أ.د. بلال ابوالهدى خماش
كما أعلمنا الله أن ملك الموت يأتيه أوامره من رب هذا الكون لقبض أرواح جميع انواع وأجناس مخلوقاته وبعض عباده عندما تتساوي أعمارهم عند الله بالصفر وأعمارهم في الدنيا تتساوى مع التي كتبها الله لهم عن طريق ملك موكل بذلك عندما يبلغ كل جنين منهم مائة وعشرين يوما في رحم أمه (قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ، وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَىٰ أَجَلٌ مُسَمًّى ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُون، وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ۖ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ (السجدة: 11، الانعام: 60 و 61)).
فملك الموت ينفذ أوامر الله فلا يفرق بين جنين ولا طفل ولا شاب ولا كبير بعمر الأربعين سنة او أقل أو أكثر من ذلك (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا ۚ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ مِن قَبْلُ ۖ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُّسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (غافر: 67)). فنتقدم لجميع أهالي المتوفين جميعا في حوادث سير أو غيرها (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (الزمر: 42)) في اردننا العزيز والحبيب بأحر التعازي والمواساة ونقول لهم: عظم الله أجركم وأجرنا جميعا أردنيين عائلة واحدة بالذين توفاهم الله ونسأل الله أن يتغمدهم جميعا برحمته ويدخلهم الجنة. وندعو الله ان يلهم ذويهم واهاليهم الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون. وننصح أنفسنا قبل الناس أجمعين بأن الموتة الكبرى (الوفاة) تأتي غفلة وبغته فعلينا جميعا العودة الى الله ولا نشرك به شيئا ونعمل أعمالًا صالحا حتى يرحمنا برحمته ويغفر لنا ويدخلنا جنته (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا
(الكهف: 110)).