أ.د. بلال ابوالهدى خماش
ثيودور هرتزل (2 مايو 1860– 3 يوليو 1904) كاتب مسرحيات وناشط سياسي نمساوي-مجري، وهو مؤسس المنظمة الصهيونية السياسية الحديثة، وشجع ا ل ي ه و د على الهجرة إلى فلسطين ساعياً لتشكيل دولة ي ه و د ي ة. الحركة الصِّهْيَوْنِيَّة (بالعبرية: ציונות) (بالإنجليزية: Zionism)، هي حركة سياسية ي ه و د ي ة، ظهرت في وسط وشرق قارة أوروبا في أواخر القرن التاسع عشر ودعت ا ل ي ه و د للهجرة إلى أرض فلسطين بدعوى أنها أرض الآباء والأجداد وارض الميعاد (إيريتس يسرائيل). ورفض هرتزل اندماج ا ل ي ه و د في المجتمعات الأخرى للتحرر من معاداة السامية والاضطهاد الذي وقع عليهم في الشتات، وبعد ذلك طالب قادة الحركة الصهيونية بإنشاء دولة منشودة في فلسطين والتي كانت ضمن أراضي الامبراطورية العثمانية. وبعد تأسيس دولة إسرائيل عام 1948م أخذت الحركة الصهيونية وهي حركة دينية تهدف إلي تمكين العنصر ا ل ي ه و د ي من تملك الأراضي في فلسطين واخذت الحركة على عاتقها ايضا توفير الدعم المالي والمعنوي لدولة إسرائيل، وقد عقد أول مؤتمر للحركة الصهيونية في بازل بسويسرا ليتم تطبيق الصهيونية بشكل عملي على فلسطين، فعملت الحركة الصهيونية فعليا على تسهيل الهجرة ا ل ي ه و د ي ة الى فلسطين ودعم المشاريع الاقتصادية ا ل ي ه و د ي ة فيها. كانت الولايات المتحدة أول دولة تعترف بإسرائيل كدولة مستقلة في 14 مايو 1948، عندما أصدر الرئيس هاري ترومان بيان اعتراف عقب إعلان إسرائيل الاستقلال في نفس التاريخ. لقد اعتقد ا ل ي ه و د أن أرض فلسطين هي أرض الميعاد وأرض الاحلام السعيدة والرغيدة لهم وانهم سيعيشون فيها بأمن وأمان واطمئنان والتي هي من افضل بقاع العالم جمالا ومناخا وموقعا … الخ. الا انهم منذ ان احتلوها وهم يعيشون في خوف وقلق ورعب وعدم استقرار وحروب مستمره مع الفلسطينيين اصحاب الارض مسلمين ومسيحيين ومع المسلمين والعرب بسبب الاماكن المقدسة المسجد الاقصى وكنيسة القيامة.
ولهذا ينطبق عليهم ابيات الشعر التالية لأبو البقاء الرندي:
لِكُلِّ شَيْءٍ إِذَا مَا تَمَّ نُقْصَانُ فَلَا يُغَرَّ بِطِيبِ العَيْشِ إنْسَانُ، هِيَ الأمُورُ كَمَا شَاهَدْتُهَا دُوَلٌ مَنْ سَرَّهُ زَمَنٌ سَاءتْهُ أزْمَانًُ، وهذهِ الدارُ لا تُبْقي على أحدٍ ولا يدومُ على حالٍ لها شانُ. لقد عاصرنا مراحل انشاء دولة الكيان خلال اكثر من خمس وسبعون عاما وكيف كانت متفوقة عدة وعتادا ومالا واقتصادا وتكنولوجيا وعسكريا وعلميا … الخ عن أهل فلسطين وبالخصوص أهل قطاع غزة. وشاهدنا خلال الثلاثة عقود الماضية كيف تطورت القدرات العسكرية عند رجال المقاومة في قطاع غزة وبالخصوص الجناح العسكري في حركة حماس وكيف أقضوا مضاجع قادة الكيان الصهيوني ومواطني الكيان الإسرائيلي. وكما ذكرنا في مقالة سابقة لنا كيف أن معركة طوفان الأقصى التي بدأت من قبل رجال المقاومة في حركة حماس الجناح العسكري صباح يوم السبت الموافق 7/10/2023 هجوما بريا بالدراجات الهوائية وبحريا بالقوات البرمائية وجويا بالمظلات الهوائية وبآلاف الصواريخ الباليستية على المستعمرات والقواعد العسكرية في غلاف غزة وما زالت مستمرة حتى نشر هذه المقالة. ولم تفد ا ل ي هو د القبة الحديدية ولا بطاريات الباتريوت ولا الجدار الحديدي الاسمنتي بارتفاع ستة أمتار وبعمق عشرة أمتار تحت الارض حول غزة كاملة والذي كلفهم مليار ونصف دولار. ولم تفدهم أيضا أجهزة الاستشعار المتطورة جدا ولا الكاميرات … الخ من دخول مقاتلي حماس عليهم (لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ ۚ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ، هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ۚ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا ۖ وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ۚ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ (الحشر: 14 و 20)). وبناء على التصريحات الصادرة من مسؤولي الكيان الإسرائيلي فقد بلغ عدد القتلى في جانب الكيان 900 والجرحى 2506 والأسرى بالمئات والعدادات شغالة. نعم، هناك خسائر كبيرة في قطاع غزة في البنية التحتية وقتلى بالمئات وجرحى كثيرا بالآف الا ان خسائر الكيان اكثر بكثير وشهدائنا في الجنة وقتلاهم في النار. وفي اعتقاد معظم المحللين السياسيين أن ما حدث من قبل قوات المقاومة في حركة حماس يوم السبت الموافق 7/10/2023 وحتى تاريخ نشر هذه المقالةهو بداية نهاية دولة الكيان.