في ظلال المولد النبوي الشريف

بلال حسن التل
مدار الساعة ـ نشر في 2023/09/25 الساعة 21:54
احياء ذكرى مولد رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام التي تصادف غدا، هي مناسبة لتأكيد بعض المفاهيم حول رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولإزالة بعض التشوهات التي علقت باذهان البعض حول هذه المفاهيم ، واول هذه المفاهيم التي يجب تأكيدها تلك التي تتعلق بالاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم اقواله وأفعاله عليه السلام ، وكذلك تلك المفاهيم المتعلقة بدوره عليه الصلاة والسلام في حياة المسلمين و تاريخهم،وحول مدى أهمية وضرورة الاحتجاج بأقواله عليه السلام وأفعاله، حيث ان أولئك الذين يرفضون الاحتجاج برسول الله، أو انهم يتجاهلون شريعية هذا الاحتجاج، يتناسى هؤلأ أوامر رب العالمين القائل (وما آتكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) وقوله تعالى ( لقدكان لكم في رسول الله أسوة حسنة)بل وربطه سبحانه وتعالى طاعته بطاعة رسوله بقوله (واطيعوا الله ورسوله)، فاين من هذا الأمر الرباني قول البعض انه لايحوز(التحجج بالنبي... وان النبي قال.. ).فهذا قول فاحش بحق أكرم خلق الله وخاتم رسوله، وهو عصيان لأمر الله.وهو قول يتجاوز كل حدود الأدب مع رسول الله ،كما أنه قول يتجاهل نصوص القرآن والسنة،التي تامر بالاقتداء به عليه السلام في أمور الدين والدنيا،فلم يكن عليه السلام مجرد مبلغ عن ربه، لكنه كان منفذا لتعليم الله واوامره، لتنظيم حياة الناس الدينية والدنيويه لافرق بينهما ،لذلك أقام رسول الله دولة كان هو عليه السلام واضع سياستها، وقائد جيوشها ،وموجه اقتصادها، فحقاىق التاريخ تؤكد انه عليه السلام اسس دولة راسخة، كانت هي اول دولة تمتلك دستورا مكتوبا يحدد مفهوم المواطنة، ويترجم هذا المفهوم في واقع الدولة التي اسسها عليه السلام، بينما مازالت معظم دول العالم المعاصر تفتقر إلى معنى المواطنة، كما وردت في وثيقة المدينة المنورة، التي نظم فيها رسول الله العلاقة بين مواطني الدولة التي اسسها على اساس المساواة بصرف النظر عن دينهم او لونهم او عرقهم.
كماإن الدولة التي اسسها رسول الله في المدينة المنورة، كانت تحكمها قوانين وتشريعات، تنظم العلاقة بين الناس، وتقيم الحد على السارق، وتعزر الفاسد، وتحكم بين الناس بالعدل، وتنظم الاقتصاد، وتأخذ حق الفقراء من الاغنياء، وتراقب الأسواق، وتمنع الغش و الاحتكار.
دولة لها جيوش، ولها مخاطبات و مراسلات ومعاهدات مع غيرها من الدول. وهي حقائق يتجاهلها الذين يدعون إلى إنكار السنة، ومن ثم إلى عدم الاقتداء برسول الله والاحتجاج به. وهو إنكار يحتاج إلى هبةعظيمة للدفاع عن رسول الله، وتصحيح المفاهيم حول ضرورة الاقتداء به عليه السلام، هبة تقودها المؤسسات الاهلية التي تزين اسمها بالاسلام، وكذلك المؤسسات الرسمية، وعلى رأسها وزارة الاوقاف ودائرة قاضي القضاة ودائرة الافتاء، في بلد يقوده ال بيت رسول الله.
مدار الساعة ـ نشر في 2023/09/25 الساعة 21:54