'اللوبي الإسرائيلي' في روسيا.. ينقلِب على 'بوتين'؟
مدار الساعة ـ نشر في 2023/10/18 الساعة 03:53
العنوان أعلاه يُلخص ما كتبه/الأحد الماضي, الفيلسوف الروسي الشهير/ الكسندر دوغين (الذي يُوصف بأنه «عقل بوتين"), لافتاً فيه إلى أن «مصير اللوبي الإسرائيلي الذي يتمتع بسيادة شبه كاملة داخل روسيا, والذي يتعاطف بالتأكيد وبشكل علني مع الصهاينة المُتطرفين في إسرائيل, أصبح مَوضع تساؤل في روسيا", كما قال حرفياً.
من هنا تبدو الحاجة مُلحة وضرورية للإضاءة على مقالة البروفيسور/دوغين, التي تكشف من بين أمور أخرى, جملة من المؤشرات والمواقف التي يتّخذها اللوبي الإسرائيلي في روسيا, والذي من الأدقّ وصفه باللوبي اليهودي/المُتصهّين, والذي يبدو أن دوغين حاذرَ تسميته باسمه الصريح, حتى لا يُوقِع نفسه في فخّ وتهمة «مُعاداة السامية", كسيف تُشهره الدوائر اليهودية والمتصهينة, في وجه أي سياسي أو صحافي/إعلامي. مثقف أو مؤرخ, باحث أو أكاديمي, يُفكّر أو يحاول دحض الرواية الصهيو ــ يهودية. سواء في ما خصّ اسطورة الهولوكوست, أم خصوصاً إنتقا? الحركة الصهيونية العنصرية, ودائماً في رفض أو معارضة سياسات دولة العدو الاستعمارية العنصرية الاستيطانية, وحروب الإبادة الجماعية وجرائم الحرب التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني, في قطاع غزَّة والضفة الغربية.يقول دوغين: المشكلة «الكبرى» الآن في روسيا تكمن في اللوبي القوي والمُؤثر المُؤيد لإسرائيل. معظمهم–يُضيف دوغين وفق ترجمة الصديق الدكتور/زياد الزبيدي–منذ بداية الحرب في أوكرانيا, إتّخذوا موقفاً وطنياً «مُتطرفاً» عن عمد ودعموا بوتين علَناً, ولكن الآن–يواصل دوغين–تغيّر الوضع بشكل كبير. ثم يذهب دوغين إلى مُقارنة لافتة بين موقف الزعيم السوفياتي"ستالين» من إسرائيل و"تحوّلات» الأخيرة, على النحو التالي: «ستالين دعم إسرائيل والصهيونية اليسارية إلى حد ما. وبادله الصهاينة بالدعم. وبعد ذلك، عندما وقفت إسرائيل تضامناً م? الغرب، غيّر ستالين موقفه بشكل حاد. ومن ثم تبدأ نظرية المُؤامرة حول قضية الأطباء، بيروبيدجان ووفاة الزعيم ستالين. وهنا، نتوقف». ومع ذلك، هناك بعض التشابه. ليس قوياً جداً، حقاً. لكن موسكو، ولأسباب أكثر واقعية وبرودة، لا ولن تستطيع دعم إسرائيل. لكن إسرائيل لا تحتاج إلى مثل هذا الدعم، فالولايات المتحدة وحلف الناتو يقفان خلفها. وفي نفس الوقت، روسيا تقاتل الولايات المتحدة وحلف الناتو في أوكرانيا. ومع وجود مليار مسلم يقفون بشكل عام إلى جانب روسيا، والذين يتطلعون الآن بشكل خاص إلى موسكو، فإن الخلاف والشجار وافساد?الصداقة معهم سيكون بمثابة الانتحار.المثال الذي ذكره دوغين أعلاه أراد توظيفه في المشهد الراهن, رغم أنه لم يفصّل لنا قضية أطباء"بيروبيدجان", التي تبدو مثيرة للنقاش والدخول في «صميم» الدور اليهودي الصهيوني في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية. إذ يقول: «ومع ذلك، هناك بعض التشابه. ليس قوياً جداً، حقاً. لكن موسكو، ولأسباب أكثر واقعية وبرودة، لا ولن تستطيع دعم إسرائيل. لكن اسرائيل لا تحتاج إلى مثل هذا الدعم. فالولايات المتحدة وحلف الناتو يقفان خلفها. وفي نفس الوقت، روسيا تقاتل الولايات المتحدة وحلف الناتو في أوكرانيا. ومع وجود مليار مسلم يقفون ب?