إعلام الأزمة
مدار الساعة ـ نشر في 2023/10/23 الساعة 03:12
أولادي يقرأون في (جوجل) عن غزة, أصغرهم أخبرني أمس.. أن هذه البقعة من فلسطين يوجد بها (8) مخيمات, تشكل الغالبية العظمى من سكانها, وأخبروني أيضا أن غلاف غزة يحتوي على أخصب الأراضي الزراعية, حتى الشهيد أحمد ياسين قرأوا عنه وأخبروني أن أصله يعود لبلدة (الجورة) قضاء المجدل.. هذا الجيل مختلف عنا.
أخبروني أيضا عن أكبر مخيمات غزة, أخبروني متى خرجت من السيادة المصرية... وأنا استمع لهم, كل ليلة حين يجلسون.. يتحدثون لي عما قرأوا, حتى أن أحدهم أخبرني أمس عن تدوينة للمثل الأمريكي (ميل جيبسون) تتعلق بنشره صورة لعلم إسرائيل ووضعه ساعة رملية بدل نجمة داوود في دلالة على انتهاء إسرائيل أو بداية زوالها.الملفت أن ياسر (ابني) الذي لم يتجاوز الـ(15) من عمره فقط, يقدم لي كل يوم معلومات متعلقة بمواقف المشاهير في الغرب, ومعلومات موثقة عن غزة.. عن الأرض الرملية, وعن المدى المسموح لقوارب الصيد في الوصول له.. معلومات ثرية ومهمة لا أعرفها, ولكني حين أصحو في الصباح متجها لعملي... وأدير قرص المذياع على إذاعاتنا المحلية, أصدم لما يبث... مجرد أغان حماسية, ومذيع يقرأ أدعية, ومذيعة أخرى... تتحدث عن الأطفال والنساء وتختم عبارتها بجملة: (شي بوجع الألب)... ومذيعة أخرى تتحدث أيضا عن المعركة وتقول في إطار دعمها للشعب الفلسطي?ي: (شي بيئهر).. هل هذا إعلام؟.ما يدور في غزة هو لحظة مصيرية من تاريخ العالم والمنطقة, وللأسف منذ بدأ الأزمة.. وأنا لا أسمع غير الأغاني الحماسية والأدعية, ونشرات الأخبار.. بالمقابل إبني الأصغر الذي لم يتجاوز ال(15) من عمره قال أمس: إسرائيل لن تدخل مخيمات غزة... لأن عرض الدبابة الإسرائيلية (3) أمتار تقريبا.. وزقاق المخيمات في غزة والشوارع لايتعدى عرضها ال (3) أمتار ونصف... حين سألته من أين عرفت ذلك أجابني بأنه قرأ الأمر من محلل عسكري إسرائيلي تحدث على ال (سي أن أن)..الإعلام وظيفته أن يمارس الوعي, لا أن يمارس (الفزعة) غير المنضبطة والمندفعة, كنت أتمنى حين أفتح على الإذاعات المحلية في الصباح, أن أستمع لشيء يرفع المعنويات.. لا لمذيعة تطلب منا أن نتحلى (بالطاءة الإيجابية).. كنت أتمنى أن نستمع لسرد عن تاريخ غزة عن بنيتها الإجتماعية, وسر صمودها.. لا أن نستمع لمذيع تشعر أنه في (هوشة).. ولا تشعر أبدا بأنه يدرك معنى الحديث خلف مايكريفون يستمع له عبره عشرات الألوف من الناس.احترموا الأجيال الجديدة, التي تبحث في أجهزتها الخلوية عن المعلومة.. والفكرة, والتي تخرج خارطة غزة كاملة, وتقرأ الأحداث... وتستمع لما يقوله (ميل جيبسون).. وتقارن بين التاريخ والحاضر..أنا بين جيلين, جيل أستمع له في الصباح... وهو يمثل غياب الوعي تماما, ويعتقد أن مناصرة القضية تكون بالأغاني والصراخ على المايكريفون, والجيل الاخر هم الفتية الذين فهموا لغة العالم ويقاتلون دفاعا عن غزة بتدوينات إنجليزية... وبالدخول لمواقع غربية ونشر روايتنا.بعد انتهاء الأزمة وانتصارنا, على الدولة أن تعيد النظر في إعلامها..
