الملك عبدالله الثاني يكشف ما يدور في الخفاء

مدار الساعة ـ نشر في 2023/09/22 الساعة 11:49
مدار الساعة - كتب: نضال الثبيتات العمروما ان تسأل مواطنا فلسطينيا، مُسلما كان أو مسيحيا؛ عن الوضع القائم في الأراضي المحتلة إلا أجابك قائلاً "من سيئ إلى أسوأ في كل مناحِ الحياة" .. ويستدرك قائلاً "يا أخي فلسطين ليست لنا وحدنا .. فلسطين قضية العرب والمسلمين .. فلسطين قضية الشرفاء في العالم لمواجهة قوى الظلم المحتلة لأراضي الغير، والتي تلغي حقوق أصحاب الأرض بالوجود".عبارات نسمعها على الدوام من المواطنين والمسؤولين الفلسطينيين سواء مباشرة او من خلال منصات التواصل الاجتماعي او عبر القنوات المتلفزة الفضائية عبر العالم ... هناك من يدعم استمرارية نشرها؛ وآخرين لمصالح الأنظمة السياسية والأجهزة الأمنية الداعمة لهم تسعى لطمس عمق تفسير تلك العبارات؛ وعدم نشرها او المرور عليها هكذا دون أي تركيز او اهتمام .
وعبر سني احتلال فلسطين العربية كان هناك قلةٌ من أنظمة الدول العربية والإسلامية والعالمية الذين يتحدثون عن حقوق الشعب الفلسطيني بالوجود والعيش بسلام؛ ومنهم من يتهرب الحضور في المحافل الدولية خشية الحديث عن هذه القضية؛ لمصالحهم الخاصة نتيجة علاقات علنيّة وآخرين سريّة مع الكيان المحتل؛ وإن حضروا وتحدثوا يتحدثون بإستحياء..
نعم أيها السادة .. ان فلسطين المحتلة قضية العرب الاقحاح والمسلمين الذين صحَّ اسلامهم ولهم حق الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني المُحتَلّةِ أراضيه والمُلغاة هويته؛ والعمل نحو تحقيق العدالة والسلام لهم؛ ففلسطين التاريخية هي جزء لا يتجزأ من العالم العربي والإسلامي ومن يحاول تجاوز ذلك فهو أعمى البصيرة لا البصر.
وفي هذا السياق .. تستعر في هذه الاثناء نار عاصفة تحريض واستنكار يقودها اعلام جهاز استخبارات كيان الاحتلال واليمين الصهيوني المتطرف في الفضاء الرقمي سببها كلمة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية التي ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ ودفاعه المستمر عن حقوق الشعب الفلسطيني.
ففي خطابه .. أكد جلالته على أن القضية الفلسطينية هي قضية مركزية للأردن والعالم ، وأن لا سلام دائم وشامل في المنطقة بدون حل عادل لهذه القضية، مشيرا إلى أن الحل الوحيد هو حل الدولتين على أساس حدود 1967 وفقا للشرعية الدولية، و أن المتطلب الأساسي لهذا الحق هو قيام دولتهم المستقلة والقابلة للحياة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام وازدهار؛ وتأكيد جلالته بأن الأردن سيواصل المحافظة على هوية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس بموجب اتفاقية الوصاية التاريخية.
وما أثار جنون اليمين الصهيوني المتطرف والحليف الرئيسي في حكومة الكيان المحتل هو استباق الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في ارسال الرسالة للعالم اجمع حول حقوق الشعب الفلسطيني خاصة اثناء مؤتمر الشرق الأوسط العالمي والذي عقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث تطرق النقاش خلال الجلسة الى اتفاقيات ابراهام؛ وعندها قال جلالته .. ان الاتفاقيات بدأت بشيء ما، لكنها لن تحقق مُطلقاً التطلعات التي نريدها جميعاً، ما لم تحل القضية الفلسطينية؛ وحول موضوع التطبيع بين السعودية وإسرائيل، قال جلالته .. ان البعض في المنطقة يعتقدون بأنه يمكنك القفز عن حقوق الشعب الفلسطيني (فلسطين) ، وان تتعامل مع العرب ثم تعاود طريقك مرة أخرى فهذا الامر لن ينجح.
وأضاف جلالته .. هناك شيء تريده السعودية؛ وهناك شيء يريده الإسرائيليون، وهناك شيء يريده الأمريكيون؛ ان ما عليك اضافته الى هذا المكون هو ما الذي ينبغي فعله مع الفلسطينيين من اجل الخروج بهذا الاتفاق.
بدوره وفي لقائه الأول مع الرئيس الأمريكي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة كشف نتنياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني أن ما يتحدث به الملك عبدالله الثاني ابن الحسين هو في صميم ما يدور في الخفاء لدى العمق الإسرائيلي اثناء المفاوضات للتطبيع مع السعودية؛ فقال نتنياهو للرئيس الأمريكي بايدن ... بأن المسؤولين الفلسطينيين ينبغي أن يشاركوا في صفقة التطبيع الضخمة مع السعودية؛ ولكن دون اعطائهم أي حق للإعتراض او النقض على أي من تفاصيل الصفقة سواء بنود او أجزاء لا تروق لهم؛ وبالطبع فإن ما قاله نتنياهو مرفوض لكل من يهمهم حقوق الشعب الفلسطيني.
لما سبق تتكشف الأمور عن ماضي الأيام وحاضرها ومستقبلها وفي اكثر من اتجاه؛ ولكن علينا التركيز داعمين لمواقف الدول والقادة الذين يطالبون بحق الشعب الفلسطيني بالحياة؛ وفي هذا الإطار، يجب أن نثمّن الدور المستمر للمملكة الأردنية الهاشمية الرائد والمسؤول في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية، وأن نقف كأردنيين إلى جانب جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين كالبنيان المرصوص في مواجهة التحديات والمخاطر التي تهدد أمن بلادنا وسيادتها؛ وأن نكون الدرع الواقية لنظامنا في وجه كل أدوات التحريض وابواق اثارة الفتن في المنطقة.
مدار الساعة ـ نشر في 2023/09/22 الساعة 11:49