ذكرى المولد النبوي
لمن لم يعرف نسب رسولنا الكريم محمد: فهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب (واسمه شيبة) بن هاشم (واسمه عمرو) بن عبد مناف (واسمه المغيرة) بن قصي (واسمه زيد) بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر (واسمه قيس) وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة (واسمه عامر) بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. ولد سيد الخلق في مكة يوم الإثنين الموافق 12ربيع الأول من عام الفيل الموافق 570م، وهو العام الذي توجّه فيه أبرهة الأشرم بفيله لهدم الكعبة، إلّا أنّ العرب تصدّت له، وأخبره عبد المطلّب بأنّ للبيت ربٌّ يحميه، فأرسل الله عليهم طيوراً تحمل حجارةً من نار جهنم أهلكتهم، وبذلك حمى الله البيت من أي أذى. يشارك الأردن الأمتين العربية والاسلامية يوم الأربعاء الموافق 12 من شهر ربيع الأول لسنة 1445 هجرية الموافق 27/9/2023 ميلادية الاحتفال بذكرى مولد سيد الخلق محمد بن عبد الله ﷺ، إذ كان مولده نذيرا بنشر الحق والخير والعدل بين الناس، ورفع الظلم والبغي والعدوان. ويحيى المسلمون هذه الذكرى الجليلة في جميع أنحاء ألعالم بتأدية العبادات المختلفة والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، بالأدعية وبقراءة القرآن وبتبادل أفراد العائلات والأصدقاء والأقارب في الدول الاسلامية والعالمية الحلوى والزيارات، وعبارات التهنئة. ودعونا نستذكر شيئا يسيرا من سيرة رسولنا محمد بن عبد الله ﷺ وفيها محطات عديدةًمن المهانة والألم النفسي والعقلي والجسدي. تزوّج والد النبي عبد الله من آمنة بنت وهب، وتوفي عبد الله ومحمد جنين في رحم أمه، فوُلد الرسول يتيماً، قال تعالى: (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (الضحى: 6)). فعلينا أن نأخذ العبر والدروس المختلفة النفسية والعقلية والعملية … الخ من سيرة حياة النبي من قبل مولده وخلال مولده وبعد مولدة وخلال حياته حتى وفاته. فقد أعد الله والده عبد الله نفسيا عندما كان سيذبحه والده عبد المطلب ايفاء بنذره إن رزقه الله بعشرة أولاد وكان أحبهم اليه وكيف فداه الله بمئة من الإبل. وأعد الله نبينا نفسية أيضا وهو في رحم أمه حيث أن كل ما يؤثر على نفسية المرأة الحامل من ظروف يؤثر على جنينها في رحمها حين توفي زوجها وهي حامل. فولد الرسول يتيما للأب وتولت تربيته أمه آمنة بنت وهب بعد وفاة والده، الذي مات ودفن في المدينة المنورة. وكانت السيدة آمنة بنت وهب تزور قبر زوجها في كلّ عام، وتزور أهلها بني النجار حيث يُقيمون هناك، ولمّا بلغ سيدنا محمّد من العمر ستّ سنوات اصطحبته معها في رحلتها، وكان برفقتهما حاضنته أم أيمن، وركبتا على بعيرين، ونزلت آمنة في دار النابغة، وظلّت هناك شهراً كاملاً. وفي طريق عودتها وصلت آمنة إلى مكان يسمّى الأبواء، وهو مكان بين مكة والمدينة المنورة، وهو إلى المدينة أقرب، وتبعد عن الجحفة أميالاً، ومرضت مرضاً شديداً لم تستطع السير معه، فتوفيت هناك، وطلبت أم أيمن من محمد الطفل مساعدتها في حفر قبر أمه وهو يبكي فدفن أمه مع أم أيمن وهو في سن السادسة، ورجعت أم أيمن إلى مكة ومعها محمد ﷺ، ومعها البعير الذي كانت تركبه آمنة بنت وهب فارغاً، وكانت آمنة بنت وهب تبلغ من العمر حين توفاه الله عشرين عاماً.