المجزرة الصهيونية فى المستشفى المعمدانى: القنابل الأمريكية بيد الجيش الإسرائيلى

حسين دعسة
مدار الساعة ـ نشر في 2023/10/18 الساعة 12:50
شكل الكشف الإعلامى الاستقصائى المهم لصحيفة «وول ستريت جورنال الأمريكية» حالة ذهول وغضب اجتاحت المنطقة والإقليم والمجتمع الدولى، الصحيفة نقلت عن مصادرها أن: «القنبلة الصاروخية التى استهدفت المستشفى المعمدانى، هى أمريكية الصنع من طراز MK، وهى تحمل ما يقارب 925 كيلو من المواد شديدة الانفجار»، ضربتها طائرات سلتج الجو الصهيونى، وهو ما أشار آلية تنظيم «الجهاد الإسلامى» بالقول: الاستهداف كان بقصف جوى أطلق من طائرة حربية إسرائيلية مشابهة «تمامًا للتى تقوم بالقصف الذى يشاهده العالم على مدار الساعة».* ليس مهمًا الدانة يا «جوتيريش» ضج العالم من هول المجزرة الصهيونية التى تمت بيد طائرات العدو الإسرائيلى المحتل، التى قصفت المستشفى العربى الأهلى المعمدانى فى وسط غزة، واستُشهد فى المجزرة ما يزيد على ٥٠٠ مواطن فلسطينى، المرضى والأهالى، وممن لجأ إلى ساحة المستشفى للحماية من حرب نتنياهو المتطرف الصهيونى على قطاع غزة. وفى حديث الفلسطينى، المكلوم، المشرد داخل متاهة ما يجرى فى غزة، بات الحديث، عن الإفلاس الذى يشمل المجتمع الدولى، وتلك الرخص التى قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا المحتل، رخص الحرب والانتقام أمام العالم الذى يرى يشاهد دمار وتهجير وموت الفلسطينيين، فكانت أقوال الشارع الفلسطينى والعربى والإسلامى ترفض إدانة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش جراء ما وصفه البيان بـ «قصف» مستشفى الأهلى المعمدانى فى غزة، الذى أفادت التقارير الأولية،حسب بيان الأمم المتحدة، بأنه أدى إلى مقتل المئات وأصاب الكثيرين بجراح، من بينهم نساء وأطفال. وفى توقيت متصل قال متحدث باسم جيش الإحتلال: «كنا قد أنذرنا بإخلاء مستشفى المعمدانى و5 مستشفيات أخرى». وفى تطور آخر، أكدت الأمم المتحدة أن روسيا والإمارات العربية ودولًا أخرى طلبت عقد اجتماع لمجلس الأمن لمناقشة المجزرة التى ارتكبها الاحتلال الإسرائيلى بقصفه مستشفى المعمدانى بغزة. مما أتيح فى واقع الحدث، المجزرة، ما لفت إليه رئيس المكتب السياسى لحركة المقاومة الإسلامية، حماس، إسماعيل هنية، من أن: هذه المجزرة ستشكل نقطة تحول وطوفان يضاف إلى طوفان الأقصى، وحاول حزب الله استعراض مجازر الاحتلال عندما أشار: هذه المجزرة هى استكمال لما سبقتها من مجازر منذ نشأة هذا الكيان المجرم الغاصب فى دير ‌‌ياسين وحولا وصبرا وشاتيلا وصولًا إلى مجزرتى قانا وسواها على امتداد سنوات ‌الاحتلال التى تكشف الوجه الحقيقى الاجرامى لهذا الكيان وراعيه الشيطان.استقبال دموى قدمه نتنياهو لبايدنالرئيس الأمريكى جو بايدن تحرك لزيارة دولة الاحتلال، نتنياهو أعد الاستقبال الدموى، مجزرة ذهب ضحيتها المئات من أهالى غزة، الذين احتموا فى المستشفى المعمدانى، وهو، أى بايدن، كان يعد إدارته بجولة لم تعلن تفاصيلها، وقمة تأجلت من المفترض أنها كانت ستعقد فى العاصمة الأردنية عمان، وهى تأجلت حسب بيان الخارجية الأردنية، الذى شدد: ستعقد القمة فى الوقت الذى سيكون قرارها وقف الحرب ووقف هذه المجاز... فى الواقع وضمن مساعى الأردن ومصر، كانت الدولتان اللتان ستشاركان فى القمة الرباعية، تأمل فى وقف الحرب ومنع تهجير أهالى غزة إلى دول الجوار، ووضع حلول لإنهاء الحرب وحل القضية الفلسطينية، وهنا كانت إدانة الملك عبدالله الثانى، حاسمة، تؤشر على تطرف الاحتلال واستناده إلى لغة المجاز وأحداث التهجير ونكبة جديدة تحل على الشعب الفلسطينى، وهو ما قال الملك إنه مرفوض وخط أحمر، لأن مصر والأردن، والجهود الدبلوماسية من المجتمع الدولى ترفض ذلك تمامًا. ومن جهته، قال الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى إن مصر والشعب المصرى: ندين القصف الإسرائيلى لمستشفى المعمدانى ونؤكد رفضنا لاستمرار هذه الممارسات ضد المدنيين ونطالب بوقفها بشكل فورى.*.. عمليًاالمجتمع الدولى، وحتى المجموعة الأوروبية والدول العربية والإسلامية، نترقب، بعد هذه المجزرة الصهيونية، عن الطريقة والأسلوب الذى سيبدأ به الرئيس الأمريكى جولته فى إسرائيل وقد يطرأ جولات أخرى على دول المنطقة، والإعلام الدولى والعربى يؤشر إلى أن الاحتلال الإسرائيلى، يستبق زيارة ‎بايدن إلى المنطقة بارتكاب مجزرة ‎ المستشفى المعمدانى.