ناشرون قطريون يدعون لرؤية عربية واضحة من اجل الاستثمار في الصناعات الثقافية (صور)
مدار الساعة - رياض أبو زايدة - ناقشت جلسة حوارية عقدت مساء أمس السبت ضمن فعاليات معرض عمان الدولي للكتاب، وضمن فعاليات برنامج دولة قطر ضيف الشرف للمعرض الذي يقيمه اتحاد الناشرين الاردنيين لليوم الثالث على التوالي "صناعة النشر في دولة قطر"، وخلصت إلى أن الصناعات الثقافية هي جزء من الاقتصاد الوطني.
وشارك في الجلسة نائب رئيس اتحاد الناشرين العرب، ومدير دار الوتد ابراهيم عبد الرحيم السيد، ومديرة الملتقى القطري للمؤلفين، ومديرة دار روزا للنشر والتوزيع في قطر الدكتورة عائشة الكواري، ورئيس اتحاد الناشرين الأردنيين، ومدير معرض عمان الدولي للكتاب، جبر أبو فارس، وإدارة الروائي أحمد الطراونة.
وفي بداية الندوة، قالت مديرة الملتقى القطري للمؤلفين، ومديرة دار روزا للنشر والتوزيع في قطر الدكتورة عائشة الكواري، إن هناك ارتباطا وثيقا بين صناعة النشر والاقتصاد، مضيفة أن صناعة النشر تقع ضمن الاستثمارات المعرفية، والاستثمار المعرفي معروفة صعوباته ، ومن يدخل من هذه الباب يدخله من باب المسؤولية الاجتماعية التي تحمل في طياتها رؤية الاقتصادية.
وأضافت، أننا في قطاع النشر في قطر نعمل على تحقيق الكثير من الاهداف، والرؤى على مستوى الدولة من أجل تعزيز واقع صناعة النشر في البلاد، وحالنا من حال الناشرين الاخرين، فنحن نواجه انخفاضا في معدل اقتناء الكتب، وقلة في عدد دور النشر، مشيرا إلى أن القطاع ما زال فتيا إذ أنه بدأ في 2017 وقبل ذلك كان النشر حكوميا وشبه حكومي، وكانت دار روزا للنشر والتوزيع من أوئل دور النشر الخاصة في قطر، تبعها دار الوتد، ودار نبجة وغيرها.
واشارت الدكتورة الكواري إلى أن هناك تنوعا في دور النشر القطرية، وهناك أهداف نسعى إلى تحقيقها، ومنها العمل مع الناشرين ضمن رؤية واضحة، والحلم أن يكون لدينا مجتمعات قرائية، وهذا يحتاج إلى توحيد الجهود من أجل النهوض بواقع صناعة النشر في العالم العربي عموماً ودعم معارض الكتاب كونها منفذاً رئيساً للتسويق، فنسبة الكتب المباعة عن طريق المعارض تبلغ 53% من إجمالي الكتب المباعة، مشيرا إلى أن وجود دولة قطر في معرض عمان للكتاب هذا العام يشكل أيضا فرصة لتعريف بدور النشر القطرية، ومد جسور التعاون بين المؤلفين الناشرين القطريين مع اخوانهم الأردنيين.
أما نائب رئيس اتحاد الناشرين العرب، ومدير عام دار الوتد ابراهيم السيد، فقد عرض لتاريخ صناعة النشر في قطر التي قال أنها بدأت مع المؤسس جاسم بن محمد بن ثاني من خلال الاهتمام بالكتب التي كان يشتريها من الهند وبغداد، وكان يتكفل بتوزيعها على المواطنين القطريين في ذلك الوقت تشجيعا منه لتحصيل المعرفة..
كما استعرض جهود صناعة النشر من خلال المؤسسات الحكومية، وكيف تطورت لاحقا، ذاكرا دار الكتب القطرية التي تأسس قبل 62 عاما، والدور الذي تقوم به الآن مكتبة قطر الوطنية التي تحتوي عىل الكثير من الوثائق والكتب، وأبرز الجوائز التي تقدمها الجهات الثقافية في دولة قطر الشقيقة مثل: جائزة الشيخ حمد للترجمة، وجائزة كتارا للرواية العربية، برنامج "قطر تقرأ"، إضافة إلى الاهتمام بكتاب الطفل من خلال الدولة، مشيرا إلى ارتفاع رقم ايداع الكتب في قطر بشكل واضح، وهذا يدل على تطور صناع النشر فيها.