كل عام إلى جانب روسيا، والذين يتطلعون الآن بشكل خاص إلى موسكو، فإن الخلاف والشجار وإفساد الصداقة معهم سيكون بمثابة الانتحار».ما موقف هؤلاء من الإبادة الجماعية التي تُرتكب في غزة؟.يقول دوغين: (إن مصير اللوبي الإسرائيلي الذي يتمتع بسيادة شبه كاملة داخل روسيا، والذي يتعاطف بالتأكيد وبشكل علني مع الصهاينة المتطرفين، أصبح موضع تساؤل. علاوة على ذلك، أعرب الليبراليون الذين فرّوا من روسيا بنشاط وبصوت عالٍ «عن تضامنهم مع الإبادة الجماعية للفلسطينيين").ما موقف «بوتين"؟.يجيب دوغين:"هذا مفترق طرق خطير للغاية. إن البقاء مُخلصاً للكرملين يعني الوقوف إلى جانب الانتفاضة الفلسطينية. لكن الانفصال عنه في ظروف الحرب في أوكرانيا أمر محفوف بالمخاطر للغاية. لذا فإن اللوبي «الروسي» المؤيد لإسرائيل في وضع صعب. علاوة على ذلك، فإن بوتين، بكل دقته المعتادة، لا يقف بشكل واضح إلى جانب إسرائيل, ويستمر في الإصرار على حل الدولتين، ويدين (ولو بحذر) الإبادة الجماعية في قطاع غزة.ما «رأي» إسرائيل في الموقف الروسيّ؟.يُجمله دوغين تالياً:» بالنسبة لإسرائيل، التي تعيش حالة طوارئ، فإن هذا لم يعد مقبولاً. كل أولئك الذين لا يدعمونها الآن بشكل كامل وغير مشروط (هم أعداء). وبعد ذلك، مع بدء العملية البرية، عندما تتزايد الخسائر البشرية في صفوف الفلسطينيين، فـ(من المُؤكد أن روسيا ستبدأ في الاحتجاج بشكل أكثر وضوحاً وبصوت عالٍ). لذلك ـ يختِم ـ لا يزال من الصعب التنبؤ بالكيفية التي ستؤول إليها الأمور. لكن هذه مسألة خطيرة.**إستدراك:لفتت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية, أن «بوتين» هو أحد زعماء العالم القلائل, الذين لم يتّصلوا بنتنياهو للتعبير عن «تعازيهم", بأكثر من 1300 إسرائيلي, قُتلوا على يد حماس في الهجوم».
من هنا تبدو الحاجة مُلحة وضرورية للإضاءة على مقالة البروفيسور/دوغين, التي تكشف من بين أمور أخرى, جملة من المؤشرات والمواقف التي يتّخذها اللوبي الإسرائيلي في روسيا, والذي من الأدقّ وصفه باللوبي اليهودي/المُتصهّين, والذي يبدو أن دوغين حاذرَ تسميته باسمه الصريح, حتى لا يُوقِع نفسه في فخّ وتهمة «مُعاداة السامية", كسيف تُشهره الدوائر اليهودية والمتصهينة, في وجه أي سياسي أو صحافي/إعلامي. مثقف أو مؤرخ, باحث أو أكاديمي, يُفكّر أو يحاول دحض الرواية الصهيو ــ يهودية. سواء في ما خصّ اسطورة الهولوكوست, أم خصوصاً إنتقا? الحركة الصهيونية العنصرية, ودائماً في رفض أو معارضة سياسات دولة العدو الاستعمارية العنصرية الاستيطانية, وحروب الإبادة الجماعية وجرائم الحرب التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني, في قطاع غزَّة والضفة الغربية.يقول دوغين: المشكلة «الكبرى» الآن في روسيا تكمن في اللوبي القوي والمُؤثر المُؤيد لإسرائيل. معظمهم–يُضيف دوغين وفق ترجمة الصديق الدكتور/زياد الزبيدي–منذ بداية الحرب في أوكرانيا, إتّخذوا موقفاً وطنياً «مُتطرفاً» عن عمد ودعموا بوتين علَناً, ولكن الآن–يواصل دوغين–تغيّر الوضع بشكل كبير. ثم يذهب دوغين إلى مُقارنة لافتة بين موقف الزعيم السوفياتي"ستالين» من إسرائيل و"تحوّلات» الأخيرة, على النحو التالي: «ستالين دعم إسرائيل والصهيونية