بانتظار النتائج
قد تكون حالة القلق من « التوجيهي « مشروعة ، لما فيها من تقرير مصير بالنسبة للطلبة واهاليهم، لاننا لم نجد بدائل منطقية وواقعية تذهب بكابوس « التوجيهي « ،حتى ان الاجراءات الاخيرة ،رغم جديتها والحديث عن اعادة الهيبة لهذا الامتحان الوطني ،الا ان الاجراءات اخذت طابعا اداريا وامنيا واعلاميا اكثر منه تربويا وتعليميا.
فالامني والاداري ،تمثل باشراك ديوان المحاسبة في الرقابة على الاجراءات ،والصرامة في نقل الاسئلة وفتحها ،واعتبارها وثائق محمية ، عدا ، عن تواجد أمني لافت امام قاعات الامتحان–جزء منه مسلح–وتفتيش الطلبة ، واجهزة تشويش ، وتعطيل لمنظومة الاتصالات واصبح جزء منه يمس المجتمع مثل خدمات « الواتس اب «.
اما الاعلامي فالتقارير عن مجريات الامتحان اضحت ضرورة يومية ،بما تشتمل عليه ،من تفقد القاعات لكبار المسؤولين ،وعدد حالات الغش ،وصعوبة الاسئلة ،واجتهادات المراكز الخصوصية في الاجابات.
والخاتمة الاعلامية لا تتم الا بمزيد من فوضى التخمينات والتوقعات بموعد اعلان النتائج ، فخلال هذه الفترة تجهد وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي للعب باعصاب الناس حول الموعد ،فمجرد كلمة عابرة لناشر «بوست» وهاوي مشاكسة على مواقع « الفيس بوك « سرعان ما تسري الاشاعة كالنار في الهشيم ، وكل ذلك لفائدة شركات الاتصالات ، فيكثر مستخدمو وسائل الاتصال باعداد لاتنتهي عند حد الاشاعة ، بل تتطور الى معدلات وتهاني لنتائج لم تعلن بعد.
مصادر التربية العليا تقر ان «ساعة الصفر» لاعلان النتائج لم تعرف بعد.
اذا كانت ترتيبات عقد الامتحان تحتاج لمثل هذا الجهد ،فان النتائج تحتاج لتنسيق مع الامن ،لمراقبة اطلاق العيارات النارية ،ومواكب الناجحين، وشركات الاتصالات، وجاهزية المواقع الرسمية لاعلان النتائج ،لاستيعاب حجم الدخول وخاصة في الدقائق الاولى ،ولا ننسى محلات الحلويات لزيادة انتاجها حتى لا تؤخذ على حين غرة.
نحتاج لجهد تربوي تعليمي لتطوير التوجيهي،وجهد ايضا لتحديد مثالي لموعد اعلان النتائج ،لا يربك الاردن بكل مؤسساته.
الرأي