التل يكتب: ناصر عريس
يوم الجمعة الماضي كان ناصر عريسا، وناصر شاب شب على تقوى الله وبر والديه، وصلة رحمه، وهي مناقب لم يتلقاها ناصر من كلية شريعة، ولا من معهد علوم دينية، كما أنه لم يتلقاها من واعظ، لكنه تعلمها من ابيه، وهو تعليم لم يتم بالاقوال و المواعظ، لكنه كان تعليما بالممارسة، والقدوة الحسنة، فقد كان والده ممن يلازمون المساجد، كما كان حريصا على صلة رحمة، فانا لا أكاد اذكر يوما لم أشاهد سليم (أبو ناصر) في بيتنا زائرا لشقيقته التي هي زوجتي 'سميرة المغربي ' رحمها الله، وأن لم يستطع الزيارة في يوم من الايام لسبب قاهر، فقد كان الهاتف وسيلته للقيام بما كان يعتقد انه واجبه في صلة الرحم، وعندما اصيبت شقيقته 'سميرة '، بالمرض كأنه لم يتصور فراقها، فغادر الحياة الدنيا خلال أيام من تلقيه خبر مرضها ،ولم تمضي شهور قليلة الا وقد لحقت به شقيقته 'سميرة' ، كأنما قدرهما رحمهما الله ان يؤنس كل منهما الاخر في غربته، فقد عشا كلاهما بعيدين عن مسقط راسيهما ومكان سكن باقي اسرتها في نابلس،في صورة مصغرة لمعاناة أبناء فلسطين، ضحايا التأمر الدولي، وظلم الرأي العام العالمي، وشاء الله ان يحتظن ثرى عمان جسديهما وجسد والدتهما ، بينما يحتضن ثرى نابلس جثمان والدهما رحمهم الله، فقدر ضفتي نهر الأردن ان تظلا متلاحمتين أرضا وتاريخا وصهرا ونسبا.