذي تحصل عليه هو ذات السلاح الذي يمتلكه الجيش الأميركي لا بل تتفوق عليه في مجال الدبابات, كون دبابة (الميركافا) الإسرائيلية, متفوقة على الدبابة الأحدث في الجيش الأميركي وهي (الأبرامز) من حيث التقنية ودقة التسديد وحجم التصفيح.
غزة ستبقى السر الذي حير العالم, وستبقى المقاومة فيها من أكثر الأسرار العسكرية تعقيدا.. فهم للان لم يستيطعوا اجتياحها، ويخافون من الاقتراب منها... وهذا بحد ذاته هو الإنتصار, فحين تعجز أكبر قوة في العالم عن دخول منطقة أصغر من مساحة ضاحية (مانهاتن) في نيويورك.. فهذا الأمر يحطم كل كليات الدراسات الدفاعية في العالم, وكل استراتيجيات الجيوش الكبرى.
في حرب أفغانستان, كانت القاذفات الأمريكية العملاقة.. تحلق من قبرص, وتقصف أفغانستان ثم تعود, كانت رحلتها تحتاج ل (12) ساعة على الأقل, بالمقابل مقاتل حماس.. الذي يقيم في مخيم البريج، يستطيع أن يضع طنجرة مقلوبة على الغاز في منزله، ثم يذهب إلى رفح في أقصى الجنوب كي يحضر علبة (رايب) ثم يعود إلى البريج..دون أن يقلق على احتراق المقلوبة.
ببساطة تلك هي المعادلة.. أن طناجر (المقلوبة) في غزة تتفوق على قاذفات اسرائيل الإستراتيجية..
هم في النهاية لا يريدون, احتلال غزة لأنهم يعرفون أنهم لن يستطيعوا ذلك.. كل ما يريدونه هو اكتشاف السر الذي جعل هذه البقعة الصغيرة من الأرض تهزم العالم..
الإجابة بسيطة وهي: الروح الفلسطينية... من يمتلك روحا فلسطينية, يستطيع أن يهزم أعتى قوة في العالم... وقد تجلت الروح والشخصية في وائل الدحدوح الذي فقد زوجته وابنته وابنه وحفيده, ثم خرج في اليوم الثاني بكل بسالة كي يكمل رسالته.. إذا كان المذيع في غزة يمتلك هذه الجرأة فما بالكم بالمقاتل؟
مدار الساعة ـ نشر في 2023/10/29 الساعة 01:44