اليسارية إلى حد ما. وبادله الصهاينة بالدعم. وبعد ذلك، عندما وقفت إسرائيل تضامناً م? الغرب، غيّر ستالين موقفه بشكل حاد. ومن ثم تبدأ نظرية المُؤامرة حول قضية الأطباء، بيروبيدجان ووفاة الزعيم ستالين. وهنا، نتوقف». ومع ذلك، هناك بعض التشابه. ليس قوياً جداً، حقاً. لكن موسكو، ولأسباب أكثر واقعية وبرودة، لا ولن تستطيع دعم إسرائيل. لكن إسرائيل لا تحتاج إلى مثل هذا الدعم، فالولايات المتحدة وحلف الناتو يقفان خلفها. وفي نفس الوقت، روسيا تقاتل الولايات المتحدة وحلف الناتو في أوكرانيا. ومع وجود مليار مسلم يقفون بشكل عام إلى جانب روسيا، والذين يتطلعون الآن بشكل خاص إلى موسكو، فإن الخلاف والشجار وافساد?الصداقة معهم سيكون بمثابة الانتحار.المثال الذي ذكره دوغين أعلاه أراد توظيفه في المشهد الراهن, رغم أنه لم يفصّل لنا قضية أطباء"بيروبيدجان", التي تبدو مثيرة للنقاش والدخول في «صميم» الدور اليهودي الصهيوني في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية. إذ يقول: «ومع ذلك، هناك بعض التشابه. ليس قوياً جداً، حقاً. لكن موسكو، ولأسباب أكثر واقعية وبرودة، لا ولن تستطيع دعم إسرائيل. لكن اسرائيل لا تحتاج إلى مثل هذا الدعم. فالولايات المتحدة وحلف الناتو يقفان خلفها. وفي نفس الوقت، روسيا تقاتل الولايات المتحدة وحلف الناتو في أوكرانيا. ومع وجود مليار مسلم يقفون ب?كل عام إلى جانب روسيا، والذين يتطلعون الآن بشكل خاص إلى موسكو، فإن الخلاف والشجار وإفساد الصداقة معهم سيكون بمثابة الانتحار».ما موقف هؤلاء من الإبادة الجماعية التي تُرتكب في غزة؟.يقول دوغين: (إن مصير اللوبي الإسرائيلي الذي يتمتع بسيادة شبه كاملة داخل روسيا، والذي يتعاطف بالتأكيد وبشكل علني مع الصهاينة المتطرفين، أصبح موضع تساؤل. علاوة على ذلك، أعرب الليبراليون الذين فرّوا من روسيا بنشاط وبصوت عالٍ «عن تضامنهم مع الإبادة الجماعية للفلسطينيين").ما موقف «بوتين"؟.يجيب دوغين:"هذا مفترق طرق خطير للغاية. إن البقاء مُخلصاً للكرملين يعني الوقوف إلى جانب الانتفاضة الفلسطينية. لكن الانفصال عنه في ظروف الحرب في أوكرانيا أمر محفوف بالمخاطر للغاية. لذا فإن اللوبي «الروسي» المؤيد لإسرائيل في وضع صعب. علاوة على ذلك، فإن بوتين، بكل دقته المعتادة، لا يقف بشكل واضح إلى جانب إسرائيل, ويستمر في الإصرار على حل الدولتين، ويدين (ولو بحذر) الإبادة الجماعية في قطاع غزة.ما «رأي» إسرائيل في الموقف الروسيّ؟.يُجمله دوغين تالياً:» بالنسبة لإسرائيل، التي تعيش حالة طوارئ، فإن هذا لم يعد مقبولاً. كل أولئك الذين لا يدعمونها الآن بشكل كامل وغير مشروط (هم أعداء). وبعد ذلك، مع بدء العملية البرية، عندما تتزايد الخسائر البشرية في صفوف الفلسطينيين، فـ(من المُؤكد أن روسيا ستبدأ في الاحتجاج بشكل أكثر وضوحاً وبصوت عالٍ). لذلك ـ يختِم ـ لا يزال من الصعب التنبؤ بالكيفية التي ستؤول إليها الأمور. لكن هذه مسألة خطيرة.**إستدراك:لفتت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية, أن «بوتين» هو أحد زعماء العالم القلائل, الذين لم يتّصلوا بنتنياهو للتعبير عن «تعازيهم", بأكثر من 1300 إسرائيلي, قُتلوا على يد حماس في الهجوم».
مدار الساعة ـ نشر في 2023/10/18 الساعة 03:53