السلطة الرابعة

ا.د سناء عبابنه
مدار الساعة ـ نشر في 2023/10/25 الساعة 15:39

يعد الاعلام سلطة تملك احداث التغيير بالكلمة والصورة. فللكلمة والصورة سطوة على ثقافة وعقلية المتلقي بحيث تترجم الى فكر يصدقه ويتبناه ولهذا فانه يجب اعداد الكلمة بشكل مهني ومقنع وطرح الصورة بشكل يتوافق والرسائل التي يتبناها الموقف الاعلامي كممثل صادق ومراه حقيقية لما يحدث على ارض الواقع بصدق ومهنية عالية بعيدا عن الاساءة او التحيز او المغالاة.

ان صياغة الاحداث ونقلها لا بد ان يتم بطريقة تتناسب ولغة وثقافة المتلقي وتراعي الخلفية الفكرية التي يحملها حول قضية ما. وهذا يتطلب اعلامي محترف، مثقف، مقنع ويدرك تماما خلفية الخبر واهدافة واهميته وطريقة عرضه.
ان منظومة صناعة الخبر تتضمن جهودا كبيرة تبدأ من دراسة تأثير المحتوى وتنتهي باستقطاب الرأي العام والتأثير عليه لاقناعه بمضمون الخبر، ولذلك فانه ومن خلال متابعتي هذه الفترة للاخبار على مختلف القنوات التلفزيونية ووسائل التواصل الاجتماعي، وجدت ان هناك بعض القنوات تعرض بعض الاخبار بتفاصيل مركزة على جزئيات تقصدها وتخدم اهدافها للتأثير على المتلقي وتحاول ان تغيب الصورة تماما عن احداث وجزئيات اخرى لنفس الغاية.
وفي هذا الاطار فأن الحرب الاعلامية لا تقل ضراوة عن الحرب الدبلوماسية او العسكرية، لذلك يتوجب على الاعلام أن يضع خططا واعية تراعي ثقافة الاخر وتهدف للتأثير على المتلقي لطرح قضايانا العادلة واظهار الصورة البشعة والجرائم التي ترتكب ضد الانسانية والطفولة التي يحاول الاعلام المضاد ان يخفيها ويختزلها ويجملها. وهذا يتطلب منا اعداد كوادر اعلامية واعية ومثقفة من حيث اللغة والمهنية وصناعة المحتوى ومخاطبة الجمهور واستيعاب متطلبات العالم الرقمي والسوشال ميديا.

مدار الساعة ـ نشر في 2023/10/25 الساعة 15:39