وتحدث نائب رئيس اتحاد الناشرين العرب، السيد عن التجربة القطرية الرائدة في إقامة معارض الكتب، ومنها تجربة إقامة معرض الدوحة للكتاب الذي وصل هذا العام إلى دورته (32)، وأصبح من أهل المعارض العربية حيث كان من أوائل المعارض العربية في عام 1972 بشهادة الناشريبن الذين يعرفون أهمية هذه المعرض بالنسبة لهم جنبا مع المعارض العربية الأخرى.
أشاد بالناشر الأردني معتبرا اياه من الشركاء في معرض الدوحة للكتاب منذ البدايات، داعيا إلى ضورة تكاتتف الناشرين مع بعضم البعض، وإنتاج أعمال مشتركة، وأن يكون هناك شراكات واتفاقيات على النشر المشترك..
من جهته، وقال رئيس اتحاد الناشرين الأردنيين ومدير معرض عمان الدولي للكتاب جبر أبو فارس، في مدخلته له، إن الهدف من وجود ضيف شرف في معرض عمان للكتاب هو التبادل الثقافي بين الأشقاء بالدرجة الأولى، والتعرف على ثقافة الآخرين وجهودهم في الشأن الثقافي وهذا العام يسرنا التعرف على الثقافة القطرية التي تتميز بمشاريعها الثقافية، وحسن إدارتها للفعل الثقافي بصورة متطورة، مضيفا أن العلاقة مع قطر بدأت منذ تأسيس اتحاد الناشرين، وتطورت لاحقا، وأصبح هناك حرص كبير من الناشر الأردني على التواجد في الساحة الثقافية القطرية، وتحديا في معارض الكتاب.
وأشار إلى أن قطاع النشر يحتاج إلى تكاتف الجميع من الحكومة ومن القطاع الخاص لمواجهة الصعوبات التي تتمثل بظاهرة القرصنة، وضبط التشريعات على الكتب الورقية والالكتورنية معا، والحد من انتشار ظاهرة الكتب المصورة على مواقع التواصل الاجتماعي، موضحا ان وزارات الثقافة في العالم العربي عليها ان تقدم الدعم المطلوب منها من أجل انقاذ هذه الصناعة.
وكان الروائي أحمد الطرارونة الذي أدارة الجلسة قد أشار إلى أننا عندما نتحدث عن صناعة النشر، فإننا حتما سنحيل الموضوع مهما كان يحظى بإبعاد ثقافية الى موضوع اقتصادي بحت، ورغم ذلك لا يمكن فك الاشتباك القائم بين الثقافة والاقتصاد، موضحا أن العالم اليوم تعتبر الصناعات الثقافية بمجملها واحدة من اهم الركائز الاقتصادية في أي اقتصاد عالمي، ومن هذه الصناعات صناعة النشر..
وفي نهاية الجلسة دار نقاش بين الحضور، والمشاركين في الجلسة، حيث أوضح مدير دائرة المكتبة الوطنية الأردنية الدكتور نضال العياصرة إلى أن هناك 6000 رقم ايداعي سنوي في المكتبة الوطنية، ولدينا قوانين حقوق المؤلف، داعيا إلى الاتجاه إلى نحو النشر الإلكتروني مؤكدا أن ما تدفعه الجامعات الأردنية للاشتراك في قواعد بيانات يصل إلى عشر مليون دينار سنويا.
أما مؤسس دار الشروق في الاردن فتحي البس، فتحدث عن تطور صناعة التشر في قطر، مبينا أنه ليس امامها المشكلات الاخرى التي تواجه دول اخرى، وعلى الرغم من ذلك فان نجاح صناعة النشر في اي دولة عربية هو نجاح للناشرين بشكل عام.
ورأى ان الصناعات الثقافية يجب ان لا تخضع لاقتصاديات السوق
وحضر الجلسة الوفد القطري الرسمي، وناشرين أردنيين وقطرين، وجمهور المعرض.