أ.د. بلال ابوالهدى خماش
لقد سمحت وزارة الداخلية في اردننا العزيز منذ عقود ماضية بفتح وترخيص حوالي مائتي مكتب لاستقدام خادمات وعاملات المكاتب والمنازل. وذلك لتلبية احتياجات الشركات الكبيرة والمواطنين من كبار السن والعائلات التي يعمل فيها كل من الزوج والزوجة وبحاجة لمن يعتني بأطفالهم واولادهم وهم في العمل وبشؤون منازلهم.
وبدأت مكاتب الاستقدام منذ ذلك الحين باستقدام خادمات وعاملات مكاتب ومنازل من دول مختلفة مثل: الفلبين، سيريلانكا، اندونيسيا، اثيوبيا، نيجيريا، واوغندا وغيرها من الدول.
وتنقسم أنواع الخادمات الى نوعين: بخبرة وبدون خبره والبعض منهن يتكلمن اللغة العربية أو الانجليزية بطلاقة والكثير منهن يتكلمن اللغة العربية بشكل مبتدئ وضعيف ويحتجن لتعلمها. وعادة ما يكون راتب الخادمة التي عندها خبرة من دول افريقيا او الشرق الأدنى 250 دولارا شهريا والتي بدون خبرة 225 دولارا، أما تكلفة الاستقدام لهن فتبلغ ألفين (2000) دينار. فيما تكلفة استقدام الخادمة الفلبينية ثلاثة آلاف (3000) دينار اردني وأما راتبها فلا يقل شهريا عن 300 دولار بدون خبرة و 400 دولار بخبرة.
وإذا حصل مواطن أو مواطنة في اردننا الحبيب على اعفاء خادمة بسبب اعاقة دائمة ممنوح له من اللجان الصحية المختصة بوزارة الصحة وبناء على كتاب صادر من مديرية التنمية الاجتماعية التابعة لوزارة العمل فيحسم من التكلفة تقريبا 400 دينار فقط لا غير.
الهدف من كتابة هذه المقالة هو اقتراح من ربات البيوت وصاحبة الاقتراح الاولى هي زوجتي وهو: على اصحاب مكاتب الاستقدام تجميع معلومات عن الخادمات والعاملات من خلال نموذج تقييمي موحد لجميع المكاتب ومعد مسبقا وبشكل مدروس يحتوي على جميع الاسئلة التي تهم الاسر والشركات من مواصفات وقدرات عند الخادمات والعاملات. وهذا التقييم يتم لهن بعد انهاء عملهن وعودتهن لبلادهن او للعمل عند أسر أخرى، وتجمع معلومات هذه التقييمات في قاعدة بيانات موحدة متعددة الوسائط (فيها معلومات صوتية وحركية (فيديوهات) ومعلومات نصية شخصية) ليستفيد منها اصحاب المكاتب اولا وثانيا الشركات والأسر التي تحتاج الى خادمات وعاملات في المستقبل ليتم اختيار المناسبات منهن بيسر وعلم ودراية مسبقة بمواصفاتهن وخبراتهن من قبل الراغبين بخادمات او عاملات لديهن الخبرة.
وبذلك يتم تقليل الشكاوى من الخادمات والعاملات وتقليل تبديلهن خلال فترة التجربة الثلاثة شهور الاولى. علاوة على امكانية التعاون بين مكاتب الاستقدام بتبادل المعلومات فيما بينهم للاستفادة منها للتعاون بين بعضهم البعض وفي المستقبل عند استقدام خادمات من جديد بعد عودتهن لبلدانهن. ولكن علينا ان نذكر ان هؤلاء الخادمات او العاملات يحضرن الى الاردن من بلدانهن وفي اعتقاد بعضهن ان الاردن هي جنة الخلد بالنسبة لهن وعندما يجدن عكس ما كن يتوقعن يقدمن على قتل كبير السن او كبيرة السن وقد حصل هذا سابقا. او يقوم بعضهن بتعذيب الاطفال تعذيبا شنيعا في غياب الأب والأم عنهم خلال فترة العمل كما شاهدنا في بعض الفيديوهات ولكن حالات قليلة جدا وربما انعدمت هذه الايام. علاوة على ان بعضهن يهربن من المنازل عند بعض معارفهن ليمارسن حرية مطلقة لجمع الاموال بطرق غير مشروعة، فعلينا ايضا ان نأخذ الحذر الشديد منهن ونراقب تصرفاتهن ومع من يتصلن …الخ. ولما تقدم ننصح ببناء قاعدة بيانات متعددة الوسائط لتجميع معلومات أول بأول عن عاملات أو خادمات المكاتب والمنازل ليستفاد منها في المستقبل، ونسأل الله ان نبني في نفوسنا ونفوس اولادنا ثقافة الشعب الياباني الذي لا يستخدم خدم او عمال او خادمات او عاملات نهائيا في حياتهم منذ سنين طويلة بل يقومون بخدمة أنفسهن وانفسهم بأنفسهن وأنفسهم.