الجن يسكنون الأرض من قبل الإنس
مدار الساعة ـ نشر في 2023/09/30 الساعة 09:23
لقد خلق الله الملائكة أولا بعقل وبدون غريزة ومن نور، فهم لا يتكاثرون ويخلق منهم ما يشاء (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (فاطر: 1)).
وبعد ذلك خلق الله الجن (وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ (الحجر:٢٧)) ومن أصدق ما قيل عن الجن ما روي عن ابن كثير في كتابه "البداية والنهاية": خلقت الجن قبل آدم عليه السلام، وكان قبلهم في الأرض (الحِنُّ والبِنُّ)، وهم نوع من أنواع الجن وكانوا يعبدون الله ففسقوا عن أمر ربهم فسلط الله عليهم الجن فقتلوهم وأجلوهم عنها وأبادوهم فيها ومن ثم سكنوها بعدهم.
والجن يعمرون الأرض من قبل خلق آدم كما ذكرنا وما زالوا يعمرون الارض حتى وقتنا الحاضر، ومنتشرون في جميع بقاع الارض. والجن منهم القاسطون ومنهم المسلمون (وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونۖ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَٰئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (الجن: 14)). ولكن اغلبهم كافرون وأتباع ابليس وأعداء لبني آدم حتى يوم القيامة (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ، قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ، قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ، قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ، قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ، قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ، ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ، قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا ۖ لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ (الاعراف: 11-18)).
وقد لعن الله ابليس وذريته الى يوم الدين (قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ، وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ (الحجر: 34 و 35)). كما وأن الله قيض لكل انسان قرينا كافرا من الجن يأمره بالشر ولا يأمره بالخير حتى نبينا محمد ﷺ (قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَٰكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (ق: 27)). روى مسلم وأحمد من حديث ابن مسعود أن النبي ﷺ قال: ما منكم من أحد إلا وقد وُكِّل به قَرِينُه من الجن وقرينُه من الملائكة، قالوا: وإيَّاك؟ قال: وإيَّايَ إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير. فالله يكون بعوننا نحن عباد الله على الجن الكفرة من القرناء الكفار وغيرهم.
فلما تقدم فعلينا نحن بني آدم دائما وابدا ان نستعيذ بالله منهم في حلنا وترحالنا وفي ليلنا ونهارنا حتى في بيوت الله، فنقول عندما ندخل المسجد: السلام من ربنا على نبينا وعلينا وعليكم ونعوذ بالله من شياطين الانس والجن اجمعين الى يوم الدين لأن شياطين الانس ادهى وأمر في ضررهم علينا من شياطين الجن لأنهم منتشرون بيننا ومن الصعب جدا كشفهم (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (الانعام: 112)). ونقول كلما ندخل بيوتنا أو بيتا آخر مما نزور: السلام من ربنا علينا وعليكم. وبعض الناس يستغربون عندما قال الله للملائكة (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (البقرة: 30))، فيقولون: كيف يسفكون دماءهم وهم مخلوقون من النار، فنقول لهم: ألم يخلق الله آدم من طين وجعل بعد ذلك له ولذريته دماء؟! وكذلك جعل الله للجن دماء، فسبحان الله رب العالمين هو خالق كل شيء (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (الزمر: 62)) ولا يعجزه أن يجعل للجن دماء.
مدار الساعة ـ نشر في 2023/09/30 الساعة 09:23