الزيود يكتب: الصراع العربي الاسرائيلي للواجهة الدولية!

موسى الزيود
مدار الساعة ـ نشر في 2023/10/28 الساعة 23:51
أعادت أحداث قطاع غزة الجارية الآن، "الصراع العربي الأسرائيلي" أو ما يسمى ب "القضية الفلسطينية " إلى الواجهة الدولية من جديد.
أحداث عنوانها "القتل الوحشي" لشعب محروم من حقوقه وأبسطها دولة مستقلة كسائر شعوب العالم، يقابلها صمتاً من المجتمع الدولي الذي وجب عليه التحرك لوقف هذه الأعمال الوحشية للصهيونية .
وبعبارة أخرى، الى متى سيستمر المجتمع الدولي تجأهل في اعطاء الفلسطينيين حقوقهم القومية والسياسية والإنسانية المشروعة .
هذا الصراع بمسمياته المختلفة "ازمة الشرق الاوسط" او " القضية الفلسطينية" او "الصراع العربي الاسرائيلي" وظهوره في نهاية القرن التاسع عشر مع ظهور الصهيونية عام 1948 أسفر عنه خمسة حروب رئيسية وعدد كبير من النزاعات الصغيرة، التي راح ضحيتها، وفقا لما هو سائد، ما يزيد عن 200 الف قتيل، والتي جمعت اسرائيل والاطراف العربية الخمسة المجاورة ( الاردن، مصر، سوريا ولبنان اضافة للفلسطينين، خلال الأعوام ( 1948،1956، 1967، 1973، 1982).
وعبر قرن وربع القرن تقريبا، و كونه صراعا في قلب الامة العربية والاسلامية، تمارس فيه الصهيونية ادوارا وتأثيرات سعيا منها لشرعنة وجودها بالمنطقة، الا ان درجة الوعي بحقيقته وادراك مخاطره متفاوتة من جيل لآخر، ولا يتجدد الاهتمام به إلا مع كل ازمة ساخنة.
واحداث اليوم في قطاع غزة واستمرارها، هل ستنهي حالة اليأس التي سادت الشارع العربي منذ عشرات السنين، لتعود المعنويات الى مكوناته، بالرغم من التعتيم الاعلامي!!!
خمسون عاما على الصراع العربي الاسرائيلي، انقضى نصفها في حروب خاسرة، ونصفها الاخر في عمليات سلام " لا تسمن ولا تغني" ، لا سيما بعد ان تعدى هذا الصراع نطاقه العسكري ممتدا الى عقد تاريخية وحساسيات دينية، ونزاعات سياسية واختلافات ثقافية وتوترات مجتمعية ومقاطعة اقتصادية وتحالفات دولية، باشكال إكراهية مكشوفة.
لقد مر الصراع العربي الاسرائيلي بتقلصات عنيفة بين سلام لا يبدو ممكنا وحرب لم تعد محتملة، في ظل وجود اتصالات سياسية ومصادمات عسكرية متوازية، تدفع في كل اتجاه.
في هذا الاطار يجب التمييز بين نمطين من الحروب، الحرب الشاملة وهي التي تحارب فيها اطرافها بكل قواتها مستخدمة ما لديها من أسلحة وقدرات تدميرية وعلى نطاق واسع ضمن اهداف سياسية كبرى.
والاخرى، الحروب المحدودة، وهي صورة متطورة من الصراعات المسلحة وتستخدم فيها الدول بعض قدراتها العسكرية على ساحة عمليات محددة بعيدا عن العمليات الاستراتيجية، لتكون أهدافها سياسية محدودة.
واليوم العالم كله يتابع أحداث غزة التي تدور حول نفسها، في حلقة الموت التي محت من الوجود الالاف من اطفال ونساء ورجال وشيوخ الذين لم يرتكبوا الا ذنب الولادة في ارص مغتصبة، لا من عدو بل من عالم صامت منذ عقود على جريمة متمادية في حق شعب مشتت في اصقاع الارض، ومحروم من ادنى حقوقه، لا ومطالب في الوقت نفسه بادانة نفسه على المقاومة باللحم الحي، والصمود في وجه الحديد والنار والدمار الذي لا يعرف حدودا، بعدما الغت الهجمة الإسرائيلية كل الحدود بين الوحش والانسان.
فغزة اليوم اصبحت معزولة كاملا عن العالم، لتكون موطنا لمذابح يرتكبها الصهاينة بحق الاطفال والنساء المدنيين العزل كأعمال انتقامية حاقدة يقابلها صمت عالمي وعربي.
اما شكوى الغزيين فلله؛ مع قتلهم وتدمير قطاعهم وحصارهم ومنعهم من الماء والغذاء والدواء على مسمع ومرأى العالم.
واخيرا، هنالك قلم "يحرر" وآخر "يقرر"، وآخر "يبرر"، وآخر يحاول أن "يمرر"، وآخر "يكرر".
وهنالك قلم "متطور" وآخر "متورط"، وقلم يبعث الضوء، وآخر ينفث السوء، وقلم يستأمن وآخر يطعن، وآخر يخون.
وقلم "أسير"، وآخر "أجير" ، وقلم "يفزع" ، وقلم "يعزف"، وقلم "قاهر" ، وآخر "طاهر".
تعددت الأقلام والحبر واحد...
مدار الساعة ـ نشر في 2023/10/28 الساعة 23:51