الموقف الأردني تجاه الوضع الراهن في فلسطين

د. محمد خير فيصل الضمور
مدار الساعة ـ نشر في 2023/10/12 الساعة 16:35
يعد الموقف الأردني الرسمي والشعبي تجاه القضية الفلسطينية موقفاً متطابقاً وملتزماً نابعاً من مواقف ثابتة يقودها جلالة الملك عبد الله الثاني، لإيجاد الأفق السياسي من أجل تحقيق السلام الشامل والدائم، والذي يلبّي حقوق الأشقّاء الفلسطينيين، حيث أنه منذ بدأت عملية "طوفان الأقصى" تلقى الأردن اتصالات من عدة دول ذات تأثير عالمي و سياسي لايجاد سبل حل الصراع القائم لمعرفتهم بأهمية الدور الأردني في المنطقة وخصوصا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وكان جلالة الملك يؤكد في كافة الاتصلات التي تلقاها على مواقف الأردن الثابتة والراسخة والواضحة بضرورة حلّ الصراع العربي الإسرائيلي من خلال تلبية طموحات الشعب الفلسطيني وتطلُّعاته، وأبرزها إقامة دولته المستقلّة القابلة للحياة على خطوط الرابع من حزيران للعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي ومبادرة السلام العربية. دعونا نبتعد عن العطافة قليلا ونتحدث بلغة المنطق ان موقف الأردن الثابت والقابل للتنفيذ عمليا هو الاصدق والاضمن لنيل حقوق الاشقاء الفلسطينيين وهذا لم يأتي من فراغ حيث أن موقف الأردن ثابت رغم كل التحديات التي تعرض لها في سبيل تحييده عن القضية المحورية للدولة الأردنية الا وهي القضية الفلسطينية وعليه أكد جلالة الملك يوم أمس في خطاب العرش السامي أن الأمن والسلام والاستقرار بالمنطقة لن يتحقق بدون حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية الأمر الذي يرفضه الجانب الإسرائيلي حيث أنهم يبحثون عن إقامة مناطق صغيرة معزولة ومقيدة ولا سيادة لها سواء عسكريا أو سياسا أو أمنيا الا بوصاياتهم مع التأكيد على أن الحكومة الإسرائيلية لا تلتلزم بالمعاهدات والمواثيق الدولية وجاء ذلك في الكثير من المناسبات ؛ ويسعى جلالة الملك بكل الأدوات المادية والمعنوية لدعم الاشقاء الفلسطينيين حيث أكد يوم أمس في خطابه على الموقف الأردني "ستبقى بوصلتنا فلسطين، وتاجها القدس الشريف، ولن نحيد عن الدفاع عن مصالحها وقضيتها العادلة، حتى يستعيد الشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه كاملة، لتنعم منطقتنا وشعوبنا كلها بالسلام الذي هو حق وضرورة لنا جميعا".
وأكد أنه "سيظل موقف الأردن ثابتا، ولن نتخلى عن دورنا مهما بلغت التحديات، في سبيل الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس، والحفاظ عليها من منطلق الوصاية الهاشمية".كما أوضح جلالته موقفه تجاه الاشقاء العرب قائلا "سيبقى الأردن في خندق العروبة، يبذل كل ما بوسعه، في سبيل الوقوف مع أشقائه العرب". ان الحل الوحيد والواقعي –القابل للتنفيذ- هو حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، والقابلة للحياة على أساس خطوط 1967 وعاصمتها القدس. وهذا الحل، يشكل السبيل الوحيد لإنهاء عقود طويلة من الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي في اطار انهاء الصراع العربي الإسرائيلي وعودة جميع الاراضي العربية التي احتلتها إسرائيل عام 1967 بما فيها الجولان العربي السوري وما تبقى من الاراضي اللبنانية المحتلة.لقد ظهر للعالم أجمع، جدية وصدق نوايا العرب والفلسطينيين، في التوصل إلى السلام العادل والشامل.ختاما ، إن ما سبق هو غيض من فيض لما قدمته وما تقدمه المملكة الأردنية الهاشمية للاشقاء الفلسطينيين هي علاوة على ذلك كله من قبل ومن بعد قضية وطنية وشرعية تاريخية ودينية،لذا فإن الأردن يتحمل دوراً طليعياً في الألتزام بالعمل وطنياً وقومياً وإسلامياً وعالمياً على استرداد الحقوق الشرعية .كما تمثل ذلك جليا في الدور الذي يقوم به جلالة الملك المبني على مرجعية فكرية ومنظومة من القيم والمبادئ ، حيث يعتبر جلالة الملك عبد الله الثاني أن القدس واحدة من أهم القضايا السياسية التي تحتل مكانة في توجهات الدولة الأردنية التي عبر عنها بمختلف الوسائل السياسية والإعلامية واحتلت مساحة واسعة من فكره السياسي، فجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين يرى أن عليه مسؤولية عميقة تجاه القدس ونحو بيت المقدس والمسجد الأقصى وتنبثق هذه المسؤولية من صلب رسالة عربية إسلامية حملها الهاشميون على مدى تاريخهم الطويل، وإن قضية فلسطين والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس بالنسبة للعرب والمسلمين قضية قومية ودينية.
  • الأردن
  • الملك
  • الشامل
  • عرب
  • قانون
  • عربية
  • مناسبات
  • إسلامي
  • الهاشمية
  • لب
مدار الساعة ـ نشر في 2023/10/12 الساعة 16:35