عن الاعلام!
مدار الساعة ـ نشر في 2023/09/25 الساعة 02:15
فضاءنا مزدحم بوسائل الإعلام، صحف ومواقع وإذاعات وتلفزيونات، لكنه مبعثر، يسير بلا هدف ولا رؤية ولا تأثير.
اصبح لكل مؤسسة إذاعة وموقع إلكتروني، هذه الإذاعات على كثرتها تحولت الى منصات للشكوى، لم يستطع الإعلام تحديد رسالة ولا هوية.
نقول ذلك ونحن ننظر إلى تأثير إعلام الدول المحيطة بنا وكيف دخلت إلى ثقافتنا ووعينا، وكيف لها تأثير كبير في حياتنا، هذه الدراما وعشرات البرامج التي تمطرها علينا وسائل الإعلام من خارج البلد تمتد تشكل هوية جديدة لكن الاخطر هو أن تكون مغلفة برسائل سياسية تشكل قناعات جديدة ومواقف محددة تجاه الأحداث.
مع كثرة ما نشهده من وقت لآخر انتقادات لاذعة لواقع الإعلام الخاص والعام تصل حد الإدانة، إلا أننا لم نخطو خطوة واحدة لرسم خط بياني يحدد لها رؤية ويضع لها هدف ينقل الاردن ورسالته ومواقفه لمواطنيه قبل أن يملك قوة التأثير في المحيط.
لا نزيد في هذا التعليق أن نتجاوز على حقيقة ان الإعلام حر وسيظل تعددياً، يعمل باتجاهات مختلفة، وأحياناً متناقضة، لأنه يعبّر عن وجهات نظر ورؤى ومصالح مختلفة. وهذه هي التعددية التي نريد لكن الاختلاف في الرأي ازاء قضايا محلية الطابع لا يتقاطع مع اتجاهات توحيد الرسالة والتأثير في الخارج.
لا نريد من الإعلام أن يصب باتجاه واحد، ولا نريده أن يكون شموليا لكن هناك اعلام ناعم ينقل الرسالة ويؤثر من دون تلقين ومن دون فرض على طريقة إعلام حقبة الستينيات، لا نريد إعلام تحت سيطرة الحكومة، لكن نريد منه ان يتمثل روح الدولة ورسالتها وهويتها.
في عصر الفضائيات والانترنت والعولمة لم يعد الإعلام محلياً أو قابلاً للسيطرة. ومحاولة حجب الحقائق عن الرأي العام تؤدي لنتائج عكسية هذا صحيح لكن الصحيح هو صحيح أن يكون الإعلام متجانسا في عكس الرؤية متباينا في وسائل ترجمتها.
نفهم أن في الإعلام متشائمون، ومتفائلون معتدلون ومتطرفون، وموالون ومعارضون متطفلون ومهنيون أيضاً. وفيه أقلام للإيجار، وهناك أقلام حرة.
الاعلام الأردني ليس في سلة واحدة، لكنه يجب أن يتخذ رسالة واحدة عندما تكون القضية هي الاردن والدولة.
ثمة فرق أن يقال هذا إعلام دولة، أو أن يقال هذا إعلام حكومات، أو ان يقل هذا إعلام الإردن، او أن يقال هذا إعلام في الأردن.
مدار الساعة ـ نشر في 2023/09/25 الساعة 02:15