تداعيات أممية حول مجزرة المستشفى المعمدانى تسارعت التقارير والرؤى وردود الأفعال الأممية والدولية على استشهاد مئات المدنيين فى قصف المستشفى المعمدانى شمال غزة، ما أدى إلى المزيد من التصعيد فى طرفى الحرب، وزيادة مخاطر نتائج عدم الحماية للمدنيين، المجزرة جاءت لتأكيد أن اليد الصهيونية تستخدم السلاح الأمريكى والأوروبى لمجرد القتل والموت وإثارة الرعب التطرف الدينى اليهودى التوراتية لحكومة السفاح نتنياهو التى تمارس الإرهاب والعنصرية والتباكى فى مواجهة مع المجتمع الدولى الصامت،.. ولكن إلى متى؟منظمة الصحة العالمية: المستشفى كان به مرضى وعاملون فى المجال الطبى منظمة الصحة العالمية أدانت الهجوم بشدة على وسائل التواصل الاجتماعى، ثم فى مؤتمر صحفى حول الوضع الصحى والإنسانى فى الأرض الفلسطينية المحتلة وقطاع غزة.وقال المدير الإقليمى للمنظمة لإقليم شرق المتوسط الدكتور أحمد المنظرى إن المستشفى كان يعمل وبه مرضى وعاملون فى المجال الطبى ونازحون يحتمون به. وذكر أنه كان من بين 20 مستشفى فى شمال قطاع غزة، تلقى أوامر من الجيش الإسرائيلى بالإخلاء والتوجه جنوبًا. كما أن تنفيذ تلك الأوامر مستحيل لعدة أسباب منها انعدام الأمن والظروف الحرجة للكثيرين من المرضى وعدم توفر سيارات الإسعاف وأماكن الإيواء البديلة للنازحين.اليونيسف: فزع الحرب المستمرة على الأطفال والعائلات المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل أصدرت بيانًا قالت فيه: «أشعر بالفزع إزاء التقارير التى تفيد بمقتل وإصابة أطفال ونساء فى أعقاب الهجوم على المستشفى الأهلى فى قطاع غزة هذا المساء».وإن الهجوم يؤكد التأثير المميت الذى تحدثه هذه الحرب المستمرة على الأطفال والعائلات. ففى 11 يومًا فقط، فقد مئات الأطفال حياتهم بشكل مأساوى، لا يشمل ذلك وفيات اليوم، وأصيب الآلاف بالجراج، ونزح أكثر من 300 ألف طفل من منازلهم».صندوق الأمم المتحدة للسكان: على العالم أن يتحرك فورًاالمديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان فى الدول العربية، ليلى بكر، استنكرت قصف المستشفى. وقالت: «على العالم أن يتحرك فورًا لإنهاء دائرة العنف وحماية الأبرياء. استهداف المستشفيات والمنشآت الصحية والعاملين فى المجال الصحى، جريمة لا يجب التساهل معها».مفوضية حقوق الإنسان: لا نعلم حتى الآن الحجم الكامل لهذه المذبحة مفوض الأمم المتحدة السامى لحقوق الإنسان، فولكر تورك، قال: «يخوننى التعبير. الليلة قُتِل مئات الأشخاص بصورة مفجعة فى قصف مهول على المستشفى الأهلى العربى (المعمدانى) فى مدينة غزة، بمن فيهم مرضى وعمال صحة وعائلات كانت تلتمس الملاذ فى المستشفى وحوله. مرة أخرى، الأكثر ضعفًا».ولفت إلى أن المستشفيات بمثابة مكان مقدس، «ويجب حمايته بأى ثمن»، وقال: «لا نعلم حتى الآن الحجم الكامل لهذه المذبحة، لكن الأمر الواضح هو أن أعمال العنف والقتل يجب أن تتوقف على الفور».منسق عملية السلام: الهجوم مروعمنسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام فى الشرق الأوسط، تور وينسلاند، أدان بأشد العبارات «الهجوم المروع على المستشفى المعمدانى» وأبدى تعاطفه مع أسر الضحايا. وينسلاند رفض الهجمات ضد المدنيين لأن مرافق الصحة وأفرادها يتمتعون بحماية خاصة وفق القانون الإنسانى الدولى، وقال: «لا يمكن أن يواصل المدنيون دفع الثمن. يجب أن يتوقف العنف والرعب».كان المنسق الخاص وينسلاند، غالبًا ما يشير إلى أن تنامى الاحتلال وتزايد العنف، بالإضافة إلى الإرهاب وغياب الأفق السياسى، وهى أمور مكنت المتطرفين وتقوض آمال الفلسطينيين والإسرائيليين، على حد سواء، فى إمكانية التوصل إلى حل للصراع.وهى مجزرة، جعلها الجيش الصهيونى المتطرف فى مواجهة الشعب الفلسطينى ودول العالم تضاف إلى عشرات المجاز الصهيونية التى تركت جروحها المؤلمة على طبيعة الصراع الفلسطينى الإسرائيلى.دولة الاحتلال تعيد همجية القرون الوسطى لسفك المزيد من الدماء، وهناك من يعتبرها دولة ديمقراطية فى هذا العالم الذى تنهشه الحروب وشريعة الغاب على الطريقة الأمريكية الأوروبية التى تستعيد فكر الاستعمار بوقاحة.
مدار الساعة ـ نشر في 2023/10/18 الساعة 12:50