أخبروني أيضا عن أكبر مخيمات غزة, أخبروني متى خرجت من السيادة المصرية... وأنا استمع لهم, كل ليلة حين يجلسون.. يتحدثون لي عما قرأوا, حتى أن أحدهم أخبرني أمس عن تدوينة للمثل الأمريكي (ميل جيبسون) تتعلق بنشره صورة لعلم إسرائيل ووضعه ساعة رملية بدل نجمة داوود في دلالة على انتهاء إسرائيل أو بداية زوالها.الملفت أن ياسر (ابني) الذي لم يتجاوز الـ(15) من عمره فقط, يقدم لي كل يوم معلومات متعلقة بمواقف المشاهير في الغرب, ومعلومات موثقة عن غزة.. عن الأرض الرملية, وعن المدى المسموح لقوارب الصيد في الوصول له.. معلومات ثرية ومهمة لا أعرفها, ولكني حين أصحو في الصباح متجها لعملي... وأدير قرص المذياع على إذاعاتنا المحلية, أصدم لما يبث... مجرد أغان حماسية, ومذيع يقرأ أدعية, ومذيعة أخرى... تتحدث عن الأطفال والنساء وتختم عبارتها بجملة: (شي بوجع الألب)... ومذيعة أخرى تتحدث أيضا عن المعركة وتقول في إطار دعمها للشعب الفلسطي?ي: (شي بيئهر).. هل هذا إعلام؟.ما يدور في غزة هو لحظة مصيرية من تاريخ العالم والمنطقة, وللأسف منذ بدأ الأزمة.. وأنا لا أسمع غير الأغاني الحماسية والأدعية, ونشرات الأخبار.. بالمقابل إبني الأصغر الذي لم يتجاوز ال(15) من عمره قال أمس: إسرائيل لن تدخل مخيمات غزة... لأن عرض الدبابة الإسرائيلية (3) أمتار تقريبا.. وزقاق المخيمات في غزة والشوارع لايتعدى عرضها ال (3) أمتار ونصف... حين سألته من أين عرفت ذلك أجابني بأنه قرأ الأمر من محلل عسكري إسرائيلي تحدث على ال (سي أن أن)..الإعلام وظيفته أن يمارس الوعي, لا أن يمارس (الفزعة) غير المنضبطة والمندفعة, كنت أتمنى حين أفتح على الإذاعات المحلية في الصباح, أن أستمع لشيء يرفع المعنويات.. لا لمذيعة تطلب منا أن نتحلى (بالطاءة الإيجابية).. كنت أتمنى أن نستمع لسرد عن تاريخ غزة عن بنيتها الإجتماعية, وسر صمودها.. لا أن نستمع لمذيع تشعر أنه في (هوشة).. ولا تشعر أبدا بأنه يدرك معنى الحديث خلف مايكريفون يستمع له عبره عشرات الألوف من الناس.احترموا الأجيال الجديدة, التي تبحث في أجهزتها الخلوية عن المعلومة.. والفكرة, والتي تخرج خارطة غزة كاملة, وتقرأ الأحداث... وتستمع لما يقوله (ميل جيبسون).. وتقارن بين التاريخ والحاضر..أنا بين جيلين, جيل أستمع له في الصباح... وهو يمثل غياب الوعي تماما, ويعتقد أن مناصرة القضية تكون بالأغاني والصراخ على المايكريفون, والجيل الاخر هم الفتية الذين فهموا لغة العالم ويقاتلون دفاعا عن غزة بتدوينات إنجليزية... وبالدخول لمواقع غربية ونشر روايتنا.بعد انتهاء الأزمة وانتصارنا, على الدولة أن تعيد النظر في إعلامها..
مدار الساعة ـ نشر في 2023/10/23 الساعة 03:12